أظهرت دراسة علمية نشرت نتائجها مؤخرا في دورية "ساينس ترانسليشنر ميدسين" أن أحد أنواع المضادات الحيوية، وهو "كوتريموكسازول" يمكن أن يحسن من كفاءة وفاعلية الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج مرضى الإيدز.
ووفقا للتجربة السريرية التي شارك فيها 293 طفلاً من أفريقيا، وخصيصا جنوب الصحراء الكبرى، فإن "كوتريموكسازول" يُقلل من شدة الأمراض المرتبطة بالإيدز، كما يُحسن من كفاءة العلاجات، ويحمي من الأمراض المعدية الأخرى كالملاريا، والتي يُمكن أن تكون قاتلة للأطفال المُصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "إيدز".
وقام الباحثون بتحليل عينات بلازما الدم لـ144 طفلا مصابين بالفيروس وتلقوا 96 أسبوعًا من العلاج بـ"كوتريموكسازول" ليجدوا أنهم عانوا من التهابات جهازية أقل، مقارنة بـ149 طفل توقفوا عن العلاج بذلك المضاد الحيوي.
ووجد الأطباء أن الأطفال الذين أوقفوا العلاج بالمضاد الحيوي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالإيدز بنسبة 18%، مثل الالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب السحايا، والإنتان، والسل.
وكشفت تجارب أخرى أن "كوتريموكسازول" له أثار مباشرة على الخلايا المناعية، إذ يحول دون إنتاج الجزيئات الالتهابية، ويُساعد على تخفيض معدل وفيات الأطفال جراء ذلك المرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ يحتوي "كوتريموكسازول" على مضادين حيويين: "سلفاميثوكسازول" و"تريميثوبريم"، وهو يقدم تغطيةً جيدةً ضد الجراثيم إيجابية الغرام (كالعقديات الرئوية) وسلبية الغرام (مثل الإِشريكية القولونِية والسلْمونيلَة غير التيفية).
وانقضت فترة امتياز براءة اختراع "كوتريموكسازول"، حسب المنظمة، وتبلغ التكلفة السنوية للعلاج اليومي بهذا الدواء حالياً نحو 7 دولارات، التي توصي باستخدام العلاج في الأوضاع التي تكون فيها البنية التحتية للرعاية الصحية قاصرةً، أو إذا ما كان معدل انتشار عدوى فيروس العوز المناعي البشري مُرتفعاً لأن "كوتريموكسازول" يقلل من عبء المرض بغض النظر عن المرحلة التي وصل إليها.