الأقباط متحدون | من أجل حفنة كراسي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٦ | الأحد ٣٠ اكتوبر ٢٠١١ | ١٨ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من أجل حفنة كراسي

الأحد ٣٠ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
بدأ الصراع على السلطة منذ أن دخلنا في استفتاء حول ما إذا كان الصواب هو إحياء دستور سقط بسقوط النظام الذي كان مأيِّف الدستور على مقاسه أم نقيم دستور جديد؟؟.. الذين رأوا في إحياء الدستور فائدة لهم طالبوا بإحيائه، وأدخلوا الله في الاستفتاء، وأخرجوا ضميرهم من اللعبة، وبقوا يلعبون بالبيضة والحجر والذقن والجلباب، أما منْ أرادوا دستورًا جديدًا فكافحوا وكافحوا، لكن لم تكلل مجهوداتهم بالنجاح؛ لأن القائمين على إدارة البلاد أبوا أن يغضبوا أصحاب الجلاليب واللحي، فكانت الانتخابات نزيهة- بحسب معاييرهم والمعايير المطلوبة لمحتكري الدين- ولكن لم يستمر الأمر طويلًا، فسرعان ما عدل القائمون على إدارة البلاد عن موقفهم وألغوا نتيجة الاستفتاء، وأعلنوا إعلانًا دستوريًا!.

وتستمر المهزلة حينما نجد أن القائمين على إدارة البلاد حين تختلف معهم على أي أمر، يستندون لنتيجة الاستفتاء في شرعية ما يفعلونه، مع أنهم بأنفسهم ألغوا الاستفتاء وقضوا عليه!، والأكثر غرابة أن منْ طالبوا بتعديل الدستور لم يفتحوا أفواههم معترضين على إلغاء نتيجة الاستفتاء، وكأنهم متفقين على ذلك، واستمروا يضحكون على أنفسهم بأن الاستفتاء ساري المفعول، مع أنه ملغي ملغي ملغي يا ولدي.

وبقى الصراع على السلطة يدور حول ميدان "التحرير"، ظانين أن من يملك الميدان ويحشد الأكثر يسود، لكن اكتشفوا فيما بعد أن من يداهن المجلس ويتفق مع المجلس على مصالح مشتركة بينهما، هو- وهو فقط- من يملك السلطة والسيطرة، وهكذا خفت صوت الميدان وعلا صوت حركة الكراسي على الأرض؛ فبعد أن كان يجتمع المجلس مع شباب الثورة، صار يجتمع فقط مع الأحزاب جديدها وقديمها، ثم بقى قديمها فقط، ثم يجتمع مع نفسه ويرسل عضوين من لدنه يقولون كلامًا كثيرًا في حوار من طرفين مختلفين، وكأن طرفي الحوار الأستاذة "منى الشاذلي" والأستاذ "إبراهيم عيسى" من طرف وعضوي المجلس من طرف آخر، لم يكونا في مكان واحد، وكل منهما كان في مكان آخر غير الذي يجلس فيه الآخر، ولا يسمعان بعض!!.

ومنذ أقل من أسبوع، انتهى الجميع من تقديم أوراقهم للصراع على حفنة كراسي، فمن أجل حفنة كراسي كل ما سبق قصه لحضرتك حدث، بعنا "مصر" لأجل حفنة كراسي لأجل السلطة، نسينا الثورة لأجل حفنة كراسي، ليس فقط لـ 498 كرسيًا في مجلس الشعب وحفنة كراسي في مجلس الشورى، وإنما لـ 18 كرسيًا في مجلس آخر لا أعرفه، ولكن أعتقد أنك تعرفه، أظنه مجلس اتحاد الكرة، لكن كل ما حكيته لحضرتك دار صدقني؛ لأن الكل يتصارع على حفنة كراسي. فالكرسي في بلادنا أهم من الكنب، والكرسي هو رمز السلطة، والسلطة في "مصر" أهم من "مصر" والثورة، وأهم من ضمائرنا التي ماتت يوم أن قلنا أن الله عز وجل له علاقة بالاستفتاء، وخالفنا ضميرنا، وخالفنا مبادئنا، وكأننا بشر خُلقوا للجلوس على حفنة كراسي.

المختصر المفيد، لا يصنعك الكرسي ولكن اصنع الكرسي، ولا تتمسك بالكرسي، وتذكَّر أنه لو كانت دامت لغيرك ما كانت وصلت لك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :