هاني صبري
اندلع حريق هائل داخل كاتدرائية نوتردام الاثرية بباريس أدي إلى انهيار برجها التاريخي، وسقفها، فيما غطت المكان سحابة كثيفة من الدخان وأثار صدمة وحزن عميق للفرنسيين لاحتراق رمز فرنسا والمشهد مؤلم للجميع من اثار الحريق تعاطف العالم كله لان الكاتدرائية من معالم الحضارة الانسانية .
وقد تجمع الفرنسيون في محيط الصرح الديني والسياحي الشهير وهم يتألمون لمشاهدة النيران تلتهم الكاتدرائية التي هي اعرق وأشهر معالم فرنسا الدينية والتاريخية والمعمارية وجزء أصيل من تاريخهم وتراثهم، وهي خسارة فادحة وكارثة للإرث الإنساني والحضاري يفوق الوصف، نظراً لرمزيته الدينية والتاريخية والأدبية والثقافية الكبيرة للفرنسيين وللعالم بأسره، ولكونها مدرجة ضمن التراث الإنساني العالمي في اليونسكو، والمعروف إن المبني الأثري يحتوي كنوزا دينية ولوحات ومخططات نادرة.
ربما يكون الحريق نتيجة لحادث عرضي وغير متعمد نتيجة اهمال في بعض عمليات الترميم والصيانة التي تشهدها الكاتدرائية ولَم يعرف أسبابه بعد، وهل تم إتباع إجراءات السلامة أم ماذا ؟ ونحن في انتظار ما تفسر عنه التحقيقات الجارية لمعرفة أسباب الحريق.
نجحت فرق الإطفاء في إنقاذ "هيكل كاتدرائية نوتردام الرئيسي"، وإنفاذ البرجين الرئيسيين، وإنقاذ"إ كليل الشوك" التاج المقدس الذي وضعه اليهود علي رأس السيد المسيح يوم صلبه، كما نجا من الحريق صليب في وسط الكنيسة لم يحترق كذلك، وأيضا تم إنقاذ الكثير من اللوحات النادرة، وتم السيطرة علي الحريق وإخماده بشكل كلي.
توقيت حدوث الحريق صعب في أسبوع الآلام وفق التقويم الغربي الذي تقام فيه طقوس وصلوات كثيرة، وقبل بضعة أيام من احتفال المسيحيين بعيد القيامة ، باعتباره أهم أعياد الكنيسة.
وأن كاتدائية نوتردام هي ملك للتراث العالمي فتوحد العالم للتعبير عن
تضامنهم مع آلالام الفرنسيين جراء حريق الكاتدرائية،
ونحن ندعو الجميع للمساهمة وضرورة حشد كافة الإمكانيات لمساعدة الفرنسيين لإعادة ترميمها وإصلاحها لانها تحتاج مبالغ ضخمة وسنوات كثيرة، ووضع إمكانيات استثنائية وخطة سريعة لإعادة ترميمها لانها جزء من التراث الإنساني الذي لا يقدر بثمن باعتباره زمراً حضارياً للعالم.
ونحن ندعو العالم إلى تنظيم مؤتمر دولي للمتبرعين للتكاتف مع الفرنسيين لإنقاذ كنز كاتدرائية نوتردام وإعادة ترميمها.
الكاتدرائية اسمها بالعربية يعني سيدتنا العذراء"، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة أي في قلب باريس، ويزورها حوالي ١٣ مليون شخص سنويًا.
قد أنشئت الكاتدرائية في العصور الوسطي وهي ضاربة في عمق التاريخ، حيث يمثل المبنى تحفة الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، وتعد من المعالم التاريخية في فرنسا.