قال الدكتور طارق شعبان، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: إن المتابع لمجتعاتنا العربية والإسلامية يجد أنها مجتمعات شابة، يشكل فيها الشباب دون سن الـ25، نسبة قد تصل إلى أكثر من النصف، ورغم تميز مجتمعاتنا بهذه النسبة الجيدة من الشباب إلا أنَّها تشكل تحديًْا كبيرًا لحمايتهم من الوقوع في براثن الأفكار المتطرفة.
وشدد في كلمته بمؤتمر «الأمن الفكري ومكافحة التطرف» في الصومال، على أنه ينبغي أن تأخذ مكافحة الانحراف الفكري، طابع الشمول، ولن يتم ذلك إلا من خلال استراتيجية تبحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الوباء، موضحًا أن العمل على تلك المجابهة يستلزم عدم التغافل عن الجانب الفكري والعلمي.
وأكد - خلال المؤتمر الذي تنظمه حكومة الصومال الفيدرالية في العاصمة «مقديشو» بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي - ضرورة توافر عدد من الخطوات التي ينبغي العمل عليها لمكافحة الفكر المتطرف، من بينها: إدخال المفردات الخاصة بالتسامح والتعددية واحترام الرأي الآخر والحوار الفعال في المناهج الدراسية، وبيان تصورات عن الأفكار المنحرفة والتيارات الهدامة التي تستهدف العقول والمعتقدات الدينية الراسخة؛ لتحصين الأمن العقائدي والفكري لدى أفراد المجتمع.
وقال: إن من بين تلك الخطوات ضرورة التحذير من السيل الفكري القادم عبر الإنترنت والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة التي تعمل على ترويج أفكار المتطرفين، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد الفرص أمام تعزيز مفاهيم المواطنة والتعايش السلمي في مجالات العمل التطوعي في إطار قيم المجتمع الدينية والإنسانية.
واستعرض تجربة الأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف من خلال الاستراتيجيات التي استحدثتها تلك المؤسسة العريقة، ومن بينها مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، حيث قّدم عرضًا شاملًا لآلية العمل في المرصد وإصداراته المختلفة وأنشطة المرصد المحلية والإقليمية والعالمية.
وأكد أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كان صاحب المبادرة على المستويين المحلي والعالمي في توقيع بروتوكول تعاون بين مشيخة الأزهر وعدد من الهيئات والوزارات والجهات المعنية، مبينًا دور المؤسسة البارز تجاه قضايا التطرف والإرهاب.
وفي نهاية كلمته طالب باتخاذ خطوات عملية بين الهيئات الممثلة في المؤتمر بالشراكة مع الأزهر الشريف، الذي يُعد محورًا يمكن الانطلاق من خلاله للبدء في مشروعات تهدف إلى تعزيز قيم الأمن الفكري.