كتبت – أماني موسى
عقب الهجوم على د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، بسبب القرارات التي اتخذها مؤخرًا لصالح طلبة الجامعة، كتب د. ثروت الخرباوي تحت عنوان "هذا هو محمد عثمان الخشت إن كنتم لا تعلمون".
وقال الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، الدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة قيمة فكرية كبيرة وفيلسوف من أعظم فلاسفة العصر وأحد كبار المتخصصين في فلسفة الدين ، وله مؤلفات وضعته في مصاف الكبار في مجاله ، كما أنه موسوعي المعرفة.
وأضاف، لعل معظمنا لا يعرف أن هناك دراسات كثيرة كتبها كبار الفلاسفة في العالم العربي عن الخشت ومدرسته الفلسفية ، وقد قام عدد من كبار الباحثين والعلماء والفلاسفة العرب بوضع مجلدين يتضمنان دراسات متعمقة في كتاباته ، وقد تعلمت كثيرًا من كتب الخشت خاصة فيما يتعلق بتطوير العقل الديني ، وفوق ذلك كتب هذا الرجل موسوعة ضخمة عن الأديان هي بمثابة قاموس تعريفي بكل الديانات وكل ما يتعلق بها ولا أظن أن لهذا القاموس نظير في الثقافة العربية بسعته وضخامته ودقته وسلاسة عرضه.
وقد أسعدني أن حضرت مناقشاته للعديد من الباحثين في لجان الحكم على رسائل الدكتوراه، وكان فيها كلها العالم الفذ الموسوعي صاحب الأفق الواسع، ومما أثار إعجابي أن مناقشاته كانت تتحول إلى قطعة فكرية ممتعة.
مشددًا بقوله، لهذا الرجل رؤى تعليمية متطورة وقد عرض رؤاه على كبار رجال الدولة قبل رئاسته لجامعة القاهرة بزمن ، ولَم تكن فكرة رئاسة الجامعة قد خطرت بباله أبدًا، ولكنه صاحب مشروع لا يعنيه إلا تقديم مشروعه ، ويعرف القاصي والداني أنه قطع شوطًا كبيرًا في تطوير العملية التعليمية بالجامعة ، وقدَّم صورة جديدة لرئيس الجامعة البشوش صاحب الابتسامة الدائمة والصديق الأكبر للطلاب.
ولكن لماذا قامت الدنيا ضد الرجل مع أنه كان يعلن لطلابه قرارات اتخذها مجلس الجامعة لصالحهم؟! مع أن المنطقي أن يحصل مجلس الجامعة على إشادة من الرأي العام ؟!
نبدأ من أول السطر ، لنقول إن المشروع الفكري للخشت مناوىء ومعادي لمشروع الاخوان، وسبق له أن وقف ضدهم بقوة حينما كان يشغل موقع المستشار الثقافي لسفارتنا في السعودية في زمن حكم الإخوان.
وقد تعرفت عليه في تلك الأيام حينما قابلته في بيت السفير السعودي بالمملكة ، وكانت سفارتنا هناك وقتها تسير في اتجاهين، الاتجاه الأول يعمل لمصلحة الإخوان، والاتجاه الثاني يعمل على كشف زيفهم وخيانتهم للوطن وكان الخشت يقود هذا الاتجاه ومعه عدد من الوطنيين المخلصين من العاملين في السفارة كان منهم على سبيل المثال المستشار الطبي دكتور شيحة وغيره، ثم انتهى حكم الاخوان لينهي الخشت انتدابه ويعود للجامعة بعد أن طلبه الدكتور جابر نصار ليكون معه نائب له ، فيشرف الخشت على عدة مشروعات في الجامعة منها مشروع ضخم للترجمة ، ويكون الساعد الأيمن لمعظم إنجازات نصار، فيوغر هذا صدور الإخوان ضده أكثر وأكثر.
وعندما تولى رئاسة الجامعة بدأ الإخوان في شن حملة ضده عندما نشروا جزءً من حلقة تلفزيونية قديمة جدا كان يتحدث فيها الخشت عن الأديان ، واقتطعوا من الحلقة جزءً كان يتحدث فيه عن المسيحية ، وكان هدفهم إثارة الأقباط ضده، واتهموه انه سلفي وإخواني!! وتحقق لهم ما أرادوه وثار الأقباط ضده ولَم يكن الرجل قد استلم عمله بعد، ولكنه التزم الصمت وترك مشروعاته وأعماله تتحدث نيابة عنه.
وعندما زف مؤخرًا لطلابه الأخبار السارة لهم كان التوقيت قبل الاستفتاء فربطها الإخوان والسياسيون به، وبأه رشوة للطلاب، مع ان هذا لا علاقة له بذلك ، وليس هناك أي شرط متعلق بالإدلاء بالأصوات ليستفيد الطلاب من المزايا التي منحتها لهم الجامعة ، ولَم يقل الخشت ذلك ، ولكن لك أن تلاحظ أن إشارة البدء بالهجوم على الرجل بدأت من قناة مكملين الإخوانية ليسير بعضنا وراءهم دون وعي، وكأن جريمة الرجل أنه أعطى طلابه مزايا، أو أنه هتف تحيا مصر، أو أنه خاطبهم من على خشبة مسرح بابتسامته الشهيرة دون أن يقطب وجهه ويكشر ملامحه ، يا أيها العقلاء لا تساعدوا الإخوان وتمارسوا شكلا من أشكال التأخون اللإرادي، محمد عثمان الخشت هو أحد كبار علماء العالم في مجاله واسألوا اليونسكو إن كنتم لا تعلمون.