الأقباط متحدون | لا تجعلوا الالم يتحول الى مرارة ورغبة في الانتقام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٠ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ | ١٢ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تجعلوا الالم يتحول الى مرارة ورغبة في الانتقام

الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: عامر حداد

رسالة الى اخوتي الاحباء في مصر من الأردن الشقيق

لم استطع ان امنع عيني وان اشاهد واقرا عما اصاب اخوتي في جسد المسيح على ارض الحبيبة مصر من البكاء بحرقة كما بكى رب المجد عندما وقف امام قبر اليعازر وكما بكى ارميا النبي وهو يرا ما اصاب شعبه فوقف في محضر الرب باكيا "يا ليت راسي ماء وعينيّ ينبوع دموع فابكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي".فانا ادرك تماما مقدار الالم والحزن على فراق الاحباء بهذا الشكل المائساوي .الا انني كنت في نفس الوقت اسمع صوت الروح القدس يكلمني بقوة قائلا "باننا نحن الذين ملكنا الرب يسوع ربا في قلوبنا ومخلصا لحياتنا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم وبان الموت بالنسبة لنا ما هو الا شهادة ميلاد لحياة جديدة لا يسودها الحزن او الالم او الموت لان الرب سيمسح  كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت ".فنحن كما قال الكتاب لسنا سوى غرباء ونزلاء يزورن هذه الارض زيارة عابرة لذلك فاننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد أبدي.

غير ان الذي اخشاه هو ان يتحول الالم مع مرور الوقت والشعور بالظلم وعدم تحقيق العدالة  الى غضب والغضب الى مرارة والمرارة الى حقد ورغبة في الانتقام وان نجازي الشر بالشر  فنصير بذلك اولادا لابليس لان الذي يفعل الشر هو من الشرير  الذي كانا قتلا للناس منذ البدء  كما ان الكتاب المقدس يعلمنا ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه.لذلك فالكتاب المقدس يشخص لنا الداء وفي نفس الوقت يقدم لنا الدواء بل ويعطينا القوة حتى نستطيع ان نحول الالم من قوة سلبية نحن اول من يحترق بنارها الى قوة ايجابية تبني ايماننا وتعطينا ان نكون شهادة تؤثر في حياة الاخرين لتكسبهم للمسيح فنكون  بلا لوم و بسطاء اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو تضييون بينهم كانوار في العالم .

وهذا الدواء يتكون من الخطوات التالية

اولا:-ان نعترف امامه بالالمنا واوجاعنا كاولاد يكلمون اباهم السماوي القادر على كل شيء ولا يعسر عليه امر

لذلك فالرب يسوع يدعونا قائلا" تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثّقيلي الأحمال وأنا أُريحكم".فاثقالنا ليست فقط خطايانا بل هي ايضا الهموم ومشاكل الحياة التي تحني ظهورنا وتملئ قلوبنا بالحزن والياس ورب يسوع هو وحده القادر ان يشفي قلوبنا المجروحه وارواحنا المكسورة فهذا وعده لنا "روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق." والعذراء القديسة مريم تعلمنا هذا الدرس عندما رائت بان الامور تسير خطا ومن سيء الى اسواء في عرس قانا الجليل كيف التجات الى الرب يسوع لكي يحل هذه المشكلة لانه هو ملجانا الحقيقي وعوننا الاول الذي نحن بامس الحاجة اليه .فقبل ان نطلب عون البشر دعونا نطلب معونة رب البشر وقبل ان نطالب بالتدخل الدولي والحماية الدولية دعونا نطالب بالتدخل الالهي والمعونة السماوية فاسم الرب برج حصين. يركض اليه الصدّيق ويتمنّع.

ثانيا :-ان نثق بعدالة السماء وان لا نجازي احد عن شر بشر

فالرب هو القاضي العادل والمتسلط في مملكة الناس والذي لا يحابي احدا ولا ياخذ بالوجوه وهو سيجازي كل انسان بحسب عمله خيرا كان ام شرا لذلك فهو يدعون على لسان الرسول بولص قائلا "لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل دعوا مكانا لغضب الله لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب".فعندما نريد تحقيق العدالة بايدينا نحول انفسنا من ضحايا الى قضاة وجلادين فنفقد سلامنا وشهادتنا في وسط المجتمع

الذي نعيش فيه لذلك يحذرنا الرب قائلا"لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير".

ثالثا:دعونا نتاخذ من محبة الله غير المشروطه لنا ونستقبل من غفرانه غير المحدود الذي اعلنه لنا في شخص المسيح القوة لكي نغفر لمن اساء الينا .

فنحن بقدراتنا البشريه عاجزين عن ذلك ولكن عندما نرتوي من محبة المسيح نكون كاسفنجة وصلت الى حد الاشباع من ماء الحب لذلك فعندما تعتصر من ضغوط الحياة ومشاكله لا تخرج هواء بل ترشح بماء الحب الذي يطفئ نار الكراهيه والحقد الموجود في قلوب الاخرين فالنار لا تقاوم بالنار لان ذلك يزيد من اشتعالها بل الماء الذي يطفئها ويحولها رماد "فإن جاع عدوك فأطعمه . وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت

هذا تجمع جمر نار على رأسه  لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير ".

رابعا:-دعونا نثق بان  كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده.

فالرب استخدم فرعون الذي بقسوة قلب قتل اولاد العبرانين ليكون هو نفس الشخص الذي تربى به محررهم ن قيود العبودية والذل في ارض  مصر واستطاع الرب ان يحول الشر الذي صنعه اخوة يوسف عندما باعوه عبدا ليكون الرجل الثاني في مصر الذي انقذ اخوته والعالم من سنين الجوع . فهويُخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة

احبائي

في النار يظهر صلابة الذهب ولمعانه وفي النار تظهر ثقتنا بالذي عنده حتى في الموت مخرج .ودعونا بمحبة المسيح التي تحصرنا وبعدم مجازاتنا للشر بالشر ان نحول دماء هؤلاء الشهداء الى بذار ااتي بثمار ثلاثون وستون ومئة لملكوت المسيح.

والرب يبارككم

 

 

 

 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :