"كنت عاوزة أؤدبه بس.. والله ما كان قصدي أموته".. كانت هذه الكلمات الأولى للأم المتهمة بقتل طفلها الطالب بالصف الثالث بالمرحلة الإعدادية، بعدما طعنته طعنة نافذة بالصدر لرفضه استذكار دروسه داخل منزلها بقرية "هرية رزنة" التابعة لمركز ومدينة الزقازيق، بمحافظة الشرقية.
"زوجي متوفي من 7 سنوات وساب لي 4 أطفال، أكبرهم عبدالله اللي مات بسبب إني كنت عاوزاه يذاكر وخبطته من غير قصد وراح قصاد عيني"، تضيف "جميلة.م.م" 38 عامًا، مُدرسة، أن "عبدالله" كان أكبر إخوته هو وشقيقته التوأم "عائشة" وقتما توفي والدهم، حيث كان عمر التوأم 8 سنوات، وشقيقتهما الصغرى "فاطمة" 3 سنوات، و"عبدالرحمن" سنتين، وهو ما أجبرها على أن تعيش وحدها لأجل أطفالها، وأن تكون لهم الأم والأب.
وعن يوم الواقعة، قالت الأم، إن نجلها لم يكن في المدرسة في ذلك اليوم، وحينما طلبت منه استذكار دروسه، أمسك الكتاب و"نام على ظهره على السرير أكتر من ساعتين، وعاتبته قال لي فكك مني وإحمدي ربنا إني ماسك الكتاب".
وتابعت: "قولت له إنت الكبير والقدوة لإخواتك، لكنه دخل غرفته وقفل الباب، وفضلت أخبط ولما فتح لي ضربته، بس هو فضل يعلي صوته وأنا خارجة في الصالة كان في سكينة صغيرة حدفته بيها من غير قصد عورته، وما عرفتش كده غير وأخته بتقول لي إن عبدالله بينزل دم من صدره".
وأشارت الأم إلى أن وفاة نجلها تأكدت فور نقله إلى مستشفى "الأحرار" التعليمي، بمدينة الزقازيق، وبعدها جاء ضابط شرطة وسألها فأكدت ما حدث وأنها لم تكن تقصد، حيث تم احتجازها بالمركز على ذمة التحقيقات لـ20 يومًا، حتى قرر القاضي إخلاء سبيلها بكفالة 5000 جنيه على ذمة التحقيقات.
كان اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا من مستشفى "الأحرار" التعليمي بمدينة الزقازيق، بوصول (عبدالله.س - 14 سنة)، طالب بالصف الثالث الإعدادي، مُقيم بقرية "هرية رزنة" التابعة لدائرة مركز الزقازيق، مصابًا بطعنة نافذة بالصدر، وتوفي وصوله مباشرة.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدة الطفل، وتُدعى "جميلة.م.ال"، ربة منزل، فيما جرى ضبطها، وأقرت بأنها لم تكُن تقصد قتله، حيث كانت تقصد تأديبه فقط، وذلك بسبب رفضه استذكار دروسه، فيما تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وجرى ضبط الأم المتهمة والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت حبسها على ذمة التحقيقات.
وقرر المستشار حازم بشير، رئيس محكمة جنح مستأنف الزقازيق، الأحد الماضي، إخلاء سبيل الأم بكفالة 5000 جنيه، على ذمة التحقيقات؛ وذلك بعدما تقدمت النيابة بطلب استئناف على قرار إخلاء سبيلها، قبل أن يؤيد القاضي قرار إخلاء السبيل.