كتب : د. مينا ملاك عازر
كتب الدكتور عمار علي حسن مغرداً على موقع التغريدات تويتر، وهو أي الدكتور له باع كبير في الكتابة ومجال الفكر، وأنا من المعجبين بالكثير من كتاباته، أقول أنه كتب مغرداً ومعلقاً على نبأ تداولته وكالات الأنباء العالمية برفض إيران رغبة أمريكا إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية، فقال لماذا ترفض إيران إدراج أمريكا الجماعة على لائحتها السوداء؟ وسكت كنت أنتظر أنه يعمل عصف ذهني ليجيب، فلم أجد له إجابة على الموقع حتى كتابة تلك السطور، ولكوني مبدئياً أرى أن الإجابة بديهية، ولم أظن أن رجل مثل الدكتور عمار يسأل سؤال إجابته بديهة هكذا، فقررت أن أجيب السؤال، وكانت الإجابة هي أن إيران وأمريكا أعداء خاصة في ظل الإدارة الحالية لترامب العدو اللدود لإيران، فمن البديهي أن تعادي إيران كل قرارات أمريكا وبالذات الإدارة هذه، وأن تصادق عدو عدوها حتى ولو كان محتمل، ومرة أخرى ولبديهية الإجابة في وجهة نظري، وجدت نفسي أتروى قبل أن أنهي الإجابة في عقلي هكذا، وبرغم أنها أرضت عقلي تلك الإجابة إلا لأن طارح السؤال الدكتور عمار فظننت أحد أمرين، إما أنه يعرف إجابة أعمق ويريدنا البحث عنها أو أنه حقاً لا يعرف، ولذا فربما الإجابة يجب أن تكون أكثر عمقاً، فترويت أكثر وأكثر ووصلت لما هو آت.
تنقسم الإجابة بأسبابها لأمرين أحدهم شكلي وهو الجزء السالف الذكر من أن ثمة عداء بين الأمريكان والإيرانيين ومن الطبيعي معارضتهم لبعضهم البعض، وأن عدو عدوي المحتمل صديق لي ويجب مساندته.
والأخرى أسباب موضوعية تبدأ منذ أكثر من أربعين عاماً حين اندلعت الثورة الإيرانية، ثم أصبحت ثورة إسلامية بانتصار تيارها الإسلامي على التيار العلماني المدني الليبرالي الجار في نفس الثورة، وقتها كان الشاه يعيش في حضن مصر بعد أن رفضته أمريكا ومعظم دول العالم لإرضاء إيران وثورتها الشابة، وكان وقتها السادات يرد جميل الشاه على مصر وقت حرب أكتوبر وليس معاداة للثورة الإسلامية التي كان يتبنى الكثير من أفكارها في خطاباته ومواقفها ومساندته للجماعات الإسلامية في مصر التي ترك لها الحبل على الغارب لتضرب اليساريين والناصريين كما اعتقد أنه سيحدث، لكن بمقتل السادات على يد هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة تلقفتهم إيران واحتضنتهم وأسمت شارع السفارة المصرية هناك باسم قاتل الرئيس السادات إمعاناً في التنكيل بالعلاقات المصرية الإيرانية التي كانت تعاني منذ احتضان مصر للشاه -كما سبق وأن قلنا- إذن مبدئياً ثمة عداء بين إيران الثورة وبين مصر الدولة منذ أيام السادات، وثمة عداء بين مصر الدولة والإخوان الجماعة فمن البديهي أن تساندها ايران.
واسمحوا لي هنا أن أؤكد على ما ذهبت إليه باستنادي على ما يعد مذكرات للسيد عمرو موسى المعنوان ب"كتابيه" لكي تتضح الثورة أكثر، ولكن هذا في المقال القادم -بإذن الله- إن عشنا وكان لنا نشر.
المختصر المفيد ربما الكثير من الأسئلة البديهية في الإجابة عميقة في التفكير والرصد.