الأقباط متحدون | على مائدة الجحيم ومائدة الفردوس.. رأيت عجبًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:١٩ | الثلاثاء ١٨ اكتوبر ٢٠١١ | ٦ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

على مائدة الجحيم ومائدة الفردوس.. رأيت عجبًا

الثلاثاء ١٨ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مدحت ناجي نجيب

يقول راهب من جبل أنطونيوس في كتابه أعظم حب:
"الحب الحقيقي، يظهر في البذل والعطاء، وحمل الأعباء، وستر الأخطاء"، ويسرد القصة الآتية:
حلم شخص أنه رأى بيتين أمام بعضهما، أحدهما مكتوب عليه "بيت الجحيم" والآخر مكتوب عليه "بيت الفردوس".
دخل البيت الأول "بيت الجحيم": وجد صالة واسعة، وفي هذه الصالة يوجد مائدة كبيرة عليها أشهى المأكولات من جميع الأصناف ومن كل ما لذ وطاب، وعلى هذه المائدة يوجد الناس جالسين، ولكنهم غير قادرين على الأكل، ويبدو على وجوهم الضعف وكأنهم سيموتون من الجوع، بالرغم من الأكل الكثير الموجود على المائدة المعدة لهم.


فسألهم: لماذا لا تأكلون من هذه المائدة؟


أجابوه قائلين: إننا غير قادرين على الأكل لأنهم اشترطوا علينا شروطًا.


قال لهم: ما هذه الشروط؟


أجابوه: اشترطوا علينا أن نأكل بشوكة طولها خمسة أمتار، ولابد وأن نمسك الشوكة من طرفها، فعندما نقوم بوضع الشوكة في الأكل ونمسكها من طرفها لا نستطيع أن نوصلها إلى فمنا، ولذلك فالأكل أمامنا باستمرار، لكننا عاجزون على الأكل، وبذلك تظهر علينا علامات النحافة والجوع الشديدين.

ثم خرج من هذا البيت ليدخل إلى "بيت الفردوس": وهناك وجد صالة واسعة، وفيها نفس المائدة، وعليها أيضًا نفس المأكولات الموجودة على مائدة "بيت الجحيم"، وعلى هذه المائدة وجد الناس جالسين بصحة جيدة، وتبدو عليهم علامات الفرح والسعادة والسرور.


فسألهم: كيف تأكلون؟ وهل ألغوا من عليكم الشروط التي على بيت الجحيم؟


قالوا له: لا، بل هي نفس الشروط، لكننا لم يفكر كل واحد فينا في نفسه بل في الآخر، فلما وجدنا أنفسنا غير قادرين على أن يطعم كل واحد نفسه، ففكر في أن يطعم أخوه الذي أمامه، وبذلك أكلنا فشبعنا.

نتعلم من هذه القصة عدم الأنانية والتفكير في الذات، فهي تعلمنا المحبة، فهي أم الفضائل، فيها تتحوَّل القلوب من أنانية الذات إلى بذل الذات، فيها تتحوَّل القلوب إلى سماء يسكن فيها الله. فالمحبة قوية كالموت، مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة، والسيول لا تغمرها.

إننا في هذه الأيام نحتاج إلى الحب وليس إلى شىء آخر سوى الحب، فهو الكلمة المفتاح لنزول السماء على الأرض. الله يطلب منا دائمًا أن نحب الأعداء مهما فعلوا بنا، فهذا ليس ضعفًا ولكنه قمة الحب، فالحب يستطيع أن يقلب كل موازين الشر والكراهية ليحوِّلها إلى الخير. ابذل ذاتك من أجل كل الناس دون تفرقة، عامل الناس كما تريد أن يعاملوك، لا تتعامل كالدول شرط المعاملة بالمثل، استمر في الحب مهما وجدت البغضة حتى من أقرب الأحباء والأصدقاء، لا تجعل حبك ينقص مع كل ظروف أو موقف سيىء ممن تحبهم، كن كالأرض التي تستمر في إعطاء الخير للفلاح المجتهد دون تفرقة إذا كان هذا أبيض أم أسود، مسيحي أم مسلم، ذكي أم غبي.. لذا، أختم بوصية القديس "أنطونيوس" لك: "أحب كل أحد، وإذا لم تستطع، فعلى الأقل لا تبغض أحدًا".. إلى هنا أعاننا الرب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :