كتب – محرر الأقباط متحدون ر.ص
قال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي ، والقيادي البارز المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية ، هل نظل أسرى لمدرسة النقل التي تقدس الحفاظ القدماء فتجعل حفظهم ديناً! وقد بلغ عجبي منتهاه من هذه المدرسة حين سمعت أحد «حُفاظ» هذا العصر من أن البخاري وهو في السادسة عشرة من عمره حفظ خمسة عشر ألف حديث فى أسبوعين .
وأضاف في تدوينة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كان قد سمعها فى دروس علم، فنقشها فى ذاكرته دون أن يكتبها فى ورقة، فى حين أن زملاءه فى الدرس كتبوا في أوراقهم هذه الأحاديث بعد أن سمعوها، فأخطأوا هم فى الكتابة ولم يخطئ هو فى الحفظ! .
وتابع ، وكأن من يروِّج تلك الخرافات يريد أن ينهي جدلية عدم كتابة الأحاديث والاعتماد في نقلها على الحفظ دون الكتابة، فإذا بي أكتشف أن علم الحديث لم يقم إلا على مزاعم الحفظ هذه، ولكن لم يأل أحدهم جهده لبحث مدى صحة المتون ونسبتها إلى رسول الله فوجدنا في كتب الصحاح ما يخالف القرآن مخالفة صريحة! .
وأضاف ، وزاد أحدهم بأن قال إن أكثر من ألف عالم على مدار التاريخ حكموا لصحيح البخاري بصحته، فمن أنتم يا من تشككون فى البخاري؟! ولكن يا مولانا ألم تعلم بأن الكثرة ليست معياراً للصواب، وإلا لكانت أديان أخرى هى الأصوب لأن أتباعها أكثر من المسلمين .
وأوضح ، وربنا ذم في كتابه الكريم الكثرة فقال: «وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ» وقال «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا» وقال سبحانه «وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ» وغير ذلك مما لا يتسع المقام لذكره، أفلا يحتاج علم الحديث إلى تحديث؟! ولنا عودة .