حنكة سياسية ومهارة دبلوماسية مغلفة بذكاء وخبرة اقتصادية لم تشهدها مصر فى عصورها السابقة، هكذا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تولى حكم مصر وعهد إلى فتح مصر على العالم بكل اتجاهاته من خلال جولات وزيارات مكوكية لم يدخر جهدا لوضع مصر على كافة المحافل الدولية وتحسين وضعها من خلال شراكات اقتصادية ضخمة مع كبار الشركات فى العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وألمانيا وفرنسا وغيرها مرورا بدفع العلاقات الإفريقية لأزهى عصورها بعدما شهدت حالة من الجمود فى الفترات السابقة وترأسها الاتحاد الإفريقى ومناصب عدة بالأمم المتحدة،

ويقوم الرئيس السيسي بزيارة للصين حاليا خلالها يشارك منتدى "الحزام والطريق" ويلتقى كبار مسئولى الشركات الصينية لعقد لقاءات من شأنها دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز العلاقات.

ومنذ أن تولى الرئيس السيسي حكم مصر قام بسلسلة متواصلة الزيارات الخارجية ، دفعت لتعزيز العلاقات السياسية بما انعكست على الوضع الاقتصادى فى مصر بعد سنوات كانت قد شهدت فيه البلاد حالة من الاقتصاد المتدنى وتراجع فى الاستثمارات، تمخض عن هذه الجولات المكوكية للسيسي جذب استثمارات كبيرة من خلال شراكات مع كبري المؤسسات الاستثمارية وفتح أسواق واعدة للمنتجات المصرية فى الخارج.

وأجمع الخبراء والمراقبون أن الرئيس السيسي استطاع بنجاح أن يطوع كل زياراته الخارجية لأهداف اقتصادية تحسن من أوضاع البلاد ، فضلًا عن تعزيز العلاقات مع الدول التى شهدت تراجعا فى عهد الرؤساء السابقين.

الترويج لصورة مصر خارجيا
وقال الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصرى للدراسات السياسية والاقتصادية رشاد عبده، إن الجولات السياسية للرئيس السيسي منذ توليه الحكم عكست مدى اهتمامه بالبعد الاقتصادى كأولوية إذ زياراته الخارجية يحولها بحنكة سياسية للقاءات اقتصادية واتضح ذلك خلال زيارته للمشاركة فى اجتماعات الأمم المتحدة فقد سبقها لقاءات عديدة مع كبار الشركات العالمية ومديري تنفيذيين شركات استثمارية والبنك الدولى واتحاد الغرف والمنتدى الاقتصاد الدولى وزياراته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا فى نوفمبر الماضى، لافتًا إلى أن هذه التحركات تهدف للترويج لوضع مصر الحالى بعد قانون الاستثمار الجديد وتوافر مناخ ملائم وبنية تحتية.

وأضاف "عبده"، فى تصريحات لـ"صدى البلد" ، أن الزيارة الأخيرة لأمريكا وألمانيا نجحت فى جذب مزيد من الاستثمارات مع الشريك التجاري الأكبر لمصر فضلًا عن توقيع اتفاقيات تجارية، مشيرًا إلى أن الزيارات السياسية للسيسي نجحت فى استقطاب استثمارات كبيرة ساهمت فى رفع معدلات التنمية على اعتبار أن الرئيس المصري يولى أهمية كبيرة لمحورى الاقتصاد والتنمية.

تعاون ذات أبعاد استراتيجية
ومن جهة أخرى أكد المستشار العسكري بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء دكتور أركان حرب هشام الحلبي ، أن الزيارات الخارجية لم يقتصر نجاحها على البعد التنموي والاقتصادي بل امتد لتعاون أمنى أستراتيجى أثمر عن زيادة التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والدول الأخرى.

وأضاف "الحلبي"، فى تصريحات لصدى البلد ،أن نجاح التنمية فى أى دولة مرهون بالاستقرار الأمنى التى تعتبر نقطة محل اهتمام المستثمر قبل ضخ استثماراته، ومشيرًا إلى أن كل زيارات الرئيس السيسي الخارجية يؤكد من خلالها للدول الأخري أهمية مجابهة الإرهاب والتطرف والتى تتطلب جهودا مشتركة متضافرة.

فتح ملفات حيوية شبه مغلقة
قال رئيس اتحاد المستثمرين العرب ومساعد وزير الخارجية السابق السفير جمال بيومى، إن الدبلوماسية الرئاسية نجحت فى تفعيل ملفات اقتصادية ذات أهمية مع دول كبري كالصين وورسيا وأمريكا بعدما كانت شبه مغلقة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك والتى شهدت تراجعا إبان الثورات التى تعرضت لها مصر فى الفترة 2011 و2013.

وأضاف "بيومى"، فى تصريحات لصدى البلد، إن حرص الرئيس السيسي على التواصل المستمر مع الدول المجاورة لم تشهده فترات الرؤساء السابقين والتى انعكست سلبًا على ملفات مصر الاقتصادية والسياسية مع الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن الزيارات الخارجية نجحت فى فتح أسواق جديدة أمام مصر ودفعت لزيادة معدلات التنمية والاستثمار خصوصا فى منطقة محور قناة السويس.