الأقباط متحدون | أيها السلفيون لا تخربوا الوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٧ | السبت ٢٩ اكتوبر ٢٠١١ | ١٧ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أيها السلفيون لا تخربوا الوطن

السبت ٢٩ اكتوبر ٢٠١١ - ٣٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : البير ثابت فهيم

يشعر معظم المصريين بالمرارة والحزن لما حدث في مذبحة ماسبيرو وخاصة الأقباط ، ويزيد من حالة المرارة والحزن ما يردده بعض السلفييين ( أصحاب الأفكار الوهابية ) من إدعاءات كاذبة وافتراءات عما جرى في أحداث ماسبيرو ، وقولهم بأن الأقباط كانوا مسلحين في المسيرة وقاموا بضرب قوات الجيش ، بل لعن أحدهم الشهيد مينا دانيال ، وقال : مين قال أنه شهيد وغيرها من الألفاظ الجارحة ... فهؤلاء التكفيريين لم نكن نسمع لهم صوتاً ولا نري عنتريتهم إلا بعد الثورة ... لم نري وجوههم وأفعالهم المدمرة وكراهيتهم للحرية والديمقراطية إلا من خلال أقوالهم وتصرفاتهم ... فنحن لا نعرف تحديداً ماذا يريدون ؟! ، هل يريدون أن تتحول مصر الحضارة إلي دولة أفغانية أو عراقية أو صومالية ؟! ... كانوا صامتين وفجأة خرجوا علينا دون أحم أو دستور يطلبون إنشاء أحزاب سياسة والدخول في البرلمان وإقامة إمارة إسلامية... لقد تحولوا فجأة مائة وثمانون درجة ، فكانوا يعتبرون سابقاً بأن إقامة أي حزب سياسي من النظم العلمانية بل كانوا يحرمون الذهاب إلي صناديق الانتخابات والمشاركة فيها .. الخ فالـذي كان بالأمس حراما أصبح الآن حلالا.

لقد استغلوا المرحلة الانتقالية الحرجة عقب الثورة وبدأوا في إثارة المشاكل والمتاعب والتحريض على الفتنة الطائفية ، فبدوا بتحريض المصريين ليقولوا للتعديلات الدستورية ( نعم ) لأن من سيقول ( لا ) فهو إما علماني أو ضد الدين وأطلقوا عليها ( غزوة الصناديق ) ومن لا يعجبه ذلك فليرحل لبلد أخر ( نحن نحب بلدنا وحضارتنا الأصيلة ، بل نحترم كل القيم الإنسانية الأصيلة ، كما نؤمن جميعاً بالله الواحد القدوس الذي لم يوكل أحد من هؤلاء المتأسلمين المتشددين للتحدث باسمه ) .

الكل مصدوم ويتعجب من تصرفاتهم وأفكارهم الغريبة التي أكل عليها الدهر وشرب علي سبيل المثال وليس الحصر طلب أحدهم بتغطية التماثيل الفرعونية أو هدمها ، ومطالبة البعض بفرض الجزية علي الأقباط ، وتحريم خروج المرأة دون نقاب ، كذلك تحريم كرة القدم والغناء بأنواعه والرسم والتصوير أو حلق اللحية أو ارتداء البنطلون وتحريم الاحتفالات بالمناسبات الدينية كالمولد النبوي ! كذلك قيام بعضهم بهدم بعض الأضرحة مما دفع بالصوفيين لعمل دروع بشرية لحماية بعض الأضرحة الكبرى ، كما قاموا بتنظيم وقفه احتجاجية أمام سفارة السعودية بسبب تضامن السعودية مع التيار السلفي ، ناهيك عن الاعتداء على مسجد النور فى ميدان العباسية للاستيلاء عليه، والآن يقومون بالتهجم على الكنائس ، ولا نعرف مافي جعبتهم فيما بعد من أفكار وفتاوى .

أن السلفيون يعيشون في فترة المراهقة الديمقراطية ، كما أنهم غير ناضجين سياسياً ، فهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط ، ولا يقبلون لغة الحوار والأسلوب المنطقي، والتفكير العقلاني السليم بل يستخدمون القوة والبلطجة لتحقيق كل مآربهم ، لهذا يختلفون وينشقون على أنفسهم ، كما أصبحوا في الفترة الأخيرة مصدر للقلق والإزعاج بل منبوذين من غالبية المصريين على اختلاف مشاربهم لأنهم فقدوا مصداقيتهم ، كما توجد فئة منهم تحمل فكر تنظيم القاعدة ويتاجرون بالدين في العمل السياسي ( فهم في الحقيقة لا يعرفون كيف يديرون حتى مؤسسة دينية ) .

لقد صدق الدكتور والمفكر السياسي / طارق حجي عندما قال عليهم بأنهم مهووسين بالنساء والجنس وكلامهم كله خارج العصر ، والآن يريدون إدارة المجتمع المصري المتحضر على غرار النظام الوهابي أو الحماسي الذي تسبب في مآسي عديدة للشعب الفلسطيني الذي يعيش في غزة ، كما علق على أفكارهم العديد من المفكرين والكتاب ومنهم الكاتب / وائل لطفي في مقالته فى مجلة روز اليوسف بتاريخ 6/2/2010 بأن التيار السلفي يؤمن بأفكار هي في مجملها ضد فكرة الوطن والمواطنة بدءا من تحريم البرلمان والانتخابات وعمل المرأة ودورها السياسي، فضلا عن عدم إيمانه بأن الأقباط شركاء في الوطن أو أن لهم أية حقوق ..الخ .

وفي ذات السياق ، تمني الدكتور المستنير / خالد منتصر الذي يتعرض مراراً وتكراراً لقذائف صاروخية من تلك الجماعة المتشددة ومن أحد شيوخها الذي طلب على أحد القنوات الدينية بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن من سجنه ، والتي تتبناها الجماعات السلفية ، أن يطالبوا بالإفراج أيضاً عن أكثر من ألف معتقل مصري داخل سجون الوهابيين، كانوا قد سجنوا ليس لقتل أو تنفيذاً لفتوى سرقة محال ذهب لكنهم سجنوا تنفيذاً لسطوة وجبروت كفيل لم يصل إلى أسماعه بعد خبر إلغاء الرق والعبيد والجواري في القرن الحادي والعشرين.
أيها السلفيون أرفعوا أيديكم عن مصرنا الحبيبة ، ولا تزرعوا بذور الفتنه بين المسلمين المعتدلين ، وبين المسلمين والأقباط ، نحن نطمع جميعاً أن نري مصر دولة مدنية متحضرة تواكب دول العالم . كما ندعوهم الآن وبشدة إلى احترام النظام العام ومؤسسات الدولة والقانون ، وإلى النظر بعقل واعٍ وأعين مفتوحة إلى طبيعة واستحقاقات المرحلة التي تمر بها أرض الكنانة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :