بقلم: هاني عزيز
دعوتي هذه موجهه لكل مصري من الـ 85 مليونا ً الذين هم فخر مصر وفخارها ، والدعوة تشمل الجميع من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأصغر مواطن يحمل هوية هذا الوطن في بطاقته وحبه في قلبه.
دعوتي لسيادة المشير وكافة أعضاء المجلس الأعلى ، سيادة رئيس الوزراء وأعضاء مجلسه ، فضيلة الإمام شيخ الجامع الأزهر ، وقداسة البابا المعظم، رؤساء الأحزاب و قيادات و أعضاء كافة التيارات السياسية و الدينية ولكل فرد لهذا الوطن مسئولا ًكان أو غير مسئول ، فالكل مسئول والكل حامٍِ لهذا الوطن كل في موقعه .
الحق أقول، لقد سكن الحزن القلب بعد أن ظننا أنه لن يطرق باب مصر أبداً ًبعد ثورة يناير البيضاء ، حزن أسود عميق ينعي شباباً ًيقضون في عمر الزهور وكان وطنهم أولى بهم ، يبكي اقتصاداً يتهاوى وبيوتا تغلق أو تكاد من فرط إفلاس يلوح بشبحه الكئيب فى سماء مصر ، يحزن على آمان مفقود وبلطجة تسيطر على الشارع تهدد الأرواح وتسلب وتدمر الممتلكات و تقضي على أمن و استقرار ركين اتسمت به حياة المصريين عبر الزمان .
أطلب من الجميع أن ينحوا أحزانهم جانبا ًوكم أعلم أن حجم الحزن عظيم للدرجة التي جعلت قداسة البابا يطلب من مجمعه المقدس وشعب الكنيسة بدء الصوم كدلالة ذات مغزى تعبر عن الإحساس بالغبن والظلم، ومن لا يعلم فإن هذا المطلب له من المعنى الكثير في عقيدتنا المسيحية السمحاء، ورغم هذا ومن أجل مصرنا الغالية، استحثكم جميعا كل باسمه و صفته، أن نعود ونجتمع لوأد هذه الفتنة ووضع الحلول الناجزة الكفيلة بالقضاء على أسبابها وأثق يقينا بأن أولي الأمر في البلاد مخلصون في هذا المسعى إلى أقصى حد.
أطلب من قادة الأحزاب و رموز كافة القوى السياسية أن يكونوا على قدر مسئولية إعادة بناء وطن، خاصة وان الجميع قد أدرك أن كرسي السلطة إلى زوال و لا يبقى إلا الوطن و سير المخلصين له.
أطلب من أئمة المساجد والقساوسة بالكنائس أن يعلوا صوت الحق الذي لا يعلو عليه صوت كي يعود الشاردون لجادة الصواب .
وأطلب من المصريين أن يكونوا فعلا ًمصريين وان تكون المليونية القادمة مليونية كل عامل و دارس و عالم كل في موقع عمله و أن يكون التحرير من اللحظة فصاعداً رمزاً مقدساً لانتصار إرادة شعب أراد التغيير و تحقق له ما أراد...
عاشت مصر... عاشت الثورة .... عاش الشعب .... عاش عزم الشباب .... عاش الجيش و عشنا جميعا مسلمين و مسيحيين بل فقط مصريين في أمن و اطمئنان وسلام.