بقلم: سامية عياد
"إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى" ، "من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا" هكذا دعانا الرب يسوع الى حمل الصليب ، إذا لا نصيب فى الملكوت لمن لا يحمل صليبه ، ويتبعه ..
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم شيكاغو فى مقاله "معنى حمل الصليب" حدثنا عن معنى حمل الصليب ، كان حمل الصليب معروفا للناس وقت صلب الرب يسوع فكان أجباريا أن المحكوم عليه بعقوبة الإعدام صلبا يسير فى شوارع المدينة حاملا صليبه وصولا الى موقع تنفيذ الحكم خارج أسوار المدينة إذ أن منظر المصلوب المعلق عريانا هو منظر صعب جدا ، وكان المقصود من هذا أن الدولة تريد أن تعلن للشعب أن القانون فوق الكل ، يجب على الجميع احترامه وإلا ستكون النتيجة الحتمية هى الموت لمن يخالف القانون .
لقد ارتضى الرب يسوع أن يحمل الصليب وهو برىء مظلوم لم يفعل شىء سوى أنه ملك الملوك ، ارتضى أن يتخذ الصليب وسيلة ليخلص البشرية من الموت ويدخل بها الى المجد الأبدى ، لذا علينا أن نحمل الصليب بفرح مع الرب يسوع لكى نرث الحياة الأبدية ، فعندما سأل الشاب الغنى الرب يسوع ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية أجابه الرب قائلا : "اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء.. وتعال اتبعنى حاملا الصليب" ، حمل الصليب يعنى الخضوع لمشيئة الله فى كل أمور حياتنا ، تنفيذ كلامه ووصاياه دون تذمر ، حمل الصليب ليس لبعض الوقت إنما هو مستمر طول الوقت ، الطريق ضيق مملوء بالمتاعب والآلام ، طريق قد يؤدى الى الصلب والموت من أجل الرب يسوع ، وهو أمر لا يصعب على المستعدون لهذا بل ويفرحون به فهكذا كان الرسل والقديسين والشهداء لا يخشون الموت بل يقبلونه بفرح عظيم لأنه الطريق الى الملكوت .
يا من حملت الصليب وتألمت وصلبت وقبلت ظلم الأشرار من أجل خلاصنا ، اجعلنا نحمل صليبك ونتبعك ، نخضع لمشيئتك مهما كانت ، نسلم حياتنا فى يدك واثقين بأنك مدبر الكون وقادر عل كل شىء ، مستعدين للموت بفرح طالما الطريق للمجد الأبدى .