الأقباط متحدون | صرخات ماسبيرو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥١ | الثلاثاء ١٨ اكتوبر ٢٠١١ | ٦ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

صرخات ماسبيرو

الثلاثاء ١٨ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 

 بقلم: فادى يوسف
 
مازالت صرخات ماسبيرو الاليمة تقبع داخل أذنى بعد مرور أيام هى الاثقل والاصعب فى حياتى والتى لم أشاهد وأتعايش مع أقسى منها أيام فعينى كانت شاهده على كل شئ ليس فقت على مذبحة أنعدمت فيها كل معانى الانسانية من بشر منحت لهم بلدى ووطنى وسام حمايتى وأمنى ولم يستحقوه شرف تلك المسؤولية بل بكل طائفية أقاموه تلك المذبحة لاقباط أشهد أمام الاله الذى لا يغفل عنه شئ أنهم عزل وقلوبهم وأفكارهم لم تكن تحتوى تلك الخسة والغدر الذى أحزنهم من حماة الوطن 
 
صرخات ليست لها صدى فى مشهد بدء وكأنه مشهد وطنى من هتافات وشعارات ولافتات وطنية تعبرعن الهوية المصرية القبطية الاصيلة وكم كان قلبى سعيداً وأنا أشارك فى تلك الوقفة السلمية بالملابس السوداء والشموع والترانيم ومتابع لاخوتى القادمين الينا فى مسيرة هى الاكبر فى تاريخ مصر للاقباط والتى كان يشارك فيها أخوتهم المسلمين
 
ولكن لم تدوم فرحتى لاكثر من ساعة فعند وصول المسيرة الى ماسبيرو وبعد عناء الطريق الطويل أستصدمت بصرخات مدوية ظلت تتصاعد وتئن فى علاقة مترابطة ومشتبكة مع الاحداث الغادرة تحولت الترانيم الى أشجان وتحولت الملابس السوداء الى دماء وتحولت الصلبان الخشبية لآسلحة روحية يرفعها الاقباط أمام من !!!؟؟؟ أمام الجيش المصرى الباسل المتمثل فى الشرطة العسكرية المبجلة والتى لكى تجعل كل هذا يتحول تحولت هى فى البداية من رمز للامان الى مثال للغدر ومن قوة للحماية الى هجوم للابادة فبدون سابق انذار أو تهمل لآخذ المشاركين فى المسيرة أنفاسهم بعد عناء الطريق بدات الطلقات النارية والهروات تطارد تلك الانفاس دون رحمة وتلك كانت بداية أول صرخة قبطية امام ماسبيرو فى تلك الليلة 
 
ولكن ظل الاقباط أشجع من على الارض مثبتون أقدامهم على الارض لكى يمنحوهم الفرصة فى الاستماع الى شكواهم التى خرجوه من أجلها فلم يخرج الاقباط من أجل مناصب أو مقاعد أو طمعاً فى وطنهم لكن خرجوه من أجل أقل حقوق المواطنة وحقوق الانسان لكى يقولوه كفى من حرق وهدم كنائس وكفى من ظلم وأضطهاد وقمع وكفى من أختطاف أبنائهم وبناتهم وكفى من تمييز فى كل نواحى الحياة جلعتهم يشرعون أنهم غرباء بل وكافرون فى بلدهم ووطنهم 
 
لكن لم يصرخون أو يشكون !!!؟؟؟
هل لقلوب تحجرت أم لعقول توقفت أم لضمائر قد غفت فى تطرف طائفى وربما لكل هولاء صرخ الاقباط وليس من مجيب ربما تفكيرى البسيط لم يجعلنى أتصور أن يكون هناك تصعيد أكثر من طلقات نارية وهروات تسقط على ظهور المساكين والامهات والاطفال الذين تالمه بصرخات عالية لكى يكف الجنود عن تعذيبهم ولم أكن أعطى لتفكيرى مقدار ضئيل أن يكون لدى الجيش وجنوده أدنى فكرة فى قتل قبطى حتى فوجئت بمدرعات سريعة الحركة معوجة السير تنطلق من أمام مبنى ماسبيرو فى أتجاه الاقباط لتحصد منهم ذهاباً وإياباً أرواح شهداء للمسيح للتتناثر منهم أشلاء ودماء تدشن طريق ماسبيرو وتقدسه ليبقى أقوى شاهد صامت على تلك المذبحة ولم يكتفى بذلك جنودنا البواسل بل ظهر منهم من هو الاشجع فوق المدرعات ممسكين بالرشاشات الالي ليعلنه الحرب على الكفار ويطلقه رصاصات الغدر لتحصد أرواح أكثر وتصيب حتى من دهستهم المدرعات من قبل ولم ينتهى المشهد المفزع الى ذلك ولكن أستمر الابشع فانطلق جنود مترجلين يصيحون بهتافات الله أكبر سارعين الى أبادة كل من يظنوه أنه حى فتراجع الاقباط عن شكواهم وأبتعدوه قليلة عن ساحة الذبح مخلفين من ورائهم أجساد وأشلاء أخوتهم فانقض عليها الجنود مثل أنقضاض الذئب على فريسته فهناك من ضرب بالهروات حتى بعد موته وهناك من القئ فى النيل بدون رحمة أو أنسانية كمحاولة لتقليل أو تضئيل مقدار الجريمة وبشاعتها وهناك من سحل من الاحياء ليعانى من من صراعه بتعذيبهم  وانتقلت أرواحهم فى الامس القريب وهناك من أراد الرب أن يكتب لهم النجاه معى فقمنا باستغلال تلك الفرصة والمنحة الاليهة لنساعد المصابين فى نقلهم الى المستشفيات وأعتقدت أنى عندما أنقل المصابين والمصارعون للموت الى المستشفى القبطى أنى قد سانهى من أذنى صرخات ماسبيرو القاسية ولكنى كنت أسمع صرخات أقسى وأعمق داخل المستشفى من أهالى الشهداء عندما دخلت المرحمة لآجد أجساد طاهرة نقية من كل أثم أختارها المسيح لتبقى رفات وذخيرة مقدسة على أرضنا لتباركها
 
 ولكن سقطت عينى وسقطت منها الدموع على جسد نحيل لشعر طويل وذقن مطلوقة للذهد ولملامح ليست غريبة عن نظرى لكن لا أريد ان أصدق ما يحتويه نظرى فقد كان صاحب تلك الملامح البسيطة هو أخى الشهيد مينا دانيال فقد جلعنى هذا الجسد المقدس أن أنحاز له عن بقيه الاجساد التى أمتلئت المرحمة بل وضع منها الكثير على الارض لكثرتهم لقد أجبرتنى يا مينا على عدم الحياد فى الحزن أو الاسئ أو حتى فى طلب الصلاة كمثل باقى الشهداء فأنت كنت الاقرب الى قلبى من أخوتى النشطاء فى العمل القبطى  فربما محبتك الحقيقية وأحاديثك البسيطة وفكرك العميق والاهم هو قلبك النقى هم من جلعونى أنحاز فى حزنى عليك عن باقى شهداء المسيح بماسبيرو 
 
ولكنى خرجت من المرحمة مسرعاً نحو صرخات أقوى من أن تسمعه أذنى لاجد والدة أحد الشهداء تصرخ بقوة لم يكن صراخها فقط على أبنها الشهيد ولكن على من يهاجمون المستشفى القبطى بالاسلحة البيضاء والاحجار والقنابل المولوتوف ويقذفونها من خلف أسوار المستشفى مكملين المهزلة والتى بدات برجال الشرطة العسكرية وأستمرت برجال الاعلام الفاسد وتكتمل برجال البلطجية فتلك هى اليد الواحده يا سادة
 
وفى كل لحظة جديدة أعتقد أن الصرخات ستنتهى فلم أعد قادر على سماع أكثر من ذلك ولكن لم يحالفنى القدر ولم يعطينى سؤال قلبى فكان الموعد مع صرخات ماسبيرو المتلاحقة لى فى كل مكان وحتى داخل الكاتدرائية فى صلاة الجناز على أرواح شهدائنا والتى استمرت ليوم كامل من الظهر يوم الاثنين حتى فجر ثانى يوم ثم يوم أعقبه وحتى يومنا هذا لم تتوقف الكاتدرائية من أستقبال الاجساد المباركة والمعترفة والتى يلاحقها دائما صرخات ماسبيرو العملاقة من الالاف من المضطهدين والمظلومين والمقمعين والمنسحقين تحت صليب التجربة 
 
لن أطلب من الاقباط أن يكفوه عن تلك الصرخات فليس بمقدروهم فربما الصرخة لمن يعلم هى الشئ الوحيد الى يصرح به الانسان فى ضيقه  فهى أقوى من كل كلام وأمعن من كل حوار وأصدق من كل نقاش ولكن أطلب من الاله الحى القدوس أن يستجيب هو فقط العادل والرحيم لتلك الصرخات وأن يعطى لمصر المباركة شعباً يستحقها وأن يعزى القلوب الحزينة فليس هناك بيت قبطى فى مصر لم يحزن ويبكى ويصرخ فرجاء يا رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين ومعزى كل النفوس أن تبسط يديك المباركة على شعب مصر وترسل ملائكة السلام والتعزية لقلوب كل المصرين لتهدى بيها من هم بعدين وتريح القريبين أمـــــــــيــــــن 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :