لم تترد الطفلة في ملاحقة طفلين استوليا على مصحفها، بعد مشاجرة معها، عقب انتهائهم من درس تحفيظ القرآن. هرولت خلفهما لاسترداد مصحفها، لكنها وقعت في فخ نصباه لها لاستدراجها ومحاولة اغتصابها، ثم قتلاها، وتركا جثتها داخل "حمام مهجور"، وبجوارها المصحف.

 
الطفلة أميرة لم تكمل عامها العاشر، تلميذه في الصف الرابع الابتدائي. منذ نعومة أظافرها تترد وشقيقتها التوأم على درس تحفيظ القران الذي يبعد عن منزلهما بقرابة 300 متر، وتمكنت من حفظ أجزاء عدة، كانت متفوقة في دراستها بين زملائها، محبوبة من الجميع، بمثابة أم توأمتها التي تعاني من ضعف البصر.
 
قبل 6 أشهر بدأ الطفلان "مروان"، (13 سنة)، و"إسلام"، (12 سنة)،"المتهمان" بالحضور إلى دار تحفيظ القرآن “الكتاب"، ومنذ ذلك الحين كان يفتعلان المشاكل مع الطفلة "أميرة"، إلا أنها لم تستسلم لهما، وكانت ترد اعتداءاتهما بالضرب "الصاع صاعين"، -بحسب أحد الجيران-، الذي أوضح أنه سمع والدة أحد المتهمين تحرضه على ضرب الطفلة "لو ضربتك تاني موتها".
 
يوم الواقعة، الأربعاء الماضي، كعادتها انتهت الطفلة من تلاوة المقرر عليها من القرآن، وغادرت "الكتاب" قبل توأمتها، فلحق بها المتهمان واعترضا طريقها، ثم استوليا على المصحف الخاص بها، اشتبكت معهما، ففرا نحو منزل مهجور بمنطقة "المزاريطة" يبعد قرابة 500 مترًا عن "الكتاب"، أسرعت خلفهما، فجرداها من ملابسها السفلية وحاولا الاعتداء عليها جنسيا، وبعدما فشلا ذبحاها بواسطة قطعة زجاج ملقاه على الأرض وسددا لها 40 طعنة متفرقة بأنحاء الجسد، وهشما رأسها بعدة حجارة كانت متواجدة بالمنزل المهجور، -بحسب شهود عيان.
 
عادت توأم الطفلة أميرة إلى المنزل، ولم تجدها، فأخبرت والدها أن شقيقتها انتهت مبكرًا، وغادرات "الكتاب"، قلق الأب وتوجه إلى الشيخ للسؤال عن ابنته، لكنه أخبره بأن طفلته غادرت منذ عدة ساعات، فبدأ رحلة البحث عن ابنته.
 
بعد يأس أسرة الطفلة وأهل المنطقة من العثور عليها بعد يومٍ من البحث في قريتهم والأماكن المجاورة، أبلغ "أيمن" والد الطفلة مركز الشرطة بتغيبها عن المنزل، واتجه أهالي القرية معه، وبدأوا في معاينة الأماكن المجاورة، لكن لم يجدوا لها أثر.
 
"يا أهالي البلد في بنت صغيرة تايهة اسمها أميرة، لابسة تيشرت أسمر وفي يدها كتاب الله".. كلمات ترددت عبر "ميكروفونات" القرية والمناطق المجاورة بحثًا عن الطفلة، في الساعات الأولى ليوم الخميس، وظل الأهالي في رحلة بحث موسعة بين الأمل والخوف من المصير المجهول.
 
بعد تتبع خط سير الطفلة عبر الكاميرات المتواجدة أمام محال المنطقة؛ وجدوا "أميرة" تهرول وراء المتهمين "مروان، وإسلام"، ما جعل والد المجني عليها يستفسر من الطفل الذي كان بصحبة والده، أثناء رحلة البحث ليجاوب "ماشوفتهاش دي سابتنا في المنطقة دي"، لكن باستكمال البحث وجدوا كاميرا أخرى وهم يظهرون فيها، ليعاود "أيمن" طرح السؤال مرة أخرى وبعد تنكر المتهم، توجه إلى قسم الشرطة وتقدم ببلاغ ضد الطفل.
 
"اتفرجنا على فيلم إباحي وفكرنا نجرب زيه".. قالها "مروان" المتهم الرئيسي أمام رئيس مباحث قسم شرطة كرداسة، بعد إلقاء القبض عليه فور تقدم والد الطفلة ببلاغ ضده، وسرد تفاصيل الواقعة بعدما اشترك مع زميله "إسلام" في ارتكابها، ومن هنا أرشد عن مكان الجثة التي عثر عليها في مبان مهجورة في منطقة "المزاريطة".