والتقارب الامريكي الروسي هل ينذر بالحرب ام السلام ؟
سليمان شفيق
حذرت السعودية من أن الهجمات الأخيرة، التي تصفها بالـ"إرهابية" على سفن ومنشآت، تهدد إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي
وقد تعرضت محطتا ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية إلى هجوم بطائرات مسيرة الثلاثاء الماضي ، ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط فيه، في تصعيد للتوترات في المنطقة يأتي بعد يومين على تعرض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات.
واحتدت درجة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الفترة الأخيرة، وصعدت واشنطن الضغوط على طهران في الأيام الماضية واتهمت إيران بالتخطيط لتنفيذ هجمات "وشيكة" في المنطقة، كما عززت التواجد العسكري الأمريكي في الخليج.
وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء من جميع موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد وقنصليتها في إربيل وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران المجاورة للعراق وحليفته
وفي الرياض، شدد مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة مساء الثلاثاء في جدة برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز على "أهمية التصدي لجميع الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران" حسب ما أفاد وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة في بيان نشر الأربعاءوأوضح المجلس أن "الأعمال الإرهابية التخريبية ضد منشآت حيوية بما في ذلك تلك التي تعرضت لها محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق ـ غرب الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، وتلك التي وقعت مؤخرا في الخليج العربي لا تستهدف المملكة فحسب، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي".
وتابع الوزير أن "هذا الهجوم الإرهابي الذي طال أيضا ناقلتي نفط سعوديتين وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلبا على السلم والأمن الإقليمي والدولي".
وشدد على "المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي".
وفي حين لم تتضح بعد ملابسات واقعة السفن الأربع، أعلن الحوثيون في اليمن أنهم استهدفوا "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات دون طيار، في هجوم وقع في خضم حرب نفسية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج من جهة، وإيران من جهة ثانية.
ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد
التوترات بين واشنطن وطهران
وتقع المحطتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية، وقد وقع الهجوم بين السادسة والسادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، حسبما نقلته وكالة الأنباء السعودية
أعرب الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن "ثقته بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات" مع الولايات المتحدة رغم التوتر المتصاعد بين البلدين. ونفى ترامب أي "خلاف داخلي" في الادارة حول "سياسة الحزم في الشرق الاوسط"، وقال "يتم التعبير عن آراء مختلفة وأتخذ القرار النهائي والحاسم".
وفي نفس السياق وصل بومبيو بعد لقاء مماثل سبق وأجراه مع لافروف فى هلسنكى منذ أيام قلائل خلصا من خلاله إلى وجود ما يجمعهما رغم الخلافات ، وكان الرئيس ترامب قد استبق هذا اللقاء بمكالمة هاتفية مع بوتين طالت لما يزيد على الساعة تناولا خلالها أهم محاور العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية. وثمة شواهد كثيرة تقول إن الرئيسين بوتين وترامب عهدا إلى وزيرى خارجيتهما سيرجى لافروف ومارك بومبيو باللقاء فيما بينهما لبحث ما حددا أولوياته خلال مكالمتهما التليفونية تجاه الكثير من القضايا الساخنة ومنها الأوضاع فى سوريا وإيران وليبيا، وكذلك فى كوريا الشمالية وأفغانستان، إلى جانب الأوضاع فى فنزويلا وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية
فى سوتشى كشف الوزيران لافروف وبومبيو فى مؤتمرهما الصحفى المشترك ، عن الكثير مما دار فى هذه المباحثات التى استمرت لما يقارب الساعات الثلاث قبل لقائهما مع الرئيس بوتين. وقال لافروف إن الجانبين خلصا إلى عدد من الخطوات الرامية إلى «تطبيع العلاقات بين البلدين".
وأكد الوزير الروسى ومعه نظيره الأمريكى قناعة الجانبين بضرورة تجديد التواصل وبث الروح فى قنوات الحوار بين البلدين على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل والاعتراف بثوابت الشرعية الدولية. قال لافروف إن الجانبين يؤكدان بداهة أن التوتر القائم بين أكبر قوتين نوويتين فى العالم لا بد أن ينعكس سلبا على كل قضايا العالم، كما تطرقا إلى ما سبق وتناوله الكثير من لجان التحقيقات بما فى ذلك تقرير المحقق الخاص روبرت موللر الذى قدمه أخيرا إلى الكونجرس الأمريكى، ويتضمن فى طياته ما سبق وأكدته موسكو فى أكثر من مناسبة حول عدم تدخلها فى الانتخابات الأمريكية. وكان الرئيس بوتين قد تطرق إلى هذه المسألة خلال لقائه مع المبعوث الأمريكى فى حضور وزير الخارجية الروسية، معربا عن ارتياحه للتوصل إلى مثل هذه النتيجة.
على أن الأهم فى مباحثات سوتشى يظل يتمحور حول نقاط الاتفاق والاختلاف بين القطبين الأعظم. وذلك ما توقف عنده الجانبان بالكثير من التفاصيل، ليخلصا إلى إمكان التعاون فى القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية وأفغانستان، وأن تظل مساحة الخلاف واسعة فيما يتعلق بالأوضاع فى فنزويلا، إلى جانب الموقف من إيران والأوضاع الراهنة فى منطقة الخليج. وذلك ما كشف عنه يورى أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للشئون الخارجية فى إيجازه الصحفى عقب اللقاء مع عدد من ممثلى الصحافة الروسية المعتمدين لدى الكرملين.
ما بين محاولات السعودية استدعاء العالم للمنطقة والتقارب الامريكي الروسي ، هل هذا نذير حرب ام سلام ؟