الاكتئاب بين العلم والدين.. طبيب نفسي يكشف الأعراض.. وداعية: الدين به الحل

 

يتصدر الاكتئاب قائمة أسباب اعتلال الصحة والعجز في جميع أنحاء العالم، وهناك أكثر من 300 مليون شخص سنويا يعانون من الاكتئاب، ونحو 50% من الذين يصابون بالمرض لا يحصلون على العلاج، حتى في البلدان مرتفعة الدل، وحجم الخسائر الاقتصادية التي تتحملها الأسر والحكومات تقدر بنحو تريليون دولار أمريكي سنويا، والسبب في ذلك تدني مستويات الاعتراف بالمرض من قبل المصابين.

 

وناقش برنامج "شباب توك"، المذاع على قناة "دويتشة فيلة"، الألمانية قضية معاناة المرضى من هذا المرض، خاصة بسبب عدم تقدير المجتمع من حولهم للمرض.

 

وأوضحت "غيثة أزين" يوتيوبر مغربية أصيبت بمرض الاكتئاب بعد وفاة زوجه إنها أصيبت بالاكتئاب بعد وفاة زوجها ووالدتها، وشعرت بألم داخلي كبير، وعزلت نفسها عن العالم كله، وانخفضت طاقتها، ولم تستطع الرد على الهاتف، وتغيرت فترات نومها، وأصبحت غير قادرة على التعامل مع الناس وتهرب منهم.

 

وأوضحت "أزين"، إنه من الممكن لمكالمة هاتف واحدة أن تضيع اليوم بأكمله ولا تستطيع أن تكمل اليوم، لافتة إلى أنها فقدت حبها للحياة وأصبحت أصغر الأشياء عبئا كبيرًا عليها، حتى الاستيقاظ والوضوء، وشرب المياة، وشراء الاحتياجات، كل شيء أصبح صعبًا جدًا.

 

ولفتت إلى أن أحد أقاربها وهو شيخ كان ينصحها نصائح دينية ولكن الأمر لم ينجح.

 

وقال الدكتور عبد العزيز علي، طبيب مساعد في الطب النفسي في ألمانيا إن الأعراض التي روتها "أزين"، يجب أن تستمر لمدة أسبوعين لكي يتم القول بأن الشخص يعاني من الاكتئاب بشكل مرضي، لافتًا إلى أن هذا يختلف عن الكآبة العارضة التي يتعرض لها البعض نتيجة مشاكل عارضة وتذهب فيما بعد.

 

وشدد "علي"، على أن الأساس في هذا المرض هو أن يصير الشخص تحت ضغط كبير، ومن أعراضه تدني في مستوى الطاقة، والتعب، والشهية، واضطرابات النوم، والصعوبات في القيام بالمهام المعتادة، لافتا إلى أنه ليس ضروريا أن تتواجد جميع الأعراض في شخص واحد، ولكن أهم الأعراض هو نقص الحافز، ونقص الطاقة للعمل.

 

وكشف الطبيب النفسي في ألمانيا، أن تشخيص الأمراض النفسية يختلف عن الأمراض الجسدية، ويعتمد فقط على الكلام، والطبيب النفسي يعتمد عليه بالدرجة الأولى في التعامل مع المريض، وهناك أعراض أرة مثل اليأس والبعد عن المجتمع، وهناك 3 تصنيفات للاكئتاب، طفيف، ومتوسط، وحاد، وعندما يفقد الشخص القدرة على القيام بمسئولياته يستطيعون القول بإن الشخص مريض.

 

وأوضح خضر عبد المعطي خضر، إمام مركز الرسالة في برلين أنه لم يصاب بالمرض، بل عالج من عانوا من المرض، لأن الإسلام يحمل منهاج لكل البشر لاستواء نفسيتهم، وعندما يأتي له شخص مكتئب، يبحث ما إذا كان مريضا عضويا بنقص مادة كيميائية، أو يمر بظروف في حياته.

 

وأشار "خضر"، إلى أن معظم الاكتئاب في العالم يصيب الدول التي لا تدين بالدين، ويقوم بمحاولة معرفة الضغوط التي يتعرض لها الشخص، مشيرا إلى أن الفهم الخاطئ للدين قد يؤدي إلى الاكتئاب، موضحا أن هناك علاج للخوف والسعادة في الدين، موضحا أن تحريم الانتحار إجراء وقائي.

 

وكشف أحمد أبو الحظ، مهندس مصري متعافي من مرض الاكتئاب، إن أحلامه توقفت فجأة ولم يستطع التحرك ولا القيام من السرير، وكان المقربين يقولون له في البداية هيا أخرج معنا، ولكن في النهاية تركوه، وكان رد فعلهم سلبي بشكل كبير، أما أهله وذويه، فكانوا ينصحونه بالصلاة والاستغفار، وكان يمكن أن يكون هذا الوضع منطقيا في وضع أخر، ولكن في هذه الحالة الأمر كان صعبا.

 

ولفت "أبو الحظ"، إلى أن أكبر مشكلة هو أنه يريد الشعور بالقبول وأن يتم تصديقه كما هو.