سليمان شفيق
أعلن صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنرأمس الخميس، أنه سيكشف النقاب عن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط أو ما بات يعرف بـ"صفقة القرن" بعد انتهاء شهر رمضان مطلع يونيو المقبل. وأكد كوشنر أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيكون جزءا من أي اتفاق نهائي" وأن خطته للسلام لن تأتي على ذكر "حل الدولتين" لأنه خلافي، على الرغم من أن هذا الحل كان على مدى سنوات عديدة محور الدبلوماسية الدولية الرامية لإنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي.
هكذا وفي ما يتعلق بموضوع "حل الدولتين" الذي لطالما اعتبرته الأسرة الدولية عماد تسوية النزاع العربي-الإسرائيلي قبل أن تدير الإدارة الأمريكية الحالية ظهرها له، أوضح كوشنر أن خطته للسلام لن تأتي على ذكر هذا الموضوع كونه خلافيا
وقال صهر ترامب خلال مؤتمر نظمه معهد واشنطن للأبحاث "أدرك أن هذا يعني أشياء مختلفة باختلاف الأشخاص. إذا قلت دولتين، فهذا يعني شيئا للإسرائيليين وشيئا آخر مختلفا عنه للفلسطينيين".
وأضاف "لهذا السبب قلنا إن كل ما علينا فعله هو أن لا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إننا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك"، دون مزيد من التوضيح.
وكان ترامب أوكل قبل عامين إلى صهره الذي يتمتع بنفوذ واسع مهمة صياغة "الاتفاق النهائي" لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبدأ كوشنر، الذي لطالما كان مقلا وحذرا في الكلام أمام وسائل الإعلام، في الآونة الأخيرة يكشف رويدا رويدا عن بعض جوانب خطته، أقله خطوطها العريضة والفلسفة التي تقوم عليها.
وبحسب كوشنر فإن خطة السلام التي أعدها وسط تكتم يكاد يكون غير مسبوق وساعده فيها فريق صغير قيل إنه قريب جدا من إسرائيل، "تعالج الكثير من الموضوعات ،بطريقة قد تكون أكثر تفصيلا من أي وقت مضى".
وإضافة إلى ذلك قال كوشنر "آمل أن يُظهر هذا للناس أن الأمر ممكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يركزوا على المحتوى التفصيلي بدلا من المفاهيم العامة"، معتبرا أن هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت حتى الآن في حل هذا الصراع.
وإذ أكد أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيكون جزءا من أي اتفاق نهائي"، دعا كوشنر الدولة العبرية إلى تقديم تنازلات.
وكان الرئيس الامريكي ترامب قد قال للصحفيين : "أعتقد أن الفلسطينيين يريدون العودة إلى طاولة المفاوضات،إذا لم يقوموا بذلك لن يكون ثمة سلام، هذا أيضا احتمال التوجه إلى القدس لإفتتاح السفارة الأميركية في الرابع عشر من مايو، فقال"إذا كنت قادرا سأذهب".
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الاجتماع الدول العربية بالوقوف في وجه المساعـي الإسرائيليـة لضـم الضفة الغربية.
وكان السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قد عبر من قبل عن موقف مصر من صفقة القرن بالقول : إن "صفقة القرن" تعبير إعلامي دارج لا يوجد حتى الآن تفاصيل عنه.
اما عن تفاصيل ما يسمي بصفقة القرن تتضمن الاتي وفق ما نشر اسرائيليا:
1ـ إقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة والمناطق (أ، ب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية.
2ـ توفر الدول المانحة 10 مليارات دولار لإقامة الدولة وبنيتها التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحري في غزة والإسكان والزراعة والمناطق الصناعية والمدن الجديدة
3ـ وضع القدس وقضية عودة اللاجئين سيؤجلان لمفاوضات لاحقة.
4ـ مفاوضات حول محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية.
ولكن في في 14 أبريل 2019 كشفت صحيفة واشنطن پوست أن صفقة القرن لا تنص نهائياً على إقامة دولة فلسطينية ،وبحسب المصدر، فإن صفقة القرن لا تضم سوى بعض المقترحات العملية لأجل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادي، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية صغيرة بجانب إسرائيل. كما أضافت الصفيفة أنه من المرتقب أن يجري الإعلان قريباً عن صفقة القرن بعدما تمت صياغتها خلال العامين الماضيين على أيدي مجموعة صغيرة من مساعدي الرئيس دونالد ترمپ، مثل المستشار جاريد كوشنر والمبعوث الخاص جيسون گرينبلات. واعتمدت الصحيفة على شهادات أشخاص تحدثوا إلى الفريق الذي يديره كوشنر، وأوردت الصحيفة أن تعرض حوافز اقتصادية مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل، لكن مع الإبقاء على فلسطين في وضعها الراهن، دون أي سيادة ودولة
وفي 19 أبريل 2019، صرح جيسون گرينبلات بأن خطة ترمپ للسلام (صفقة القرن) لن تتضمن ضم سيناء، التي هي مصرية، إلى غزة، ولن تقوم إسرائيل بضم الضفة الغربية قبل طرح خطة ترمپ.
مقترحات الوطن البديل :
مقترحات وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، مقترحات گيؤرا آيلاند نشرتها مركز بيگن-السادات للدراسات الاستراتيجية في منتصف يناير 2010.
مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق، اللواء احتياط گيؤرا أيلاند، عرض المشروع الإسرائيلى المقترح لتسوية الصراع مع الفلسطينيين في إطار دراسة خطيرة أعدها لصالح مركز بيجين - السادات للدراسات الاستراتيجية، نشرت في (37) صفحة من القطع الكبير بعنوان: «البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين".»
وبدأ اللواء أيلاند، وهو أحد صناع القرار المؤثرين في إسرائيل، عرض مشروع التسوية المقترح بالتأكيد على أن حل القضية الفلسطينية ليس مسؤولية إسرائيل وحدها، ولكنه مسؤولية 22 دولة عربية أيضا، يجب أن تبذل جهوداً إضافية لرفع معاناة الفلسطينيين. وأردف قائلاً "وينبغى على مصر والأردن، بالذات، أن يشاركا بصورة فاعلة وإيجابية في صياغة حل إقليمى متعدد الأطراف، وليس هناك منطق يقول بأن تقف الدول العربية مكتوفة الأيدى في انتظار أن تقدم تل أبيب الحلول على طبق من ذهب أو فضة".
وأوضح أيلاند أن إسرائيل باتت ترفض بشكل واضح فكرة اقتسام «تلك» المساحة الضيقة من الأراضى مع الفلسطينيين لإقامة دولتين لشعبين، فهذا الحل يضرب نظرية الأمن الإسرائيلى في مقتل من ناحية، ويتجاهل الواقع في الضفة الغربية، من الناحية الأخرى، الذى يحول دون إخلاء 290 ألف مستوطن من «بيوتهم» لما يترتب على ذلك من تكلفة اقتصادية باهظة، ويحرم إسرائيل من عمقها الاستراتيجى، وينتهك الخصوصية الدينية والروحية التى تمثلها الضفة بالنسبة للشعب الإسرائيلى.
لكن مصر والاردن والفلسطينيين ولبنان وسوريا ودول المشرق بالاساس ترفض كل تلك المقترحات .. كما شدد وزراء الخارجية العرب في بيان رفضهم لأي صفقة في القضية الفلسطينية لا تنسجم مع المرجعيات الدولية. جاء ذلك خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية مخصص لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.