عانى في طفولته من الوحدة.. وفكر كثيرًا في الانتحار
كتب - نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم، ولد الفيلسوف وعالم المنطق الشهير، برتراند راسل، والذي كان له نظريات ومواقف مازالت خالدة في التاريخ.
من عائلة مرموقة
ولد برتراند أرثر ويليام راسل، في 18 مايو عام 1872، في "ويلز" لأسرة ليبرالية من أرستقراطية بريطانيا، وكان من عائلة مرموقة حيث كان جده لأبيه، جون راسل وإيرل راسل الأول، دوق بيدفورد السادس، والذي شكل الحكومة مرتين بطلب من الملكة فيكتوريا في أربعينيات وستينيات القرن التاسع عشر، بينما كان والداه راديكاليين، ومن أوائل المنادين بتحديد النسل في وقت كان يعتبر الأمر فاضحاً.
طفولة وحيدة
تلقى تعليمه في المنزل على يد من المدرسين الخصوصيين، وفي مراهقته، خيمت عليه الوحدة، وكثيرا ما فكر في الانتحار، إلا أن أكبر اهتماماته كانت الدين والرياضيات وأن رغبته في تعلم المزيد من الرياضيات ردعته عن الانتحار، كما ذكر في مذكراته، وحاز راسل على منحة دراسية إلى كلية ترينتي في كامبريدج حيث باشر دراسته هناك عام 1890.
بداية أعماله
أول ما نشر من أعمال برتراند راسل كتاب الديمقراطية الاجتماعية الألمانية، وفي عام 1905 كتب مقالته عن التدليل، وأصبح عام 1910 محاضراً في جامعة كامبردج حيث قابل طالب الهندسة النمسوي لودفيش فيتغنشتاين والذي أصبح أحد طلبة الدكتوراه والذي اعتبره عبقرياً وخليفاً يستطيع استكمال عمله حول المنطق.
داعي للسلام
في مراحل مختلفة من حياته، كان راسل ليبرالياً واشتراكياً وداعية سلام إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق، وقاد الثورة البريطانية "ضد المثالية" في أوائل القرن العشرين، يعد أحد مؤسسي الفلسفة التحليلية إلى جانب سلفه كوتلب فريج وتلميذه لودفيش فيتغنشتاين كما يعتبر من أهم علماء المنطق في القرن العشرين.
مناهض للحرب
يعتبر "راسل"، مناهضا للحرب، وأحد أنصار التجارة الحرة ومناهضة الإمبريالية، وتعرض للسجن بسبب نشاطه الداعي للسلام خلال الحرب العالمية الأولى، وتصريحاته ضد هتلر وستالين، ودور أمريكا في حرب فيتنام، وقد حاز عام 1950 على جائزة نوبل للأدب تقديراً لكتاباته المتنوعة والمهمة والتي يدافع فيها عن المثل الإنسانية وحرية الفكر، وتوفي عن عمر يناهز سبعة وتسعين عاما.