كتب – روماني صبري
ألقى الأنبا مقار أسقف فاقوس والعاشر من رمضان ، الاثنين الماضي ، عظة في تذكار ظهور السيدة العذراء مريم في الزيتون ، حيث احتفلت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية ، بالأمس ، بتذكار تجلى العذراء مريم، في كنسيتها بالزيتون عام ١٩٦٨، ويذكر أنه في إبريل عام ١٩٦٨، وفي عهد مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس، ظهرت السيدة العذراء مريم فوق قباب الكنيسة ، ما جعل الكنيسة تعتبر هذا الظهور حدث تاريخي لتدرج هذا التجلي تذكارا لظهورها . نورد في السطور التالية أهم قاله نيافته في عظته .
السيدة العذراء في نشيد الإنشاد
قال نيافته ، أن سليمان النبي دعا السيدة العذراء في نشيد الإنشاد ، وقال عنها ، صديقتي ، أختي ، مدينتي الحقيقية أورشليم ، إذ أعطى الله علامة عنها بأسماء كثيرة عالية ، ومنها ، اخرجي من بستانك أيتها العنبر المختار ، عظمتك يا مريم العذراء الغير الدنسة، موضحا ، العذراء تشبه علو النخلة التي تكلم عنها سليمان .
وتابع ، العذراء هي ينبوع ماء الحياة الفائض من لبنان الذي نبعت لنا منه نعمة اللاهوت ، وهي اليمامة النقية التي نادت في أرضنا وأينعت ثمرة الروح .
السلام لك يا مريم الحمامة الحسنة
وأكد ، وأشهر جملة تقولها الكنيسة للعذراء في الألحان ، هي السلام لك يامريم الحمامة الحسنة ، التي ولدت لنا الله الكلمة ، مشيرا إلى أن هذا الربع تردده الكنيسة المصرية الأرثوذكسية كثيرا للسيدة العذراء . مشددا على أن سفر نشيد الإنشاد به العديد من الإشارات عن السيدة العذراء .
تفسير سفر نشيد الإنشاد والجامعة
وأوضح ، هذا السفر يفسر رمزيا ، وليس حرفيا ، وكتب سليمان سفر الجامعة حتى يكشف حقيقية الحياة الأرضية والتي قال عنها بأنها باطل الأباطيل ، أما سفر نشيد الإنشاد فتحدث عن الحياة الأبدية.
وشرح ، أن سفر الجامعة كشف انه لا يوجد شبع على الأرض لأنها زائلة حيث تحدث عن الأشياء المنظورة الخاضعة للزمن التي يراها الإنسان بواسطة النور ، عكس نشيد الإنشاد الذي أكد فيه سليمان أن الإنسان يحصل على الشبع الحقيقي من خلال الله ، مشددا على أن سفر نشيد الإنشاد تحدث عما هو فوق الزمن بمعنى العلاقة بين الله والكانسان .
العروس في سفر نشيد الإنشاد
كما شدد على أن سليمان كان يقصد بالعروس في سفر نشيد الإنشاد الكنيسة أو السيدة العذراء ، حيث يقول هذا سر عظيم لكني أقول نحو الله والكنيسة ، هكذا أحب الله العالم ، وتابع ، السفر يتناول المحبة والتي نستطيع أن نطبقها على الكنيسة كلها ، وعلى السيدة العذراء أيضا ، بأنها العروس التي تحدث عنها نشيد الإنشاد .
الشكل الداخلي
وطالب نيافته الشعب بتغيير شكلهم الداخلي ، وتجديد أرواحهم ، لان الرب ينظر إلى المضمون الداخلي وليس شكل الإنسان الخارجي .
وقال بولس الرسول ، تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانك ، يريد المضمون الداخلي ، ينبغي علينا الاهتمام بالشكل الخاي كما نهتم بمظهرنا الخارجي ، وتابع الإنسان اللي عاوز يكون له ثمر في حياته لازم يكون له جد ، يكون زي النخلة بتبص دايما للسما عن الأرض .
الشيطان يعمل في القلب الخالي
وشدد على أن الشيطان يسكن في قلب الإنسان الخالي المليء بالشهوات والنجاسات ، ما يجعله يحضر لهذا الإنسان الخاطئ 7 أرواح آخرين أكثر شرا منه ، مشيرا إلى أن الرب يسكن قلب الإنسان النقي .
المسيح المنتصر
وأكد ، المسيح انتصر على حرب الشيطان ، وإعطانا كل واحد فينا أن ننتصر بقوته ، وكثيرين يقولون: الشيطان شاطر ، بالفعل هذه حقيقة لكن لتعلموا أن الذي معنا أقوى من الذي علينا ، نحن لن ننتصر بأيدينا ، وأن كان لنا نصرة على الشيطان فنصرتنا هو المسيح الذي به يعظم انتصارنا .
وطالب نيافته من كل إنسان أن يغلق قلبه حتى لا تسكنه الخطايا ، قائلا :" اجعلوا قلوبكم مثل الينبوع المختوم ، حتى يكون عروس نقي لله ، ولتعلموا أيضا إننا نحتفل بتذكار تجلي السيدة العذراء حتى نتعلم منها محبة الله ، ونتشفع بها لأنها الشفيعة عن يمين ابنه الحبيب .