منافسة كبيرة يخوضها ثلاثة نجوم مميزين خلال الماراثون الدرامى الحالى، يتمتعون بقاعدة جماهيرية كبيرة، وحققوا نجاحاً ضخماً على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة، فقد حاز «ياسر جلال» و«أمير كرارة»، شعبية كبيرة من خلال «ظل الرئيس» و«رحيم» و«كلبش»، بينما انتقل الفنان هانى سلامة من منطقة الرومانسية إلى «الأكشن».. ففى الوقت الذى يواصل فيه «كرارة» دور «البطل الشعبى» محافظاً على لقب «باشا مصر»، يقدم الجزء الثالث من مسلسل «كلبش»، بينما يحافظ «جلال» على مساحته الخاصة فى الماراثون الدرامى فى شهر رمضان، فى حين تعاون «سلامة» مع المؤلف إسلام حافظ، والمخرج رؤوف عبدالعزيز، حرصاً منه على الاستمرار فى الماراثون الرمضانى.

فى «كلبش 3» يتقدم «سليم الأنصارى» باستقالته من وزارة الداخلية إلى اللواء «جلال خطاب»، ويتجه بعدها لتأسيس شركة أمن، ويشاركه «أكرم صفوان»، لكن فيما بعد تظهر بعض الخلافات بينهما، تتحول إلى عداوة وصراعات، وفى «لمس أكتاف»، يتورط الملاكم «أدهم» فى أعمال إجرامية، وعندما يقرر التوبة رغبة فى حياة آمنة مستقرة، يطارده رجال العصابات والمافيا، وفى «قمر هادى»، يفقد «هادى» الذاكرة بعد تعرضه لحادث، ومع مرور الوقت يتذكر بعض الأشياء، لكن الغريب أن شخصيته كانت تتغير عندما يظهر القمر فى السماء.

"عبدالرازق": اتجاه الفنانين إلى "الأكشن" محاولة لاستقطاب أكبر قطاع من الجمهور

يرى الناقد رامى عبدالرازق أن تقديم مشاهد «الأكشن» يُعد أمراً سهلاً للغاية بالنسبة للفنانين: «يخلو من القدرات التمثيلية، ويعتمد على اللياقة البدنية الجيدة، بينما يختلف الأمر على مستوى الانفعالات والمشاعر، عكس الدراما والكوميدى»، موضحاً أن اتجاه عدد كبير من الفنانين إلى «الأكشن» فى السنوات الأخيرة، يرجع إلى محاولتهم استقطاب أكبر قطاع من الجمهور فى موسم رمضان، لا سيما أن الجمهور يرتبط بمشاهد المطاردات، وقال «عبدالرازق»، لـ«الوطن»، إن «كرارة» و«جلال» لديهما قاعدة جماهيرية كبيرة من خلال الأعمال الأخيرة لهما، إذ تحتدم المنافسة بينهما، بينما هانى سلامة فى حاجة إلى بذل مجهود أكبر فى المسلسل الجديد، لأن مسلسله الأخير فشل فى احتلال مركز مُتقدم، سواء على مستوى المُشاهدة والحضور من خلال الكتابات والنقاد وآراء الجمهور على «السوشيال ميديا» وكأنه مر مرور الكرام.

وفسّر نجاح «كرارة» و«جلال» فى الأكشن، بأن الأمر يرجع إلى التشريح العضلى وخشونة الصوت، بينما صورة «هانى» الذهنية مُرتبطة عند الجمهور بـ«الحبّيب»، فأكبر نجاح حققه فى الدراما كان من خلال مسلسل «نصيبى وقسمتك»، متابعاً: «الانفعالات والملامح والمرحلة العمرية تميزه عن غيره، كما لديه قدرة عالية على التمثيل بالعينين بشكلٍ احترافى، وليس عيباً أن يكون لدى الفنان المساحة الخاصة به، لكنه ما دام قد خاض تجربة الأكشن ولم يحقق الأثر المرجو، فعليه أن يتراجع عن التجربة فوراً، وتجربة سلامة فى الأكشن لم تكن مؤثرة، والغريب أنه مُستمر على هذا اللون».

"خيرالله": ياسر جلال استغل الفرصة بشكل مناسب.. وفكرة "كلبش" تحتمل تقديمها فى 7 أجزاء

وأشار «عبدالرازق» إلى أن ياسر جلال يُقدم البطولات فى الدراما منذ نهاية التسعينات تقريباً، أبرزها «سعد اليتيم»، لكن الجمهور لم ينتبه له سوى فى الأعوام الأخيرة، بعد وجوده على «السوشيال ميديا»، والتحوّل الذى طرأ على جسده ومظهره، إضافة إلى تحول نظرة المنتجين: «كان الأكشن حكراً على أحمد السقا ومحمد رمضان، وفجأة دخل فنانون جدد، كما أن ياسر علاقته جيدة بالجمهور وكان من السهل استقباله وتكريسه كنجم أكشن».

أما الناقدة ماجدة خير الله، فتقول إن أمير كرارة حقق نجاحاً كبيراً فى «كلبش» 1 و2، وكذلك الفنان ياسر جلال فى «ظل الرئيس» و«رحيم»، بينما يُعتبر الفنان هانى سلامة جديداً على «الأكشن»، موضحة أنه «فى حال وجود نص جيد وكذلك المخرج، من المُحتمل أن يحظى سلامة بنجاح كبير، مثل طارق لطفى، الذى ظهر بشكل مفاجئ فى الدراما قبل ثلاثة أعوام تقريباً، فمن الضرورى الإطار الذى سيظهر به»، وترى «خيرالله» أن أى فنان يتمتع بقبول ولياقة، لديه قدرة على تجسيد كل الأدوار، موضحة أن مُخرج الأكشن يجب أن يكون لديه قدر كبير من الوعى، يستطيع من خلاله توجيه المُمثل بالشكل الصحيح، وأوضحت أن الجمهور ينتظر أعمال «كرارة» و«جلال» فى الموسم الدرامى المقبل، لا سيما بعد نجاحهما الملحوظ الذى حققاها مؤخراً، رافضة ما تردد عن تعرض «جلال» للظلم، بشأن إسناد أدوار جيدة فى السنوات الأخيرة: «لا يجب قول ذلك، بينما التعبير الصحيح يكمن فى أنه استطاع استغلال الفرصة بشكل مناسب، فور عثوره عليها»، ولفتت إلى استغلال «كرارة» لنجاح «كلبش» فى جزءيه الأول والثانى: «لا نستطيع الادعاء بأن الجزء الثالث استثمار نجاح، لأنه فى حال هبوط مستوى القصة، لن يُحقق النجاح المرجو، كما أن هذه السلاسل تُقدم فى الدراما الأجنبية، ومن الوارد امتداد عمل درامى واحد إلى سبعة مواسم، فالأهم هو وجود قصة وحكايات جيدة، ومن الممكن تغيير البطل والاستعانة بآخر، ما دامت به المواصفات المطلوبة».

ومن جانبه، قال الناقد عصام زكريا، إن «كرارة» يُقدم فى «الأكشن» نموذج البطل الإيجابى والمثالى، ويتمتع بأخلاق نبيلة على مستوى الشخصية، عكس ياسر جلال الذى يلعب شخصيات مُركبة لديها جوانب إيجابية وسلبية على حد سواء، تُشبه شخصية الفتوة، فهما حققا نجاحاً كبيراً على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة، وأكد أن هانى سلامة لا يجب تصنيفه كممثل أكشن: «أعتقد أنه اتجه إلى هذا اللون، بسبب انجذاب الجمهور لهذه النوعية من الأعمال»، موضحاً أن هانى يتسم بالوسامة والرشاقة، وملامحه ليست مُقنعة فى «الأكشن».

وقال المخرج رؤوف عبدالعزيز، إن «سلامة» يمتلك مواصفات عدة، تُمكنه من تجسيد مشاهد الأكشن بشكل احترافى، بداية من القوة العضلية، ومظهره بوجه عام: «لديه قدرة عالية على التعبير عن انفعالاته بحركات عينيه وملامح وجهه، وتوصيل مشاعره الغاضبة إلى المُشاهد بأسلوب بسيط»، متابعاً أن «سلامة» يحرص طوال الوقت على المُذاكرة والاجتهاد فى الدور الذى يلعبه، ويُحضر له قبل شهور عدة، وعلى استعداد تام للخضوع لأى تدريبات بهدف تجسيد الشخصية المطلوبة منه على درجة عالية من الاحترافية: «حتى وإن سيظهر بدور محاسب فى عمل ما»، وأشار «رؤوف»، الذى عمل مع «سلامة» سواء مدير تصوير أو مخرجاً، إلى أن اتجاه «هانى» للأكشن ليس مقصوداً، بينما يُجسد الشخصية المطلوبة منه، فضلاً عن حرصه على عدم تكرار نفسه، إذ إنه سيظهر فى شكل مختلف على مستوى الأداء والشكل، عما قدّمه من قبل، مؤكداً أن انتقال فنان من الرومانسى إلى الأكشن، لم تكن الأولى، بينما تكررت مسبقاً، مثل «براد بيت» و«توم كروز»، لا سيما أن الأخير كانت غالبية أعماله رومانسية فى فترة البدايات. أما على المستوى الجسمانى، فيقول الكابتن محمد أبوالنجا، مُدرب المُشاهير، إنه يضع مع الفنان برنامجاً تدريبياً نحو 6 أشهر، إذ يكون مشروعاً رياضياً مُكثفاً فى فترة قصيرة، مع الاهتمام بالقوة العضلية، من خلال رفع أوزان ثقيلة: «أداء ممثل الأكشن يكون حقيقياً وليس مزيفاً فى الأعمال التى يظهر بها»، وأكد «أبوالنجا» لـ«الوطن» أن نمو الكتلة العضلية وتطوير شكل الجسم يتوقف الأمر على التغذية والتمرين دون هرمونات، لافتاً إلى أن «جلال»، لديه جسم قوى وقوة تحمل كبيرة، ما ساعده بشكل كبير: «من أبرز الفنانين الذين ظهروا مؤخراً، وجسد الأكشن شكلاً وموضوعاً».