الأقباط متحدون | الفرق واضح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٠٧ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ | ١٢ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفرق واضح

الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

   بقلم :  ماجد سوس
 في يوم عيد إستشهاد شهداء ماسبيرو ، الأحد 9 أكتوبر 2011 وأثناء قتل الأقباط الأبرياء العزل على يد الجيش و المصرية ، قاد أحد جنود الجيش دبابته بسرعة قافزا فوق الرصيف،  ليهرس ويذبح بدبابته أكثر من  سبعة من شباب الأقباط  الأطهار . بسبب هذه السرعة و بسبب سيره فوق الأجساد الطاهرة وفقوق الرصيف، أنقلبت به الدبابة و إشتعلت و كان بها الجنديان القتلة فخرجا مسرعين ليهربا .وكان المنظر في هذه اللحظات مريع جدا. رؤوس مقطوعة و أشلاء متناثرة في كل مكان و دماء بريئة تغطي كل مكان وتتدفق من أجساد الشهداء و رائحة الموت ملئت الأنوف و صراخ وعويل و دموع و شعب بريء يعيش لحظات ذهول كأنها الدهر كله . أحد الجنود القتلة وهو يقفز من الدبابة المشتعلة رأي كاهن قبطي يقف وسط الشباب القبطي فصرخ :" إحميني يا ابونا..أحميني أرجوك" و قفز تجاه أبونا وهنا إشتد غضب المتظاهرين فقد قتل إخوتهم بواحده من أبشع طرق القتل في جريمة بشعة أقل ما يقال عنها إنها جريمة ضد الإنسانية .
 
    فتح الأب الكاهن ذراعيه وإحتضن الجندي القاتل وقال له لا تخف يابني ، المسيح هايفديك.. بالطبع لم يفهم الجندي هذه الكلمات ولكن أخذ يصرخ : متسبنيش يا أبونا . حاول الشباب القبطي أن يفتك بالرجل ،كرد فعل طبيعي و كدفاع شرعي لإشتشهاد إخوتهم ولكن أبونا منعهم و قال : إحنا مش زييهم ، إحنا مختلفين، لن نقاوم الشر بالشر !! المسيح قال لنا أحبوا أعدائكم. وعندما شعر أبونا هناك خطر على الجندي طلب منه ان ينام عل الأرض و هنا أخفى أبونا هذا الجندي تحته و غطاه بجلابيته و قال له مره أخرى متخفش المسيح ها يفديك .
 
    هدأ الشباب المسيحي، عند إذ قال لهم أبونا أنا أريد أن نقوم بتوصيل هذا الإنسان لكتيبته سالما فقام الشباب المسيحي بعد أن حرك أبونا فيهم روح المحبة ، بحماية الجندي حتى أوصلوه الى كتيبته . 
 
     قصة مذهلة حركت مشاعري و مشاعر الكثيرين جدا فبعد أن كتبت مقالتي مفندا بها كل كذب و إدعاء وتضليل المجلس العسكري في مؤتمره الصحفي الغريب الذي قُدم مسجلا و ممنتجاً، حافلا بالمتناقضات و مؤكدا على أن إضطهاد الجيش و الشرطة للإقباط كان عمدا مع سبق الإصرار و الترصد،  الا أن قصة هذا الكاهن العظيم الذي حوّل آلام الصليب الى نصرة القيامة  .فبعد أن وضع أكثر من 27 شاباً أسماءهم مع مصاف الشهداء و ضع هذا الكاهن الورع نفسه في مصاف المعترفين الكارزين بحياتهم ضاربا مثالا تصور البعض قبله إستحالة تضميد جراح عدوك و أخوك يموت نزفا بيد هذا العدو.
 
     الكاهن المبارك هو القمص فليمون خليفة كاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس بمنطقة حوش عيسى التابعة لمحافظة البحيرة، والذي إستضافته إحد القنوات الفضائية و التي قص فيها كل ما حدث للأقباط في هذا اليوم وذكر بالتفصيل كل ما حدث للأقباط في ذلك اليوم  وكيف أن المظاهرة كانت سلمية و هادئة حتى علموا بأن التليفزيون المصري بدأ يحرض المسلمين على الدفاع عن الجيش عندها فوجئوا بأن بلطجية خرجو من بيوتهم – غالبا من حي بولاق – و بدؤا في الهجوم على الأقباط .
     يقول القمص فليمون أنه عندما شاهده بعض البلطجية ألقوا عليه حجاره عندما كان سائرا مع أولاده في المظاهرة و كانت الحجاره تمطر عليه بشده فنادى على الشهيد العظيم مارجرجس أن يفتح لهم شقة ليحتمي بها فدخلوا في عمارة سكنية فوجدوا شقة مفتوحة فرشم أبونا الصليب و دخل هو و من معه وإحتموا في هذا المكان فرحين.
 
    أحبائي لقد إغتصب الشهداء الصفوف الأولى في الملكوت فجلسوا في حضن المسيح و بجوار إسطفانوس الشهيد الأول الذي كان يصلي لله أن يغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.أنا أسمع صوت الشهيد وهو يقول لنا – كما قال مخلصنا -  يا أحبائي لا تبكين علىّ بل ابكين على أنفسكم. إنه وقت لنعلم أبناءنا كما كان أبائنا يعلمون أبناءهم عن الإستشهاد فالتاريخ يحكي إن الأمهات كن يعلمن أولادهن منذ نعمومة أظافرهم كيف يقفون أمام أي انسان و أمام أية إغراءات ، يجاهرون بإيمانهم بالمسيح. لا تشعر يا عزيزي باليأس فالله لن يترك شعبه ولن يترك كنيسته ولن يدع مصر في يد الشيطان فهي بلده الثاني الذي زارها في الجسد وباركها .فقط أنظر ما فعله أولادنا وبناتنا وابائنا و أمهاتنا و أنت تعرف الفرق فأولاد الله ظاهرون وأبناء أبليس أيضا.يا إخوتي ما فعله هذا الأب يؤكد حقيقة  أن الفرق واضح و جلي بين القاتل الحاقد و المجني عليه المحب. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :