الأقباط متحدون | صدامات الأحد تثير مخاوف على عملية الانتقال السياسي في مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٧ | الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١١ | ٣٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

صدامات الأحد تثير مخاوف على عملية الانتقال السياسي في مصر

إيلاف | الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١١ - ٤٢: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بعثت المواجهات التي جرت الاحد بين متظاهرين اقباط وقوات الامن مخلفة اكثر من 24 قتيلا ومن 150 جريحا مخاوف من تفاقم حدة التوترات الطائفية والسياسية في بلد يمر بمرحلة انتقالية هشة منذ اطاحة الرئيس السابق حسني مبارك.

واليوم كلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يتولى قيادة البلاد منذ تنحي مبارك في شباط/فبراير الماضي الحكومة بسرعة اجراء تحقيق في اعمال العنف هذه. وقال الجيش في بيان تمت تلاوته عبر التلفزيون ان "المجلس قرر تكليف مجلس الوزراء بسرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على ما تم من احداث لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية الرادعة حيال كل من يثبت تورطه في تلك الاحداث بالاشتراك أو التحريض".

وصدر هذا البيان اثر اجتماع طارىء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة "لبحث تداعيات أحداث ماسبيرو" الاكثر دموية منذ اطاحة مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي. وقد اندلعت اعمال العنف هذه، الاكثر دموية منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت مبارك، خلال تظاهرة شارك فيها الاف الاقباط احتجاجا على هدم كنيسة في ادفو بمحافظة اسوان، في صعيد مصر.

والقي القبض على 40 شخصا على الاقل اثر هذه الصدامات كما صرح مسؤول امني لفرانس برس من دون ان يحدد عدد المسلمين والمسيحيين بينهم. وفرض حظر التجول في عدد من احياء وسط العاصمة من الساعة الثانية فجرا الى السابعة صباحا (00,00 الى 5,00 ت غ) لمحاولة اعادة الهدوء، كما تم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف المصري القريبة من ميدان التحرير في القاهرة.

وعقدت حكومة عصام شرف اجتماعا طارئا ظهر اليوم بدأ بدقيقة صمت كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وكان شرف حذر الليلة الماضية من ان البلاد "في خطر". من جانبه اتهم البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاثنين "غرباء اندسوا" في مسيرة الاقباط الاحد باشعال المواجهات بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الامن.

وجاء في بيان للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية الذي عقد الاثنين برئاسة البابا شنودة، اوردته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان البابا "المح الى ان غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التى ألصقت بالاقباط".

واكد المجمع المقدس في بيانه ان "الكنيسة روعت لما حدث بالامس امام مبنى ماسبيرو والذي تسبب فى استشهاد 24 شخصا واصابة 200 جريح والذين خرجوا في مسيرة سلمية للتعبير عن مشكلاتهم".
واوضح بيان الكنيسة بعد اجتماع البابا وسبعين اسقفا ان "الايمان المسيحي يرفض العنف"، ولمح الى ان "غرباء اندسوا على المسيرة وارتكبوا هذه الجرائم التي الصقت بالاقباط".

وقال ان "الاقباط لهم مشاكل تتكرر دون محاسبة المعتدين ودون اعمال القانون او وضع حلول جذرية لتلك المشاكل". ولم تتضح بعد اسباب تحول هذه التظاهرة السلمية للاقباط التي بدأت بمسيرة من حي شبرا الى ماسبيرو الى صدامات عنيفة.

وكان لهذه الاحداث تاثير فوري على البورصة المصرية التي تكبدت خسائر جسيمة وهوى مؤشرها الرئيسي بعد دقائق من بدء التعاملات الاثنين بمقدار 5,1%،. فقد تراجع المؤشر الرئيسي (اي.جي.اكس-اندكس) 207,31 نقطة ليصل الى 3821,40 نقطة ما يمثل هبوطا بنسبة 5,15%.

ويعكس هذا الهبوط الازمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد ومخاوف المستثمرين على مستقبلها السياسي. وكان شرف اكد ليلا ان مصر "في خطر" مشددا في تصريحات للتلفزيون الحكومي ان "هذه الاحداث اعادتنا الى الوراء (...) بدل ان تاخذنا الى الامام لبناء دولة عصرية على قواعد ديموقراطية سليمة".

ودعا رئيس الحكومة المصريين "الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا ان "الفتنة نار تحرق الجميع". واضاف ان "ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بابناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف".

من جهة اخرى، اعتبر شرف في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط انها "مؤامرة لابعاد مصر عن الانتخابات" التشريعية الاولى التي تجري منذ سقوط نظام مبارك اعتبارا من 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتثير قوانين هذه الانتخابات خلافات بين مختلف القوى والتيارات السياسية فيما يخشى كثيرون من ان تتخلها اعمال عنف دامية.

كما ان الجيش الذي يتولى زمام الامور في البلاد منذ استقالة مبارك تحت ضغط الشارع لم يقدم جدولا زمنيا محددا لتسليم السلطة الى المدنيين بعد انتخابات رئاسية لم يحدد موعدها رسميا بعد. من جانبه، دعا شيخ الازهر الامام الاكبر احمد الطيب اعضاء "بيت العائلة المصرية" المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع لمحاولة "احتواء الازمة" وفقا للتلفزيون.

وعنونت صحيفة الشروق المستقلة الاثنين "ليلة سوداء على مصر الثورة" فيما جاء عنوان المصري اليوم "مصر" بحروف تقطر دما. وفي حديث لقناة العربية اعتبر اللواء فؤاد علام قائد الشرطة لعقدين من الزمن ان على "القادة اتخاذ اجراءات جادة لمعالجة المشاكل من جذورها والا يمكن ان يؤدي الوضع الى حرب اهلية".

وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا للتوترات الطائفية. وقد سعت السلطات المصرية الجديدة الى تهدئة الاقباط بالاعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد.

وفي السابع من ايار/مايو الماضي قتل 15 شخصا واصيب 200 اخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الاسلام في احدى هاتين الكنيستين. ويشكو الاقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر من تعرضهم للتمييز والتهميش. كما تعرضوا لاعتداءات عدة وخصوصا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس السنة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :