كتبت – أماني موسى
تساءل الكاتب والباحث مؤمن سلام عقب شماتة البعض بحريق كاتدرائية نوتردام، لماذا يفرحون بتدمير الآثار؟ قائلاً في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، لكي تفهم سلوك أي مجموعة بشرية عليك أن ترجع إلى الثقافة والفكر الذي أنتجها، ولهذا لكي تفهم سعادة المسلمين بحريق كاتدرائية نوتردام ومن قبلها أي آثار أخرى وكل ما يمثل ذاكرة للإنسانية، حتى وإن لم تكن تماثيل يرونها أصنام، عليك أن ترجع للتاريخ الإسلامي القديم والحديث، لكي تعرف أن فكرة الآثار التاريخي والذاكرة الإنسانية غير مطروحة وغير مقبولة عند المسلمين، فالإنسان يجب أن يخضع لمصدر فكري وثقافي واحد وهو النص وتفسيراته وتأويلاته، وليس أي مصادر أخرى.
فتجد في التاريخ القديم عمر بن الخطاب يأمر بقطع شجرة الرضوان، وهى الشجرة التي ورد ذكرها في سورة الفتح، إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فبعد أن رأى عمر تجمع الناس عندها قرر قطعها حتى لا تصبح صنم يُعبد.
وفي التاريخ الحديث قامت دولة آل سعود الوهابية بهدم كل الآثار الإسلامية في مكة والمدينة والمتمثلة في بيوت الصحابة وبيت خديجة وبيت أبي طالب، كل هذا تم محوه، وحتى مقابر الصحابة في البقيع بالمدينة تم محو أي آثر يدل علي صاحب القبر، والحجة دائما حتى لا تتحول إلي أصنام يقدسها الناس.
وأختتم بقوله، هؤلاء قوم محو آثارهم ودمروا ذاكرتهم التاريخية، فمن الطبيعي جدًا أن يفرحوا بل ويسعوا إلى تدمير آثار الأمم الأخرى.