ما يحدث فى مصر هو افلاس اخلاقى وسياسى
بقلم : صبحى فؤاد
منذ ايام قليلة كتبت مواطنة مصرية مسيحية تشكو من الاهانات البالغة التى وجهها شيخ الجامع المجاور لسكنها اثناء صلاة الجمعة الماضية الى الاقباط فى مصر
عندما وصفهم ب " اولاد الزوانى " . ولم يتلفظ هذا الشيخ بهذة الالفاظ القذرة المنحطة التى لا تصدر حتى من اولاد الشوارع اثناء جلسة خاصة مع اصدقاءه او اتباعة داخل الاماكن المغلقة ولكنها قالها علانية فى جامع يخضع للازهر ووزارة الاوقاف وقوانين الدولة عبر مكبر الصوت الذى يصوته الصغير والكبير والمسلم والمسيحى من السكان المجاورين للمسجد . فماذا حدث لهذا الرجل ..هل حوكم وطبقت عليه قوانين الدولة مثلما تطبق على اصحاب الرأى او فصل من عملة ؟؟ هل وجد شيخ الازهر او وزير الاوقاف يستدعية ويوبخه على السباب والالفاظ المنحطة السوقية التى تلفظ بها اثناء صلاة الجمعة ؟؟ هل وجد هذا الرجل - الذى اشك انه يتبع دين الاسلام وانما اثق ان يتبع دين الشيطان - من يقول له عيب ياشيخ ما تتلفظ به امام المصلين المسلمين هو ضد القانون واهانة وتشويه ليس للاقباط وانما لتعليم الاسلام الذى حسب علمى ومعرفتى لا يوجد به نص او اية تقول ان المسيحيين " اولاد زوانى " ؟؟
للاسف لا يزال هذا الرجل موجودا فى مسجدة بمدينة المعصرة بالقاهرة لم يجد من يحاسبة من مجلس العسكر او الازهر او الاوقاف حتى هذه اللحظة . ولايزال محافظ اسوان فى موقعة ممثلا لاعلى سلطة فى الدولة رغم كذبة وتحريضة ضد الاقباط ودعوتة الى المواطنين بتجاهل القانون واخذ الامور بايدهم وتحويل مصر الى غابة يأكل فيها الكبير الصغير .. وكذلك بعض رجال المباحث والامن الذين وقفوا يتفرجون ويشربون الشاى بينما كانالهمج الغوغاء يهدمون كنيسة مصرح بها رسميا من قبل الدولة .!!
فماذا يعنى بقاء امثال هذا الرجل المتطرف فى وظائفهم رغم خروجهم على تعليم الاسلام والقانون المصرى ؟؟ وهل يعنى عدم محاسبة هذا المتطرف وكثيرون غيرة من المحرضين ضد ابناء الوطن المسيحيين ان الدولة راضية عن هذه الاهانات وهوجة التكفير ضد الاقباط والتى لم يستثنى منها شيخ الازهر ومفتى الديار بل تسمح بها وتخطط لها كما كان يحدث ايام السادات وغير المأسوف على امره مبارك لاحداث فتنة كبرى بين المسلمين والمسيحيين وتبديد طاقات الشعب فى التصدى لبعضهم البعض بدلا من التلاحم والتكاتف معا مسلمين ومسيحيين لبناء البلد من جديد وحل المشاكل الخطيرة التى تواجهم وتجعل مستقبل اولادهم لا يبشر بالخير ؟؟
بكل صراحة اننى لا اجد اى وصف اصف به عدم معاقبة محافظ اسوان من قبل المجلس العسكرى الحاكم اوهذا الشيخ المتطرف الخارج على القانون وتعليم الاسلام وغيره كثيرين من شيوخ التطرف الذين كفروا الاقباط علانية وكانوا وراء سفك دماء مئات الابرياء وخراب بيوتهم ومصادر رزقهم سوى بافلاس مصر اخلاقيا وسياسيا ودينيا ايضا وموت الضمائر والحس الانسانى . ان ما يحدث فى مصر ضد الاقباط شىء مؤلم ومحزن يخالف الطبيعة البشرية وتعليم الاسلام وجميع القوانين والمواثيق الدولية ولايمكن لاى انسان يحب مصر او عنده حس انسانى او ضمير ان يصمت ولا يعترض علية بكل قوة .
اننى اتعجب لصمت جميع اعضاء المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى تجاة ما يحدث من هدم لكنائس المسيحيين واعتداءات عليهم وتكفيرهم على شاشات الفضائيات والتلفزيون المصرى .. فهل صمتهم هو خوف من المتطرفين ام موافقة وعلامة رضا او مجرد لا مبالاة طالما انه يحدث للمسيحيين وليس العكس ؟ لقد سمعنا المشير يعلق اكثر من مرة على الذين انتقدوا بدلته المدنية ولم نسمعه يفتح فمه بكلمة واحده ينقد فيها الجرائم البشعة التى ترتكب يوميا ضد الاقباط ؟ اين هى القدوة والمثل الذى من المفروض رجل فى وضعه ومكانته ان يعطيها لشعبة ؟ وهل مسلكة هذا يعد قدوة طيبة ومثال للناس للاحتذاء به ام العكس ؟
اننى عندما اسمع تصريحات بعض كبار رجال الدولة او اقرأ بعض التقارير الاجنبية التى تتحدث عن انهيار مصر اقتصاديا واحتمال اشهار افلاسها بعد ستة اشهر لا اتعجب او اشك فى حدوث هذا الامر رغم اننى اخر شىء اتمناه لوطنى الغالى لان كتب وتجارب التاريخ علمتنا ان اتهيار الدول اخلاقيا وسياسيا يؤدى سريعا الى انهيارها كاملا ماديا ايضا والتفكك والزوال .
اخيرا اننى ادعو شرفاء وعقلاء المسلمين للوقوف الى جانب اخوتهم الاقباط والتيقظ لما يحدث فى مصر لان الدور اجلا او عاجلا سوف ياتى عليهم والفضل يرجع فى ذلك لاموال السعودية ودول الخليج وصمت المشير ورجال الدولة الذين سوف يحاسبون عليه يوما ما ان لم يكن على الارض فاكيد سيكون حسابهم عسيرا فى السماء .
ولك الله يامصر
استراليا
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :