بقلم : مايكل مجدى
 
تلقيت مكالمة تليفونيه من بعض أقاربى عصر أمس يشاركونى فيها بهجتهم وسعادتهم لأنهم يسيرون فى مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، وفرحت جداً عندما سمعت عن الأعداد الكبيرة التى إقتربت إلى المليون متظاهر وعن جو الوحدة والحماس والتنظيم فيما بينهم ، ولسفرى خارج القاهرة لم أكن معهم وكنت اطمأن عليهم واعرف الأخبار من حين لآخر حتى وصلوا ماسبيرو وإختلف المشهد وسمعت صراخ واصوات طلقات اعيره نارية وكأنهم فى حرب ولم استطيع معرفه ماذا يحدث وبكثير من المعاناة إستطعت سماع جملة كاملة وهى " الجيش بيضرب المسيحيين بالنار وبيدوسهم بالمدرعات " !!!!!!  فصمت للحظات من هول الصدمة حتى أدركت كل معانى الجملة وهرعت على اقرب تلفزيون لأرى ماذا يحدث وفتحت القناة المصرية الحكومية فوجدتها تقول " إشتباكات بين المتظاهرين الأقباط والجيش وأسفرت عن مقتل ضابط جيش وبعض المصابين "

ورأيت رواية مختلفة ، فحولت للمحطات الخاصة فوجدت مشهد مختلف تماماً عن عشرات القتلى من المسيحيين العزل واكثر من مئة مصاب !!!!!!!!!! قبل أن اتحدث فى الموضوع لا يجب أن أنسى التلفزيون المصرى بنصيبة من الكعكة فهو لم يتوقف عن الكذب وأصبح منبر للنظام وليس للشعب وقد كل مصداقية له ، ولم يتوقف عند حد الكذب والفساد لكن وصل إلى التحريض على الفتنة بدعوته للمسلمين بالنزول إلى ماسبيرو لحماية الجيش من الأقباط  !!!!!!!  ، حسب علمى البسيط أن هذه الدعوة لا تخلف غير حرب أهلية مدمرة ولن تعود بعدها مصر كما كانت ، أريد أن اعرف لحساب من يعمل هذا الجهاز ؟ وماذا يريد بالضبط ؟.
 
إن كلماتى تعجز عن وصف مشاعر الحزن والغضب التى تملأ قلبى وأحاول فقط صياغة تسائلاتى هذه لعلى اجد سبب لهذه الجريمة :
هل هاجم المسيحيين مسجد واحرقوه وهدموه ؟ لا.
هل إعتدى بعض المسيحيين على بيوت المسلمين وقتلوا رجالهم وأسروا نسائهم وسلبوا ممتلكاتهم ؟ لا.
هل هاجم المسيحيين أى منشأه عامة او حكومية ؟ لا.
هل كانوا مسلحين ؟ لا.
هل تخابروا مع جهات أجنبية ؟ لا.
هل كانوا يطالبون بالإستقواء بالخارج ؟ لا.
 
إذاً ماذا فعلوا  ؟  فقط خرجوا مسالمين حاملين اللافتات والورود والصلبان ذاهبين للمسئول عن تلبيه حقوقهم وقفوا ، هل هذه جريمة ؟؟؟ !!!
 
كيف يجرأ جندى مسلح مصرى على إشهار سلاحه الميرى ويطلق الرصاص على فتى صغير؟؟؟؟؟ ، وكل ما إقترفه من ذنب أنه نزل إلى الشارع ليس للتخريب ولا للإجرام ولا لإذاء الآخر ولكن فقط ليقول للسيد المحترم المسئول أنا مظلوم وأريد حقى المشروع وهل هذا هو الإجراء الرسمى للرد على مظاهرة سلمية ؟؟؟؟  اين التحذيرات الصوتيه ؟ اين خراطيم المياه ؟  ايه القنابل المسيلة للدموع ؟ اين الرصاص المطاطى ؟ هل تبدأون بالرصاص الحى والقناصة ؟؟؟؟؟؟؟ الحقيقة أن الطريقة المحترمة للتعامل مع أى إعتصام شعبى هو سماع طلباتهم ودراسة كيفية الإستجابة لهم وليس ما فعلتموه.
 
يا جنود مصر .. هل هذا دوركم هو قتل المصريين العزل ؟؟؟  ، يا جنود مصر  .. ماذا فعلتم مع إسرائيل عندما إخترقت حدودكم وداست أرضكم المقدسة وأهانت شرفكم العسكرى ؟؟؟ لا شئ يذكر ، كيف تفشلون فى دوركم فى حماية حدود البلد وتلتفتون لقتل ابناء وطنكم الذين يعملون بكل إجتهاد وكد حتى يوفروا لكم المرتبات والمخصصات المادية حتى تصرفون على أسركم الكريمة ، هؤلاء المدنيين هم جيرانكم وهم من يحرسون حرمة نسائكم وبيوتكم حينما يفترض أن تحموا أنتم حدودنا من العدو، أليست هذه خيانة للشعب المصرى؟؟؟؟؟؟؟؟.
 
 
أى سياسة هذه التى تضع قاتل المئات ومدمر الشعب والحاكم الديكتاتور فى مستشفى بشرم الشيخ ، وتقتل شباب مسالم فقط لأنه طالب بحقه ؟؟؟؟ أى سياسة هذه وأى منطق هذا ؟؟؟؟؟ أعتقد أننا نعيش حلم ثورة وأن الثورة الحقيقية نحن فى الطريق إليها ، وهذا الشعب لم يعد أعمى كما كان ولم يعد يخاف ولن يخاف فيما بعد ، وارجو أن يتعلم المسئولين الدرس جيداً وينظروا لمن سبقوهم ونهاياتهم ، وأن يعلموا جيداً أن المسيحيين ليسوا بمواطنين درجة ثانية ولا أهل زمه ولا فئة أقل لكنهم أصحاب البلد وسكانها الأصليين قبل أن يولد أى شخص مختلف عنهم بمئات السنين ، وسيبقوا فى بلدهم ، ولن نرحل ولن نفنى بل ننتصر والتاريخ يشهد علينا ، فقد سأمنا من مدرسة الحكمة الروحية التى يتبناها بعض رجال الدين المسيحى لأنها مدرسة الخوف والتهديد ، مدرسة الكذب والرياء ، مدرسة موائد الوحدة الوطنية والمجاملات المزيفة ، كل ذلك لن يستمر الآن وقت لأخذ الحقوق ، وقت للمواطن المصرى الحر ، ومن هنا أطالب المجلس العسكرى ورئيس الحكومة بإعطاء المسيحيين حقوقهم ولن يسكت الأقباط على اى ظلم فيما بعد ولن نهدأ  حتى نحصل على حقوقنا المشروعة كاملة وتتلخص فما يلى :
 
1. عمل تحقيق على أعلى مستوى فى مذبحة ماسبيرو وتقديم المتهمين للمحاكمة مهما كان منصبهم.
2. نطالب بإعتذار رسمى من رئيس المجلس العسكرى.
3. نطالب بالتحقيق مع المنفذين والمحرضين لحادث كنيسة المريناب.
4. قانون يسمح ببناء الكنائس.
5. قانون يعاقب ضد التمييز.
6. قانون يجرم التعدى على دور العبادة.
7. قانون عادل منصف بحرية بناء دور العبادة.
8. إقالة محافظ أسوان فوراً ( مهما كان صلة قرابته لآحد المسئولين الكبار ).