كتب : سليمان شفيق
اليوم كرر جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، نفيه للشائعات القائلة إن سيناء جزءا من الخطة الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط والتى يطلق عليها "صفقة القرن".
وقام جرينبلات بإعادة نشر تغريدته الأولى التى نفى فيها صحة ما يتردد بأن سيناء جزءا من خطتهم للسلام. وكتب على حسابه بموقع تويتر، اليوم الأربعاء: "من الغريب أننى لازلت اسمع تقارير عن هذا (فى إشارة إلى المزاعم الخاصة بسيناء) - تغريدتى الأصلية لاتزال باقية".
من جهة اخري نفي مصدر مصري ما يتردد بالقول :
برجاء عدم الانسياق وراء أي معلومات مسربة حول ما يسمى "صفقة القرن"، مع الوضع في الاعتبار ما يلي:
1ـ المعلومات مصدرها صحيفة إسرائيلية، ومثل هذه المعلومات لا يمكن نشرها دون خضوعها للرقابة العسكرية، التي لها سلطة التعديل والحذف
2ـ المعلومات المنشورة نفسها تتناقض مع تصريحات أمريكية رسمية تنفي وجود سيناء ضمن ما يعرف إعلاميا ب"صفقة القرن".
3ـ الصفقة مصطلح يشير إلى ثمة اتفاق بين طرفين أو أكثر، وهو الأمر غير الموجود في الواقع، وفي تقديري أن استخدام مثل هذا المصطلح يستهدف الضغط على بعض الأطراف مثل السلطة الفلسطينية لإظهارها في موقف المتآمر على القضية، والتشكيك في كافة مواقفها حتى لو كانت رافضة لهذه الرؤية
4ـ مثل هذه المعلومات المنشورة هي في تقديري بالونات اختبار لاستطلاع الرأي تطلق بين الحين والآخر، فأرجو الحذر منها.
5ـ المصطلح الواقعي والمنطقي هو "رؤية ترامب لحل الصراع في الشرق الأوسط"، وهي رؤية يسعى ترامب من خلالها (بمنطق سمسار العقارات) لحل الصراع إقليميا وليس على المسار الفلسطيني فقط، وهي رؤية اتخذ فيها خطوات فعلية دون أي صفقات متمثلة في اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والجولان أرضا إسرائيلية
6ـ في تقديري أن الرؤية الاستراتيجية قائمة على خلق كيان مشوه فيما يتبقى من الضفة الغربية مثقل بالأعباء المالية تجاه دولة الاحتلال في مسعى للضغط كي يكون هذا الكيان الفلسطيني في الضفة جزء من الأردن عبر اتحاد كونفيدرالي. أما غزة فسيتم فصلها تماما لإقامة دويلة فلسطينية إسلامية وهو ما لا يختلف كثيرا عن مساعي حماس
علق الخبير السياسي المصري، المحاضر في جامعة لوباتشيفسكي بمدينة نيجني نوفغورود الروسية، عمرو الديب، على الأنباء حول تسريب بنود صفقة
القرن لحل االصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما جاء في روسيا اليوم :
إن مصر مع حل القضية الفلسطينية سلميا، وجهودها في هذا الخصوص معروفة للجميع، وسيكون على الحكومة المصرية تكذيب هذه البنود، لأن ما يحدث في سيناء منذ عام 2014، لا يعطي أي انطباع على موافقة مصرية على ما يسمى بصفقة القرن، وأشار الديب إلى أن ما جاء في هذه الصحيفة ليس "صفقة قرن" ولكن "بلطجة قرن"، ومصر نحسبها رافضة تماما ما ذكر حول إعطاء أراضي مصرية للإخوة الفلسطينيين، فهذا لن يحل الأزمة الفلسطينية بل سيعقدها، والقاهرة لديها موقف ثابت من القضية الفلسطينية، على حد تعبيره
وتابع الديب قائلا: "يبدو أن ما جاء في هذه الصحيفة أحلام إسرائيلية، ومن خلال هذه الأحلام، سيتم حل أزمتها مع الفلسطينيين، وفي نفس الوقت الدول العربية ستدفع لإسرائيل مليارات مقابل هذا السلام، وأيضا مقابل حماية فلسطين، هذه البنود صعبة التحقيق. نعم من الممكن أن تكون هذه البنود متوافقة تماما مع الإدارة الامريكية الحالية ومع سياساتها في العالم، لكن لا ننسى أن حل هذه القضية مرتبط بالأردن ومصر وقطاع غزة والضفة، ولا يبدو أن تتم الموافقة الكاملة على هذا الاتفاق".
وأكد عمرو الديب أن الدول العربية الخليجية ليس بها أموال تكفي الأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين، فالسياسة السعودية الجديدة مثلا، تحاول بقدر الإمكان عدم استخدام الأموال في سياساتها الخارجية، لذلك أستبعد بنسبة كبيرة الموافقة على هذه البنود من جانب الدول الخليجية، هذا في حال صدقت الصحيفة فيما جاءت به.
ولازالت التسريبات الاسرائيلية تغري الكثير من المعارضين لترديدها ، دون التمحيص في تلك التسريبات .