الأنبا دانيال: نلقب العذراء بالحمامة الحسنة لوداعتها.. والنظرة الأولى بريئة ولكن الثانية ليس كذلك
كتب - نعيم يوسف
ألقى الأنبا دانيال، أسقف المعادي، سكرتير المجمع المقدس، كلمة في النهضة الروحية التي تقيمها كنيسة السيدة العذراء في الزيتون، احتفالا بالعيد الـ52 لظهورها في نفس الكنيسة، حيث تحدث عن أحد صفات السيدة العذراء وهي "الحمامة الحسنة"، لافتًا إلى أن الحمام يرمز إلى الطهارة، ومن عادتها أن تعود إلى العش الذي كانت فيه، وليس مثل الغراب يمكن ألا يعود.
صفات الحمام
وأضاف الأنبا دانيال، أنه من ضمن الصفات المهمة في الحمام، هو الراحة والهدوء والسلام، ووديعة بطبيعتها، ولا تخاف من الأعداء، بالإضافة إلى أن شكل الحمام مريح، وفي البلاد المتقدمة لا يأكلونه من كثرة الوداعة، ولكن المصريين "شاطرين قوي في أكل الحمام"، ولكن الحمامة تمثل رمز مهم جدًا.
الحمام.. والبابا
وكشف أسقف المعادي، أنه في البلاد الخارجية عندما يسافر قداسة البابا إلى أي مكان، يأتون "حمام مدرب" يطيرونه، لكي يعود ويقف على الكتف أو اليدين، كنوع من التحية، ثم يطير مرة أخرى إلى عشه.
إلى ماذا يرمز الحمام؟
وأشار سكرتير المجمع المقدس، أن سليمان النبي وصف عروسه قائلا: " هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ"، وهذا يعني أنها مليئة بالطهارة، وقال أيضا: " يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ، أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ، لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ"، ولذلك فإنهم دائما ما يرمزون للحمام بأنه رمز للسلام، وفي المسيحية صارت الحمامة رمزًا أيضا للروح القدس حيث يتشكل دائمًا في شكل الحمام.
دعوة للجميع
وأوضح أن الله يطالب الجميع أن يقتدوا ببساطة الحمام، في النظر والسمع، مشيرًا إلى أن النظرة البسيطة هي النظرة الأولى، التي لا يوجد بها شهوة، ولكن النظرة الثانية هي النظرة المتفحصة التي ليست بسيطة، كذلك الأمر بالنسبة للسمع، فإن الكثيرين يسمعون كلام الآخرين ببساطة، كما قالت السيدة العذراء للملاك: " كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟"، وهذا يختلف عن رد "زكريا الكاهن"، والد يوحنا المعمدان، الذي كان كلامه به تشكيك، وعندما قال لها الملاك إن " اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ"، ردت قائلة: " هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ".
البساطة.. أمام المشاكل
وأشار إلى أنه من ضمن وداعة السيدة العذراء مريم أنها كانت خاضعة ليوسف، ومطيعة له، وسارت وراء رؤيته التي رآها بوداعة وهدوء وسلام، مثل سارة التي سارت وراء إبراهيم النبي، مشددا على أن الإنسان عندما يكون بسيطا يعمل الله فيه وفي مشاكله، ومن يتقبل قرار الله ببساطة فإن الله يحوله للخير.
الجدير بالذكر أن الاحتفالات بالكنيسة بدأت الأحد، وتستمر حتى الثلاثاء، وتتضمن فقرات ممتدة على مدار اليوم خلال أيام الاحتفال الثلاثة، حيث تقام القداسات ويلقي عدد من أحبار الكنيسة العظات بينما تقدم فرق الكورال بعض التسابيح الكنسية، إلى جانب عدد من الأفلام الوثائقية والحوارات المسجلة.