الأقباط متحدون | مين فيكم سبارتاكوس ؟ .. أنا ... لأ أنا ... لأ أنا ...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠٥ | الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١١ | ٥ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مين فيكم سبارتاكوس ؟ .. أنا ... لأ أنا ... لأ أنا ...!!!

الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :نبيل المقدس
بعد ما علمت أنه تم القبض علي حوالي 20 قبطيا بمعرفة المجلس الأعلي بحجة أنهم تسببوا في مجزرة ماسبيرو يوم 9 – 10 – 2011 , وقاموا بالهجوم والضرب علي بعض افراد الشرطة العسكرية مما أدي بعضهم إلي الموت ... تذكرت فيلم سبارتاكوس للممثل الأمريكي كيرك دوجلاس والذي تم انتاجه في 1960 ..

أحداث الفيلم تدور في سنة 73 قبل الميلاد حيث إستطاع شخصية كان عبدا عند إحدي القادة الرومان وتم تجنيده في ان يكون مدربا في فن القتال بالسيف والرمح وغيرها من اعمال القتال وجها لوجه .. واستطاع أن يهرب من سيده والمعسكر الذي كان يقوم فيه بالتدريب , بعد ما اقنع الكثير من العبيد الذين كان يدربهم أن ينضموا معه ويهربوا معه إلي جبل " فيزوفيوس" وتحصنوا فيه .. وبدأت شهرته تتسرب بين العبيد في الأماكن والدول الأخري .. وبدأوا يتجمعون حوله حتي أنه يقال أن عدد العبيد الذين تجمعوا حول سبارتاكوس كانوا 100.000 عبد . قادهم سبارتاكوس وزحف بهم إلي بلاد الغال " فرنسا وهولندا وشمال ايطاليا " وإنتصروا علي جيوش الرومان , ثم أكمل تقدمه إلي صقلية حتي إستطاع السيطرة الكاملة علي جنوب إيطاليا . لكن الجيش الروماني إستعاد كبريائه ونظم جيشا كبيرا و بعد معارك تشبه بمعارك العصابات بين الجيش الروماني وجيش سبارتاكوس تم القضاء عليه وتم صلب جميع العبيد الذين قاموا بهذه الثورة .

الفيلم طويل ومملوء مناظر " اكشن " بجانب مشاهد عاطفية ذات مستوي عال من التصوير التكنيكي والحوار الجميل وخصوصا المشهد الذي كان يجمع بين سبارتاكوس وحبيبته .. لكن هناك مشهدا كان قويا جدا من بين هذه المشاهد الروعة والتي حواها الفيلم ... وهو المشهد الأخير حيث يظهر قائد روماني يُجبر العبيد بعد القبض عليهم بالوقوف في صفوف .. ومن الطبيعي جدا كان قائد الجيش لا يعرف شكل سبارتاكوس .. فالكل متشابهون في قوة الأبدان .. الكل ينظر إلي القائد بكل فخر لأنهم نجحوا في التعبير عن تعرفهم علي وجود شيء إسمه الحرية حتي ولو لم يحصل عليها أحد .. الكل واقف متحفزا ومستعدا لأي رمح ينطلق عليه فجأة من أحد جنود الرومان ... وفجأة .. يصيح القائد بصوت عال : من فيكم سبارتكوس ؟؟؟ فوقف سبارتكوس من بين زملائه العبيد صائحا : أنا ... وفجأة وبحركة لا إرادية ينطلق صوت من خلف الصفوف ليصيح ويقول .. لأ أنا سبارتاكوس .. وفي لحظات توالت الصيحات التي تشير بان كل صاحب صيحة هو سبارتكوس .. لم يستطيع القائد أن يتعرف علي سبارتاكوس , لكن ولأنهم يد واحدة في حركتهم رفضوا أن يحملوا سبارتاكوس الحدث بأكمله .. وبذلك تم صلب كل العبيد وكان سبارتاكوس في وسطهم كأي فرد منهم وليس كقائد لهم.. ولم يستطع الجنود تمييز من هو سبارتكوس إلا هذه المرأة التي ظهرت من بعيد حاملة طفل رضيع ورفعته عالية إلي سبارتاكوس المعلق علي الصليب , ومن أجمل المناظر والمشاهد التي تدل علي عبقرية المخرج والممثل نري دموع سبارتاكوس تملأ عينيه عندما إطمأن انه ترك له نسل علي الأرض وكأنه يقول في نفسه .. ها قد أعطيتك الخطوة الأولي يا بني في طريق البحث عن الحرية والباقي عليك.
لا اقصد من سرد هذا الفيلم أن نذهب جميعنا كاقباط وبحركة عنترية نسلم أنفسنا للمجلس العسكري لكي نقول لهم : كلنا سبارتاكوس و أننا شركاء مع اخوتنا العشرين في هذه التهم الباطلة .. والذي يجري عليهم يجري علينا ... كل ما اردت قصده أن لا تنسينا الأحزان علي فراق أبنائنا إلي الملكوت ونغفل هؤلاء المظلومين الذي تم القبض عليهم , وأغلبهم مجروحين ومصابين ... علينا أن لانُهمل عائلاتهم فهم ايضا قدموا ابنائهم ضحايا أحياء ككبش فداء لنا جميعنا .. إتخذهم المجلس لكي يظهروا مدي الظلم الذي وقع علي جيشه , وإظهار مدي جبر وجبروت الأقباط العُزل من اي سلاح إلا بسلاح وعد الله لهم .
وقد كنت في إحدي الإجتماعات لجمعية أو ما يسمونه إتحاد , وكم كان سروري أن أجد في وسطهم بعضا من المحاميين الشبان والمتحمسين في رفع الظلم عن كثير من المشاكل المسيحية , قد ابدوا إستعدادهم الفطري " أي من أنفسهم " , وليس تحت طلب مننا أن يتولوا مع سادة محاميين آخرين , الوقوف بجانب هؤلاء الأحباء المقبوض عليهم ظلما .. بدون مقابل , لكن الشيء الوحيد الذي طلبوه مننا هو الصلاة لهم .. آمين .

وكما إحتفلنا بالحياة الجديدة لجميع ابنائنا الذين إنتقلوا إلي ملكوت الرب .. علينا من الآن أن نتجمع في العلية في صلاة وتسبيحات مستمرة غير منقطعة .. حتي تأتي لنا " رودا " مسرعة بأن هناك قرعات علي البابا وأنها تسمع صوت إخوتها العشرين الذين انقذهم الرب من المحبس... كما فعل مع بطرس. ( أعمال الرسل 12 : 12 – 17 ) .

أتمني من المجلس العسكري أن يطبق النظرية التي أعلنها بنفسه وهي مراعاة نفسية الجندي عندما يجد نفسه في مشكلة ومأذق .. ان تُطبق أيضا علي أبناء الوطن والأخذ في الإعتبار نفسيتهم وعواطفهم عندما يجدون أنفسهم في مشكلة وظلم وإضطهاد وقتل وسحل ..... !!!!!!
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :