حجز مقعده في الصف الأول لأدوار الشر، متمكنا بذكائه وموهبته الفياضة أن يضيف له مذاقا مختلفا ونكهات كثيرة، ليبقى توفيق الدقن الذي يحل اليوم 3 مايو ذكرى ميلاده، هو الشرير الظريف بلطجي الشاشة، الذي لم يرضى عن معظم أدواره.

 
تمكن "الدقن" بكل براعة أن يكون ممثلا له طلة وهيبة لا تخطئها حتى نبرة صوته تعرف من وسط ملايين، رغم كل هذا إلا أن "الدقن" لم يكن يومًا راضيًا عن عدد كبير من أدواره، فيقول في حوار سابق له: "أنا غير راضي عن كثير من الأدوار التي قدمتها ولكني مرغم عليها من أجل المصاريف والمسئوليات".
 
كانت المسئوليات هي القائد الذي يوجهه في الكثير من أدواره وسعيه بين الإذاعة والسينما والمسرح: "لو كان الأمر بيدي كنت اختارت المسرح بلا جدال فالمسرح أنا لا أقبل له بديل إطلاقًا، فهو حياتي وحبي وما كنت اتمناه أن أكون فنان مسرح كبير، ولكن أنا بجري على المسرح وعلى الإذاعة وعلى التليفزيون وعلى السينما وفي البيت وفي الشارع، أنا الجاري توفيق الدقن".
 
امتنانه ورضاه كان الحلم الذي تمنى يوما أن يكتفي به ولكن المصاريف كانت أقوى منه، فقال: "أنا مرتبي من المسرح 50 جنيها، الـ 50 جنيه ديه أنا بحترق بيها ديه بتصفى على كام، بيتاخد منها استقطاعات 11 جنيها، والضريبة بتاخد منها 12 جنيها، فيجي توفيق الدقن صاحب الـ 3 أطفال الملتزم أمام المجتمع بالتزامات خطيرة جدًا، يحصل في النهاية على 19 جنيها صافي، أعمل بيهم أيه؟". 
 
لم يجد سبيلًا آخر سوى أن يستمر في داومته والنبش في الرزق هنا وهناك، فعلى الرغم من الاسم الكبير الذي صنعه الدقن إلا أن جلوسه في المنزل كان يعني موته وليس السعي خلفه: "إذا فكرت في الجلوس في المنزل منتظر الأدوار الجيدة وأن يجري خلفي المخرجين والمنتجين، فهذا يعني إن أموت من الجوع أنا لدي مسئوليات، والمخرجين ما بيصدقوا يلاقوك انسحبت من الساحة الفنية فيقتلوك".