بقلم / مجدي محروس ابودخانة


تميزت حركات الإسلام السياسي منذ نشأتها بفكر شبه موحد وان اختلفت التيارات الداخلية أو الأساليب (عنف أو لا عنف) لكن جميعها اتفق على هدف واحد وهو الشريعة الإسلامية والحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية


وعبر عقود طويلة حافظت التيارات الإسلامية (أو جماعة الإخوان المسلمون حيث أنها أقدمهم) على هدفها وان تلونت بكافة الألوان السياسية تمشيا مع الواقع السياسي.


على الجانب الآخر لم نجد أية حركة قبطية بفكر محدد صريح أو تبني واقعية و فكر أو رؤية واضحة لمستقبل ممنوع التفكير فيه.
فقد اعتدنا مثلا مطالب وبخاصة من أقباط المهجر بتعيين المسيحيين في مراكز كبيرة أسوة بالمسلمين وبعض المطالب الأخرى التي تتعلق بالمساواة وكأن هذا هو حل المشكلة القبطية بضعة مناصب و كنائس وكفى
وهاهي حادثة نجع حمادي والتي حدثت في محافظة رئيسها قبطي شاهدة بذلك-فماذا استفدنا بمحافظ قبطي يريد الحفاظ على مركزه وليذهب القبط الى الجحيم....!
وكأن النظام وقتها يريد إيصال رسالة خفية للقبط "ها هو المسيحي ماذا أفادكم؟"


وإذا استعرضنا ملخصا سريعا للمجموعات الفكرية القبطية سنجد تضاربا وتخبطا واضحا جدا
فمن أقصى الشمال المجموعة الرسمية التي تظهر في وسائل الإعلام وتلمعها جهات معادية لشعبنا لتوضح ان القبط يعيشون ازهي عصورهم تحت حكم إسلامي رشيد وكله آخر حلاوة إلى أقصى اليمين من يريد إنشاء دولة قبطية من خلال جهاز الكمبيوتر من واشنطن !!!
و من أسباب تخبط الفكر القبطي أيضا التضارب في المصالح بين الجماعات المختلفة من القبط بل والانتماءات العقائدية المختلفة مما جعل القضية القبطية تائهة في غياهب المصالح والمنافع ......


فالقضية القبطية مثلها مثل اي قضية عادلة هناك من يريد ركبوها لتحقيق منافع عدة بدءا من تمويل من احد الجهات الأجنبية لأحدى المراكز الحقوقية وانتهاء بمنصب سياسي وليذهب الشعب القبطي إلى الجحيم.


وإلا فليفسر لنا احد لماذا فشل "مشروع الكونجرس القبطي" حتى هذه اللحظة ؟!


لن نستطيع ان نواجه اية تحديات مالم يكن لنا فكر واضح المعالم و مبني على ارض
الواقع فالعالم يجري من حولنا سريعا جدا بسرعة البرق.
يكفي ما ضاع من عمر شعبنا محاولا معرفة ما يريد وكيف يحقق ما يريد ولازالنا فلنركز قوتنا الآن على "معرفة ما نريد وكيف نحقق ما نريد"