الكاتب
جديد الموقع
الأكثر قراءة
- "أحمد صبح" لـ"مصريون بين قوسين": الحركات الإسلامية لا ترى العلمانية إلا شذوذًا جنسيًا وزواجًا مثليًا.. وهذا غير صحيح
- مقاضاة موتورولا بسبب براءات اختراع تطبيقات على الهواتف الذكية
- البصل قال كلمته!
- مثقفون يدينون حادث "المريناب""، ويؤكّدون: الجلسات العرفية تعيد المجتمع إلى ما قبل الدولة الحديثة
- أخي المواطن
مثقفون يدينون حادث "المريناب""، ويؤكّدون: الجلسات العرفية تعيد المجتمع إلى ما قبل الدولة الحديثة
* د. "زكي سالم": لابد من تفعيل القانون..
* د. "عاطف العراقي": أطالب بالتحقيق والكشف عن الجناة وسجنهم مدى الحياة.
* د. "عايدة نصيف": على المثقفين إيقاظ الذهنية المصرية وبث المفاهيم المستنيرة.
* د. "عمار على حسن": هذه الأعمال الإجرامية تهدف إلى ضرب وحدة الوطن.
* "كاميليا لطفي": أرفض جميع أشكال التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد.
تحقيق: ميرفت عياد
تجمهر عدد من المتشددين أمام كنيسة "مار جرجس" بقرية "المريناب" التابعة لمركز "إدفو" بمحافظة "أسوان"، وطالبوا بإزالة قباب الكنيسة التي يتم إعادة إحلالها وتجديدها بنفس الموقع، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، مما دفع قوات الأمن إلى تطويق الكنيسة لمنع نشوب أعمال عنف، إلا أن بعض المتشددين قاموا بالحشد أمام الكنيسة، وقاموا بهدمها وإشعال النيران فيها، في ظل غياب تام لقوات الأمن!! كما قاموا بإشعال النيران في ثلاثة منازل للأقباط بالقرية، ومنعوا دخول عربات الإطفاء إليها..
"الأقباط متحدون" أجرت هذا التحقيق؛ للوقوف على آراء بعض المثقفين في الأزمة، وكيفية التصدي بحزم لمثل هذا النوع من الجرائم، للحفاظ على وحدة المصريين..
احترام جميع دور العبادة
في البداية، قال الأديب والكاتب د. "زكي سالم": "إن ما نتابعه من حين إلى آخر عن تهديدات تصيب أماكن عبادة عزيزة على كل مصري، تصيب الإنسان بالحزن والأسى والألم؛ لأن الدين الإسلامي الحنيف يحترم جميع دور العبادة، ولا يقبل بأي حال من الأحوال أن يتم الاعتداء على بيت من بيوت الله"، موجهًا النقد لا إلى الجهلاء الذين قاموا بالاعتداء- لأنهم من وجهة نظره ضحايا لثقافة الجهل والتخلف التي قُدِّمت لهم على مدى عقود طويلة- ولكن للمجتمع كله، لأنه مسئول عن إصلاح هذه الثقافة المتخلفة، معربًا عن أمله في تغيير ثقافة المجتمع لتكون أكثر تسامحًا في التعامل مع الآخر.
وانتقد "سالم" أجهزة الأمن المسئولة عن حماية دور العبادة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المشاكل تسبقة علامات وإشارات تستدعي تكثيف الحراسة على الكنيسة، ولكن أجهزة الأمن تتراخى. مطالبًا بتفعيل القانون، وعدم علاج مثل هذه النوعية من الأحداث عن طريق جلسات الصلح العرفية التي تزيد من تفاقم المشكلة وتزيد الأمور تعقيدًا، حيث أن عدم تنفيذ القانون على المعتدي يغري السفهاء بتكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
استئصال كل فكر رجعي متطرف
ورأى د. "عاطف العراقي"- أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة "القاهرة"- أن المعابد والكنائس والمساجد يجب أن تكون مصانة من أي عبث أو اعتداء، كما يجب احترام الأماكن المقدسة الخاصة بكل دين من الأديان، لافتًا إلى أن أي شعب يقوم بإهانة الرموز أو المقدسات الدينية أو أماكن العبادة، لن يُكتب له أن يسهم في البناء الحضاري العالمي، وطالب بالتحقيق والكشف عن الجناة في حادث "الماريناب"، وسجن مرتكبي الحادث مدى الحياة.
وأكّد "العراقي" على أهمية استئصال كل فكر رجعي متطرف من أي موقع من مواقع المسئولية أو أي وسيلة من وسائل الإعلام، والتي يجب أن تعمل على نشر روح التسامح والعدل الاجتماعي، وتكثِّف البرامج التي تدور حول قضايا التنوير وإعمال العقل، بدلًا من البرامج التي تغرس روح الفتنة في النفوس متخفية تحت شعارات دينية والدين منها براء، خاصةً وأن كل من الديانة المسيحية والإسلامية يتمتعان بتراث مشترك، وبالعديد من نقاط الالتقاء التي تزيد بشكل كبير على نقاط الابتعاد والاختلاف، على حد قوله.
إعمال القانون بصرامة وحيادية
من جانبها، أوضحت د. "عايدة نصيف"- أستاذ الفلسفة- أن ما حدث في كنيسة "مار جرجس" بقرية "المريناب" هو تطرف ديني في سياق بلطجة متشددة، وطالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق لكشف كواليس الاعتداء على الكنيسة، وإعمال القانون بصرامة وحيادية- تطبيقًا لمبدأ سيادة القانون- واعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة، وتحميلهم بتكاليف إصلاح ما أفسدوه. مشيرةً إلى أهمية تغيير عقول الناس وقلوبهم من خلال عملية نقد وتمحيص واسعة النطاق ومتعددة الجوانب يقوم بها المثقفون، فيُخضِعون كل المفاهيم والقيم لثورة فكرية جذرية تنفي عنهم ما لم يعد ملائمًا للمجتمع الجديد الذي يريدون بنائه، ويحلون محلها ما يحتاجه هذا المجتمع من مفاهيم وقيم جديدة. وأضاف: "يجب على المثقفين إيقاظ الذهنية المصرية، وبث المفاهيم المستنيرة التي تجمَّدت في العقود السابقة. ومن الأمور اللافتة للنظر، أن هذه الجريمة وقعت في جمعة استرداد الثورة، ومن قبلها كان الاعتداء على السفارة الإسرائيلية، مما يوضح أن هناك مخططًا لهدم إنجازات الثورة."
الجماعات الدينية المسيَّسة
وأدان د. "عمار على حسن"- الباحث السياسي والاجتماعي- الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة "المريناب" بـ"أسوان"، مؤكِّدًا أن مثل هذه الأعمال الإجرامية غير المسئولة تهدف إلى ضرب وحدة الوطن، وزيادة حالة الاحتقان الطائفي، وترويع أمن المواطنين، وبث روح البغضة والصراع الديني بين المسلمين والمسيحيين. وعليه، فيجب تعقب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة؛ ليكونوا عبرةً لكل من تسوِّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تدينها جميع الأديان. مشيرةً إلى أن تنامي "التدين المحافظ" في "مصر" يرجع إلى سببين رئيسيين:
أولهما- أن النظام السياسي يعمل على تشجيع هذا الفكر لأنه يعمل على خدمة مصالحه، كما أنه ينتج له من الخطاب ما يجعله قادرًا على مواجهة الجماعات الدينية المسيَّسة التي تريد أن تصل إلى الحكم. أما السبب الثاني، فهو أن التدين من الطباع الأصيلة في وجدان الشعب المصري منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا، مما خلق بيئة اجتماعية مناسبة لتلك الأفكار.
الثورة الفكرية الجذرية
وأشارت الكاتبة "فريدة النقاش" إلى أهمية إخضاع الحادث للتحقيقات، والقبض على الجناة ومعاقبتهم بسرعة، وتفعيل دولة القانون، والكف عن الجلسات العرفية التي تعيد المجتمع إلى ما قبل الدولة الحديثة التي تقوم على أساس المواطنة والقانون والنظام، بالإضافة إلى محاسبة الجهات المعنية بحماية المواطنين لتقصيرها في هذا الدور، وإصدار العديد من القوانين، منها: قانون دور العبادة الموحَّد، وقانون تجريم التمييز على أساس ديني. مؤكِّدة على أهمية دور المثقفين في القيام بالثورة الفكرية الجذرية المطلوبة ونشر أفكار التعايش المشترك والتآخي. كما لفتت إلى أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه جميع المؤسسات الثقافية والإعلامية والدينية في نشر ثقافة التسامح والحوار وقبول الآخر بين أبناء الوطن الواحد، وتجديد الخطاب الديني، ونشر مفهوم حقوق الإنسان.
انتهاك حقوق الإنسان
كما أعربت "كاميليا لطفي جاب الله"- رئيس الجمعية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية- عن إدانتها للاعتداء الغاشم على كنيسة "مار جرجس" بقرية "المريناب"، وقيام المتشددين بإثارة الفتنة، وتحريض أهالي القرية والقرى المجاورة من المسلمين على الأقباط وحصارهم، وهدم الكنيسة، وإشعال النيران في مخزن الكنيسة وما به من متعلقات وأجهزة ومفرشات، وحرق منازل الأقباط. مؤكِّدةً على رفضها لجميع أشكال التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد، لما يمثله ذلك من إهانة للكرامة الإنسانية، وإنكارًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي نادت بها المواثيق الدولية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :