الأقباط متحدون | حريق فى القرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٠٧ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ | ١٢ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حريق فى القرية

الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  مدحت ناجى نجيب 
من حكاوى راهب من جبل انطونيوس فى كتابه " أعظم حب " : يحكى ان ...
فى قرية صغيرة من قرى صعيد مصر ، كانت هناك فلاحة بسيطة تعيش فى بيت من بيوت الفلاحين البسطاء فى البيوت المتلاصقة فى حارات وأزقة ضيقة ، كل بيوت القرية عبارة عن باب خشبى صغير من ورائه حجرة ضيقة يغطيها الحصير . وفى أحد أركانها يوجد الفرن ، وفوق السطح يوجد المواد الخام لاشعال الفرن من البوص والحطب .
وفى يوم من الايام قامت هذه الفلاحة بإشعال الفرن وذلك لإعداد الخبز البيتى ، وبينما وهى مشغولة بالعجين ، أمسكت النار بسقف البيت المحبوك بسعف النخل ، حتى امتدت النار وانتشرت لتلتهم كل اكوام البوص والحطب فوق أسطح البيوت المتجاورة .


وبمجرد اشعال النار ، جاء كل فلاحين القرية من حقولهم ليطفئوا النيران ، لكن مع ذلك فإن النار أكلت كل بيوت القرية ، وفى التحقيق الذى أجرته السلطات تعجب المسئولون من كيف لا يستطيع هذا العدد الكبير من الفلاحين ان يسيطروا على الحريق ..
ولكن دهشتهم زالت حين قال كل واحد من الرجال أنه اتجه إلى بيته فألقى ما عليه من بوص وحطب إلى أرض الشارع حتى لا تنتقل النار إلى بيته هو ..
وبذلك فقد انتقلت النار من الاسطح إلى الطريق العام وامتدت السنتها إلى شوارع القرية كلها لتلتهم كل البيوت المتلاصقة ببعضها حتى سوتها بالارض .
لقد كان السبب وراء هذا التدمير لكل بيوت القرية وهو ان كل واحد منهم اراد ان يخصص خدمته لذاته فقط ، فأشترك الجميع فى إيذاء أنفسهم جميعاً . فى حين أنهم لو تكاتفوا جميعاً على قلب واحد لكانوا أطفئوا الحريق فى بيت الفلاحة وما كانت قد احترقت بيوتهم جميعاً


ان محبة الانسان لنفسه قد تقوده إلى الضياع ، وتجعله إنساناً مكروهاً من الجميع ، ان الحياة لا تستقيم بغير المحبة الباذلة المضحية من أجل الغير .
فمحبة الذات لا تجعلك ترى الآخرين بل ترى نفسك فقط، وتجعلك إنسان أنانى ، وقد قيل إن الانانى يشعل النار فى غابة ليشعل منها سيجارته .
لذلك يجب على كل إنسان أن لا يعيش من اجل نفسه فقط ، بل يكرس نفسه لخدمة الآخرين فى محبة باذلة قادرة على العطاء ، لقد إزدادت جراحات البشرية وآلامها وذلك لقلة الحب بين البشر ، فأصبح القتل والخيانة كشرب الماء وتنفس الهواء .
لذلك انشروا الحب فى الطرق المسلوكة وغير المسلوكة ...
ليكون الحب موجوداً ومستعملاً... بين كل انواع الناس .


ليكون الحب مزروعاً بين الاشواك ... فيعلمها الحنان .
ليكون الحب موجوداً فى كل مكان وزمان ...ليعيش فى قلوب كل بنى البشر.
ليكون الحب غير متغير مع تغير الظروف ... حتى يزداد شموخاً وصلابة . " إلى هنا اعاننا الرب "...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :