كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
تحت عنوان "مكتشف تطعيم شلل الأطفال في النار ووجدي غنيم في الجنة"، قال الدكتور خالد منتصر، إنه "فى بدايات القرن العشرين خرجت الإحصائيات بأرقام مرعبة عن مرض شلل الأطفال، فكل سنة كان ينضم إلى طابور المعوقين نصف مليون طفل، وكان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916 حوالي 27 ألف طفل مصاب، وكانت بداية الإهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض اللعين مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض فى العالم، وإستطاعت الحملات فى أول عام تجميع 1،8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا فى إختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الإكتشافات الطبية فى تاريخ الطب".
وتابع "منتصر"، في تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وقد ناضل كل منهما فى ظل العداء الشديد لليهود وقتها فى أن يظهر الإكتشاف إلى النور، فلم يجد سولك بسبب ديانته اليهودية أى وظيفة فى البداية، ولم ينقذه إلا أستاذه فرانسيز الذى أوجد له وظيفة فى معامل أبحاث الجيش الأمريكى، وكانت البداية أبحاثاً على فيروس الإنفلونزا، أما الباحث سابين فقد كان لقبه اليهودى وهو سابرشتين حاجزاً أمام مستقبله وخروج أبحاثه إلى النور، وكان سابين لايستطيع دخول عتبة أى كلية طب بسبب ديانته، ولذلك قرر تغيير هذا اللقب المعوق وإستعار لقب طبيبة شهيرة هى فلورانس سابين، وبذلك أفلت بأبحاثه وخرجت إلى النور، ولم ينعكس هذا الإضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك أو سابين الإنسانى، فلم يفكر كلاهما فى أن يقصرا إكتشافهما على اليهود فقط، ولكن هذا اللقاح العظيم خدم كل أبناء الديانات المختلفة، المسيحى والمسلم، الهندوسى والبوذى، عبدة الشمس وعبدة النار!!".
وأضاف: "حاول سولك فى أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل فى أول تجاربه 1954 عندما حقن فى البداية 137 طفلاً بلقاحه، وإرتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن إكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط فى الفم وليس حقناً، وخرج إكتشافه إلى النور عام 1957، وإقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها".