البابا: السامرية كانت على علم بالتاريخ.. والمسيح تدرج معها في المعرفة برقة
كتب - نعيم يوسف
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، العظة الأسبوعية له، أمس الأربعاء، من كنيسة العذراء والأنبا بيشوي، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وتأمل قداسة البابا، في قصة "السامرية"، بمناسبة حلول "أحد السامرية"، من آحاد الصوم الكبير، وتحدث عن حوارها مع السيد المسيح عند البئر.
المسيح تعب كثيرا للقاء السامرية
وقال البابا، إن المسيح تعب كثيرًا لكي يقابل هذه السيدة، حيث مشى 40 كيلومترًا سيرًا على الأقدام، كما أظهر أنه عطشان، لافتًا إلى أنه ظهر عطشان مرتين في الكتاب المقدس، مرة مع السامرية، وأخرى على الصليب، مؤكدا أنه "لا يروي عطشه سوي النفوس التائبة".
مقابلة في منتصف اليوم
ولفت بطريرك الإسكندرية إلى أن المقابلة كانت في منتصف اليوم، وذهب التلاميذ لكي يشتروا طعاما، مشيرًا إلى أن المرأة السامرية كانت على علم بالتاريخ، والدليل على ذلك أنها حدثته عن التقليد اليهودي، وقالت له: "أنت يهودي وأنا سامرية .أنت رجل وأنا سيدة وهذا في التقليد اليهودي ان لا يتحدث رجل مع أمراه في الشارع حتى لو كانت زوجته"، كما قالت له: "أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟"، وتحدثت عن موضوع العبادة في أورشليم، موضحا: "إنسانة لها قدر من المعرفة ومشكلتها لم تكن تدرك عطية الله الكاملة للإنسان لسكني الروح القدس فيه".
نعم من الله
وتابع البابا: "أحيانا الإنسان يعيش في النعمة ولا يدرك قيمتها .فهل تدرك عطية الله لك ؟ ونعمته؟ من الخطايا الجماعية لكل البشر تلويث الهواء و الماء فهل تدرك العطية التي يعطيها الله لك ؟ هل تدرك قيمة عطية الصحة؟ هل تدرك عطية الله لك و الخلاص؟ هل تدرك ما فعله المسيح لأجلك في الصليب؟".
طريقة المسيح
وكشف أن المسيح يتعامل مع أي إنسان "برقة شديدة"، مؤكدًا أن المسيح لا يقتحم النفس البشرية ولكن يقتحمها باتضاع، موضحا أن المسيح رقيق في تعامله مع النفس وأحياناً يتعامل معنا بخبطات رقيقة.
وشدد البابا على أن المسيح يتبع أسلوب التدرج في المعرفة، وعندما لاحظ اشتياق السامرية للمعرفة، تدرج معها ومن الممكن خدمة شخص بهذه الطريقة، وهذا يكون سبب لخلاص نفوس أخري مثل المسيح و التلاميذ كان معهم مارمرقس وهو أتي لنا ليبشرنا.
سؤال لكل قلب
وطرح البابا سؤالا، في ختام كلمته، طالب الجميع أن يطرحوه على أنفسهم، وهو: "هل تدرك عطية الله لك؟"، داعيًا الجميع أن يبدؤوا الآن لأن أيم الصوم تمر سريعًا.