الأقباط متحدون | التوزيع العادل للموارد الطبيعية والثروات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٢ | الاربعاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١١ | ١٤ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

التوزيع العادل للموارد الطبيعية والثروات

الاربعاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الطريق لحل مشكلة الفقر والجوع

د. فكرى نجيب أسعد
لقد سبق أن أشرت فى المقال الثانى لموضوع : " العطاء بالأعمال الصالحة " عن أمثلة لظهور السيد المسيح فى صورة إنسان محتاج ينتظر عطايانا له التى تلبى إحتياجاته ، ليؤكد لنا بأن كل ما نفعله من أعمال صالحة نحو المحتاجين كأنها فعلت معه " الحق أقول لكم كل بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى الأصاغر فبي فعلتم " ( مت 25 : 40 ). ومن الأحداث التى أضفها هنا أيضاَ التى يحثنا فيها السيد السيح بالعطاء بالأعمال الصالحة لأخوته الأصاغر من الفقراء أذكر :
+ ذات يوم ذهب أبونا القمص سيدراوس كاهن كنيسة مارجرجس بالبياضية – المتنيح – إلى ملوى على ظهر دابته ( حمارة ) ، وفى صباح أحد الأيام كان البرد شديداَ وفى الطريق شاهد رجلاَ يرتعش من البرد ولم ينتظر أبونا سؤالاَ من الرجل بل بقلب محب للفقراء خلع أبونا الفراجية وألبسها للرجل الفقير الذى كان يرتعش من البرد ، وذهب أبونا إلى ملوى ليقضى طلباته .. وعاد إلى قريته . فى المساء رأى هذا الأب رؤيا عظيمة فى حلم .. إذ بالسيد المسيح لابس الفراجية وجاء ليشكره على محبته لإخوته الفقراء .
+ اشتاقت شابة من أسرة غنية جداَ أن ترى الرب يسوع كما يراه الآخرون وقد طال اشتياقها دون أن تتحقق رغبتها. وذات يوم كانت فى أحد الاجتماعات بالكنيسة وقعت عينيها على صورة كبيرة للرب يسوع على الحائط وهو يعلم فى الهيكل عندما كان عمره 12 سنة ... ويالدهشتها لما حدث ... لقد رأت المعلم يخرج من الصورة ويتجه للخارج ليقودها عن مكان وجوده وعن ما يجب أن تتعلمه ... تركت الشابة مكانها فى الكنيسة إلى الشارع لتلحقه ... لقد كان الرب يسوع يسرع فى خطواته والشابة تسرع ورائه لئلا يختفى من نظرها ... يدخل الرب يسوع من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة والشابة تلاحقه. وإذ بالرب يسوع يدخل أحد المنازل ودخلت الشابة وراءه بلا استئذان .. وعلى الرغم من أن المنزل بسيط جداَ وحجرة واحدة إلا أنها لم تجده بالداخل .. لقد وجدت سيدة فقيرة يظهر حزن شديد على وجهها .. فسألتها الشابة فين الولد اللى دخل هنا دلوقت ؟ .. فأجابت المرأة : مفيش حد دخل هنا ؟ .. وأصرت الشابة على موقفها . وتحت إحاح الشابة رفعت المرأة الغطاء عن أولادها النائمين وقالت : أولادى أهم قدامك .. ليهم يومين ما أكلوش ... يتامى ومفيش حد بيهتم بيهم .. شوفى يابنتى إن كان فيهم الولد الي أنت بتدوري عليه .. هنا فهمت الشابة ما يريد المعلم أن يقوله لها .. لقد فهمت قصد الرب يسوع أين يمكن أن تراه إذا أرادت ؟ وللوقت خرجت الشابة من البيت وأسرعت بشراء أكل للأولاد وأمهم ورجعت لتجلس وتأكل معهم وتتمتع برؤية يسوع فيهم .. ومن ذلك الوقت بدأت الشابة ترعاهم وتبحث عن الفقراء فى كل مكان لتخدمهم وتحقق شهوة قلبها التى طالما أشتاقت لتحقيقها وهى أن ترى الرب يسوع ولو مرة واحدة وها هى تتمتع برؤيته يومياَ فى شخص أخوته الفقراء .
يرجع السبب الرئيسى وراء الفقر والجوع على المستوى المحلى والدولى إلى عدم عدالة توزيع الموارد الطبيعية والثروات على أساس من العدل والمساواه بين البشربإعتبارها ملكاَ مشتركاَ، وإلى غياب البرامج العملية أوقناطر التنمية التى تعمل على تحقيق هذا التوزيع العادل على أرض الواقع. ففى التوزيع العادل للموارد الطبيعية والثروات يتحقق التنمية والمساواه لكافة دول العالم فلا يكون هناك دول غنية وأخرى فقيرة، كما يتحقق أيضاَ العدالة الإجتماعية لشعوب العالم بلا تمييز بين مواطن وآخر على أساس اللون أو الجنس أو العقيدة أو نوع العمل .
أدعو هنا أغنياء العالم الذين لهم روؤس أموال تزيد عن ما تمتلكه عدة دول مجتمعة من أجمالى الناتج القومى لها، كما أدعو أيضاَ الذين لهم مشاريع عملاقة تتخطى الحدود الدولية بالعمل على تحقيق التنمية والمساواه لدول العالم أو العدالة الإجتماعية لكافة شعوب العالم وذلك من خلال تبنى نظام أقتصادى إجتماعى عادل يعمل على التوزيع العادل للموارد الطبيعية والثروات بين دول وشعوب العالم.
وأقترح للتوزيع العادل للموارد الطبيعية والثروات للدول وللشعوب ولمساندة الدول والشعوب فى أزماتها وكوارثها التى ترغب بالعمل بمقتضى تحقيق التنمية والمساواه بين الدول أة بين الشعوب بإنشاء صندوق دولى يعمل على تحقيق برامج العدالة الإجتماعية لمن يرغب العمل بمقتضاها أفراد وحكومات على أساس من الحرية والديمقراطية.

كما إني أدعو الحكومة المصرية القادمة على تبنى نظام أقتصادى أجتماعى عادل يعمل على تحقيق العدالة الإجتماعية للمواطنين فيها بلا تمييز بين مواطن وآخر بإعتبارها مطلب عادل لشباب ثورة 25 يناير المبارك، والعمل على تحقيق تعاون دولى مع شركاء التنمية فى مصر على هذا الأساس، هذا بالأضافة إلى إستثمار موارد مصر البشرية خارج حدودها على أساس تحقيق العدالة الإجتماعية على المستوى الدولى خاصة لدول حوض النيل التى تشاركنا شرين حياه واحد وهو نهر النيل وذلك فى ظل عولمة عادلة تعترف بالتنمية والمساواه لكافة دول وشعوب العالم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :