بقلم: هويدا العمدة
من أرض المعادى التى أصبحت وقفا الى أرض الزاوية الحمراء التى صارت مسجدا الى أحداث العياط بسبب الصلاة فى منزل خوفا من أن يصبح كنيسة الى كنيسة عين شمس التى تم اغلاقها الى أحداث بنى سويف قرية بشرى .
فعندما أمسكت بقلمي عاتبنى بشدة وعنف مرير قالا أين انت ولماذا ابتعدتى عنى وكيف استطعتى ذلك ؟
قولت له لا يمكن أبتعد عنك ولا يستطيع أحد أن يأخذنى منك فانت تجرى فى دمى فى شريانى انت نبض حياتى معى فى صحوى ومنامى تخاطرنى حتى فى أحلامى .
فقال لي اذا ماذا حدث .
قلت له هموم الحياة وشوك مشاكلها أخذنى عن ذاتى وعنك فسامحنى .
قالى وما الذى استطاع اخراجك من شوك هموم الحياة ثم أتى بكى الي لتمسكى بي وتكتوبي الان .
قولت مشاعرى . مشاعرى استفزت فكسرت كل الاشواك وآتيت لأكتب بك .
قالى وما الشئ العنيف الذى استفزك لهذه الدرجة وجعلك تعودي الي بعد غياب وانت مرهقة هكذا ؟ .
قولت الاحداث وقوة تلاحقها وخصوصا حادث بنى سويف الاليم !.
فرجعت زكرياتى وجعلت تقول من أرض المعادى التى كانت ملك لأحد الأجانب وتركها لتصير كنيسة فهاجت الدنيا عليها وأصبحت بعدها أرض للوقف حتى الان . ومنها الى أرض الزاوية الحمراء والتى كان مفترضا انها تتعمل كنيسة وبعد الحادث الشهير للزاوية الحمراء من نزيف الدم صارت مسجدا .
الى حادث العياط الشهير ايضا والذى كان بسبب الصلاة فى منزل وهاجت القرية على المصليين خوفا من أن تصير كنيسة وكان الكنيسة هذه أبشع من الملهى الليلى ولا أعلم ما سبب الخوف من وجود كنيسة ؟ ! .
ثم الى حادث عين شمس والتى هاج المسلمين ايضا لمجرد وجود الصلاة وتم غلق الكنيسة ولم تفتح للان .
والان حادث بنى سويف قرية بشرى .
وفى النهاية وليس كما يقول السيد محافظ بنى سويف فى حديثه لبرنامج 90دقيقة انه اذا تقدموا بالاذن غالبا ما بنعطى التصاريح بل هو على العكس تماما وغالبا ما بيتم الرد بالرفض والسبب طبعا جاهز ومعروف . وهو أن ( الحالة الامنية لا تسمح ) .
وهذه العبارة تستفزنى كثيرا هى وعبارة : هاج بعض المسليمين لاقامة الصلاة فى المكان الفلانى !.
وعبارة : التصريح الامنى للصلاة .
حقا انها عبارات مستفزة .
ولماذا الحالة الامنية لا تسمح طبعا لان احتمالية هياج بعض الاخوة المسلمين وهجومهم على المصليين وضربهم احتمال كبير !.
أليس يرى العالم معى انها كارثة انسانية ان يثور احد على الاخر حتى الضرب والعنف لمجدر انه يصلى لمجرد انه يستعمل ابسط الحقوق اللاصقة بالشخصية ؟ .
أليس هذا سبب التحمل الداخلى بالغضب والعنف ضد الاخر وعدن الاعتراف بأبسط الحقوق الشخصية وهو الحق فى العبادة وممارسة الصلاة .
أليس يرى الجميع معى أن كل ذلك هو مسئولية القيادات الدينية عن ثقافة شعبها فى كيفية تقبل الاخر وتقبل حقوقه والتعايش معه بحب وسلم أليس كل هذا هو مسئولية القيادة الدينية القريبة من نفوس الشعب الذى لا يقوده إلا الدين ؟ ! .
ثم ماذا يضر الاخر من الصلاة ؟
أما عن عبارة التصريح الامنى بالصلاة ! . فهذا ليس لمجرد اننا أقلية بل أكثر من ذلك فنحن نعامل على اننا جليات وليست بلادنا دفع أجدادا دمائهم ثمنا لمسيحيتهم وتشبعت تلك الارض بدم أجدادى فانا ليست بمهاجر ولا لاجئ ولا دخيل ولا جالية فانا صاحب هذه الارض وطنى قبل أي أحد ولكن الطريقة التى نتعامل بها طريقة أكثر من الجليات على أرض غريبة نستازن حتى للصلاة اذا أين سنجد حريتنا اذا كنا أبسط حقوق الانسان اللاصقة بالشخصية لا ناخذها .
احساس بالغربة وسط الاوطان جعل كثير من الشباب يسعى للعيش خارج البلاد لما تأخذ منى مكان صلاتى عنوة لان صوت صلاتى يثير داخلك حالة عنف بالضرب احساس صعب بالقهر ولكن غيرهم يحس هذا الاحساس القاسي ويرفض أن يترك تراب بلده .
بحبك يابلادى رغم كل الاشياء بحبك وأنا كلى عناد فلو هجرونى أو ضربونى رحلونى أو غيروا أماكنى منعوا صلاتى أو تجارتى أو معاملاتى فانا مصر على حبك وبكل عناد بحبك يا بلادى .
ثم ما هذا السيل الجارف من الاحداث التى لا تلحقنا أخذ أنفاسنا من حوادث الاعتداءات فمن الحادث الهجومى لقرار الخنازير الى أحداث صفط اللبن الى أحداث بنى سويف بقرية بشرى و كل هذا فى أقل من شهرين ! . حرام بجد ظهرنا انحنا الآم ... طيب براحة علينا شوية ممكن هدنة استراحة قصيرة ثم نعود ؟
أ/ هويدا العمدة
رئيس المركز الدولى للمحاماة والدراسات الحقوقية ومستشار التحكيم التجارى الدولى .
hh_el3omda@yahoo.com