الأقباط متحدون | دقوا الأجراس حزايني
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٩ | الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١١ | ٣٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دقوا الأجراس حزايني

الاثنين ١٠ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٧: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
"مصر" كالعروسة التي في ليلة حنتها يخضبونها بالدماء، يزفونها لعريسها الذي لا يقدِّرها، الذي لم يكلِّف نفسه حتى ويحلق ذقنه احتفالًا بها، يسوقونها له كأسيرة كجارية، يلونون شفاها بالأحمر لون دماء شهدائها، وهم من ماتوا لأجل أن تبقى بكرًا وأمًا لكل المصريين، وليست مجرد زوجة يحتضنها ويسودها قلة من أصحاب اللحي بحماية ورعاية جيشها، نعم جيش "مصر" هو الذي يرعى ويحمي الجوازة.

سيادة المشير، أعزيك في رجالك الذين قيل عنهم أنهم قُتِلوا برصاص الأقباط، ولكنني لا أنتظر منك تعزية في شهداء الأقباط، فأنا أعرف أنك ستعزي أصدقائك وزملائك: اللواء "باقي" الذي صمّم الطلمبات لهدم الساتر الرملي، والفريق "عزيز غالي"، أظنك تعرفهم جيدًا ولازلت تذكرهم، وتذكر منهم من لا أعرفهم أنا، وأثق في أنك ستعزيهم في شهدائهم من بني دينهم ومن بني وطنك، الذين لم يحمهم رجالك ولم يحموا كنائسهم، كما حمى أسد التحرير- وأعرف أنك تعرفه كما يعرفه كل مصري- ثورتنا المباركة.

سيادة المشير، سأقول لك شيئًا واحدًا: إن قالوا لك إن الأقباط كان معهم سلاح وقتلوا بعضًا من رجالك، إن قالوا لك إن الأقباط هم من سفكوا الدماء، فتذكر من قتل "النقراشي باشا" والمستشار "الخازندار"، ومن حرق "القاهرة" في واحد وخمسين، ومن حاول قتل "عبد الناصر" في "المنشية"، ومن حرق "القاهرة" في يناير سبعة وسبعين، ومن اغتال "السادات" ومن كانوا معه، ومن قتل بعض أفراد الشرطة بـ"أسيوط"، ومن قتل "رفعت المحجوب"، والطفلة "شيماء"، وحاول قتل "عاطف صدقي" معالي رئيس وزراء "مصر" الأسبق، و"حسن الألفي" وزير الداخلية الأسبق من حاول اغتياله، ومن قام بمذبحة الدير البحري، ومن فجَّر تفجيرات "طابا" و"شرم الشيخ"، ومن حرق كنائس الأقباط.. إن كان من فعل أيًا من هذه الأحداث السابقة قبطي واحد أو تورَّط فيها، فيحق لك ولرجالك أن يقولوا إن الأقباط هم من قتلوا رجالك ورجالنا..

سيادة المشير، إن من بطبعه القتل هو من فعلها، وأثق في أنك تعرف من فعل تلك الأحدث سالفة الذكر جيدًا، واسمح لي أن أسألك أيضًا عن ومن الذي تسبَّب في فتنة "الزاوية الحمراء"، وحتى فتنة "الماريناب"، إن كان الأقباط رفعوا سلاحًا أمام واحد ممن حاولوا قتلهم وحرق كنائسهم، فثق حينها أن منْ قتل رجالك وأصابهم هم الأقباط.

سيادة المشير، آخر أسئلتي، إن كان لدى الأقباط سلاح فلماذا لم يستخدموه للآن؟ ولماذا حين استخدموه استخدموه أمام الجيش المصري ولم يستخدموه في الدفاع عن أنفسهم طيلة السنوات السابقة؟! كما أنني أسأل عن مَن الذي قَتَل شهداء الأقباط؟ وماذا ستفعل بقتلتهم؟ هل ستحقق معهم كما حققت مع أبطال فيديو تعذيب البلطجية؟ ولماذا سيادة المشير وقفتم على الحياد في موقعة الجمل ولم تقفوا على الحياد يوم الأحد الماضي؟!.

سيادة المشير، إن كنت قد أمرت بوقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، فلا أظنك أنك أمرت أن يقتل المدنيين على أيدي الشرطة العسكرية، والدبابات والسيارات العسكرية.

دقوا الأجراس حزايني، فالوطن ضاع، و"مصر" تنزف دمًا، وتبكي أولادها ولا تريد أن تتعزى فيهم. دقوا الأجراس حزايني، فالقلب جريح، والوطن ذبيح، والحب على الأرض طريح، مداس بالدبابات، تختلط دمائه بدماء أبناء "مصر" على أيدي من وعد بألا يطلق النار على مدنيين، لكن يبدو أنهم كانوا يقصدون المدنيين إللي على مزاجهم، المدنيين أصحاب اللحي والجلاليب فقط، أما المدنيين التانيين الذين يطالبون بمدنية الدولة فهم ملح الأرض، ولذا يجب سحقهم في الأرض!!.

المختصر المفيد، "مصر" ستبقى وطنًا لنا رغم أنوف الملتحين والمتطرفين والإرهابيين وسافكي الدماء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :