اعتبر المعهد الألماني الاتحادي لتقييم المخاطر جهل الألمان ببكتيريا كامبيلوباكتر أمرا أشد خطرا من الإصابة بهذه الجراثيم المسببة للاسهال.

 
إيلاف من كولون: في استطلاع واسع للرأي بين الألمان توصل المعهد الألماني الاتحادي لتقييم المخاطر إلى ان 66% من الألمان يجهلون هذه البكتيريا ولايعرفون المخاطر الناجمة عنها، وخصوصاً عندما تصيب الأطفال والشيوخ.
 
وتعرف نسبة 89% من الألمان الكثير عن التسمم بالسالمونيلا، وعن التسمم بالطعام، وعن بكتيريا إي- كولي، وكذلك عن مخاطر الأغذية المعدلة وراثياً، إلا ان غالبية الثلثين لاتعرف شيئاً عن بكتيريا كامبيلوباكتر رغم شيوع إسمها كـ"بكتيريا المطابخ".
 
تلتصق بكتيريا كامبيلوباكتر عادة بالغشاء الداخلي للامعاء وتخترق خلاياه، ثم تفرز سمومها مباشرة في خلايا بطانة الأمعاء، وهذا هو المسبب الرئيسي للاسهال عند البشر.
 
تعيش بكتيريا كامبيلوبكتيريا في القنوات الهضمية للحيوانات وتنتقل إلى الإنسان عن طريق تناول لحوم هذه الحيوانات النيئة أو غير المطبوخة جيداً، أو عن طريق التماس مع براز الحيوانات الأليفة في البيت، أو مباشرة من الإنسان إلى الإنسان عن طريق المصافحة (عدم غسل اليدين بعد استخدام المراحيض)... إلخ. كما يمكنها العيش لفترة في الطبيعة، أي خارج المضيف (أمعاء الحيوانات).
 
ولا تسبب البكتيريا العوجاء (كما تعني ذلك صفة كومبيلو باللاتينية) المرض إلى الحيوانات التي تعيش في بطونها، لكنها تسبب التسمم للإنسان عند تسللها إلى قناته الهضمية. وتترافق العدوى عادة بارتفاع درجة الحرارة والاسهال والتقيؤ وآلام الرأس والعضلات الجسدية.
 
أشهر مسببات الإسهال في أوروبا
هي من أشهر مسببات الاسهال للإنسان في أوروبا، وتنتشر عادة في الفصول الحارة من السنة، وتصيب 9 ملايين أوروبي سنوياً، بحسب تقديرات المفوضية الصحية الأوربية.
 
ويرتبط انتشارها بظاهرة "المطبخ غير النظيف" واللحوم النيئة.
 
وتعتبر اللحوم، وخصوصاً لحوم الدواجن وبيوضها، من أشهر مصادر العدوى ببكتيريا كامبيلوباكتر. وقد تتسبب بها قطعة خشب قطع اللحوم عند اغفال تنظيفها جيداً بعد استخدامها، أو ربما سكين قطع اللحوم غير النظيفة، وربما اللحم المفروم غير المطبوخ والنقانق والحليب الملوث ومنتجاته، أو الماء غير المعقم (الينابيع مثلاً).
 
قد تنتقل العدوى من إنسان إلى آخر بسبب المصافحة، أو من خلال الحيوانات الأليفة، وهذا يسري على مربي الكلاب والقطط في بيوتهم.
 
ولا تشكل العدوى خطراً على السليمين والشباب، لكنها قد تكون خطرة على الأطفال وكبار المسنين المعانين من ضعف نظام المناعة الجسدي.
 
تدوم فترة المرض بين 2-5 أيام، وربما تمتد الفترة إلى 10 أيام عند الأطفال والشيوخ ضعيفي المناعة. ويبقى الإنسان المصاب بها معدياً لفترة 2-4 أسابيع، وهذا يعني ان المريض يبقى معدياً بعد فترة زوال الأعراض.
 
تسمى عدوى كامبيلوباكتر بمتلازمة جيليان باريه حينما تصيب الجهاز العصبي، وهي حالة نادرة، لكنها غير مستبعدة، وينبغي الوقاية منها عبر العلاج في الحال.
 
جهل مخاطر العدوى في المطبخ
وذكر البروفيسور انرياس هينزل، رئيس المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر، ان اهتمام المستهلكين بالصحة الوقائية يرتفع بإطراد، إلا ان المستهلك يقلل دائماً من شأن العدوى المطبخية.
 
واستطلع هينزل وفريق عمله آراء 1000 ألمانية وألماني، من عمر يزيد عن 14 سنة، عن مدى معرفتهم بمخاطر جراثيم المطبخ، فاتضح ان 96% يعرفون عن السالمونيلا، لكن 66% يجهلون الكامبيلوباكتر. وهو استطلاع سنوي يجريه معهد تقييم المخاطر بهدف معرفة الوعى الصحي للألمان.
 
ويثبت الاستطلاع أيضاً ان وعي الألمان بمخاطر الميكروبلاستيك الصحية، ومخاطر الأغذية المعدلة جينياً، يزداد. وشمل هذا الإرتفاع في الوعي مواضيع بيئية مثل خطر الغازات المنطلقة عن الديزل، وخطر ذرات السخام التي تنطلق عن عوادم السيارات.
 
في نفس الوقت، عبرت نسبة 57% من الألمان عن مخاوفها من زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وبقيت نسبة 30% من الألمان على مخاوفها من المواد الغريبة التي قد تستخدم في مواد التجميل.
 
الجدير بالذكر أن وزارة الصحة الألمانية تحصي 70 ألف إصابة بالاسهال الذي تسببه البكتيريا المطبخية في السنة، يحصل معظمها في الصيف ونتيجة تناول اللحم غير المطبوخ جيداً.
 
ورغم النصائح بعدم الاكثار من الكحول، يبدو ان البكتيريا المطبخية أضعف من الإنسان تجاه الكحول. ففي مارس2000 تسببت وجبة سمك تونة بتسمم 120 اسبانيا حضروا حفلة في مدينة كاستيلون. وأصابت العدوى 95% من الذين لم يتعاطوا الكحول في الحفلة، لكنها لم تصب سوى 50% ممن تعاطوا الكحول بشكل معتدل في تلك الليلة.