في صورة تعكس مشاعر المحبة العيش المشترك جسدتها الكنائس القبطية بمختلف الطوائف المسيحية من خلال إقامة حفالات الإفطار بمختلف المحافظات ، ولعل لهذا الحدث ما يعكس الجوهر المصري الذي ينعم بالمحبة و الوحدة الوطنية فضلًا عن وحدة المصريين في محبة هذا الشهر العظيم الذي يتميز بنكهة خاصة تمنحه خصوصية في وجدان جميع المصريين لما يتمتع به من أجواء و مظاهر احتفالية توحد أبناء الحى الوحد بل أبناء المجتمع بصورة واحدة ، فشهر رمضان ذو بهجة و بريق يلمع في أعين أبناء المجتمع المصري ويتحد عليها أبناء المجتمع القبطي والإسلامي، ولعل لهذا السبب يتفرد المجتمع المصري عن غيره من المجتمعات.
و في هذا السياق فقد تعانق الصليب مع الهلال في محافظات مصر، لتعكس مشاعر الأخوة التي تجسدت من خلال حفلات الإفطار التي جمعت أبناء الكنائس و قياداتها بالمسلمين و القيادات الإسلامية ، فقد أقامت الكنائس القبطية بطوائفها الخمس حفل إفطار الصائمين ولعل أبرز هذه الكنائس كنيسة السيدة العذراء مريم و مارجرجرس و الأنبا باخوميوس بحوض عشرة التابعة للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، يوم الأربعاء الذي تزامن مع احتفال الوطني بذكرى عيد النصر في العاشر من رمضان ،حفل إفطار داخل جدران الكنيسة بمشاركة عددًا من كهنة الكنائس الأرثوذكسية المتمثلة في كل من القس باخوميوس نصحي ،و القس يرئيل عزت كاهن كنيسة القديسة السائحة مريم المصرية، و القس حلمي كنيسة العذراء والبابا كيرلس السادس بالزويدة.
وقد تخلل هذا اللقاء أزهى صور الوحدة الوطنية و المشاركة الوجدانية بين أبناء الكنائس بأقرانهم المسلمين و تجلت هذه الصورة من خلال مشاركة الكهنة في تحضر موائد الإفطار لتقديمها للصائمين و مشاركة الطقوس الإسلامية بين شعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية و أهالي المنطقة و أعضاء
مجلس النواب و القيادات السياسية و ممثلي الأوقاف و الأزهر الشريف.
وعن الكنيسة الأسقفية فقد أقامت حفل إفطار مهيب بمناسبة هذا الشهر الفضيل برئاسة المطران الدكتور منير حنا الذي عبر عن سعادته بمشاركة فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبدالعاطي المنسق العام لبيت العائلة المصرية و النائب عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وفضيلة الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية السابق و الرموز الإسلامية الكبيرة،و المستشار عدلي حسين محافظ المنوفية الأسبق، والسفير الإنجليزي جيفري آدمز، كما أكد في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة على أهمية الوحدة التي تجمع أبناء المجتمع رغم الاختلافات العقائدية إلا أن هناك الوحدة الوجدانية و الإيمانية توحدها محبة الله و أشار أن الجميع من أبناء نسل إبراهيم عليه السلام لذا يحمل الجميع محبة و أخوة بعضهم البعض.
و من جانبه عبر الدكتور محمد عبدالعاطي عن شكر و تقدير الشيخ أحمد الطيب لهذا الحفل معبرًا عن أهميته لما تعكسه من مشاعر محبة و تنفيذًا لأمر الله الذي أمر عباده على هذه المحبة في جميع الأديان و المعتقدات التي و إن اختلفت جوهريًا توحدت في هذا الأمر، مشيرًا أن هذه الاجتماعات تعيد مشاعر التماسك و الوحدة في مواجهة محولات التفرقة من المتعصبين غير منتمين لهذا المجتمع المحب منذ آلاف السنين، كما عبر الشيخ على جمعة في كلمته عن شكره وتقديره للكنيسة الأسقفية و على رأسها المطران منير حنا في هذا الحفل التي تجدد مشاعر الوحدة الوطنية.
أما عن الكنيسة القبطية الكاثوليكية
فقد أقامت حفل إفطار الصائمين برئاسة ممثلها نيافة الأنبا مكاريوس توفيق مطران الأقباط الكاثوليك بالإسماعيلية ومدن القناة، وضم هذا الحفل عددًا من القيادات الإسلامية بمدينة العاشر من رمضان، كما استهل اللقاء بالسلام الوطني وعدد من الفقرات و الأناشيد القومية التي تحث على مشاعر الأخوة و المحبة و القرابة الإنسانية بين جميع البشر ، عقبها ألقي نيافة المطران لكلاً بعض الكلمات التي عبر خلالها عن أهمية مشاعر الإخاء و المحبة و المشاركة الوجدانية بين أبناء المجتمع الواحد في مختلف المناسبات التي تعكس صور الوحدة الوطنية.
ومن جانبه عبر الشيخ سعيد عامر أحد الرموز الاسلامية بالمدينة عن أهمية هذه الحفلات واللقاءت التي تدعو إلى التسامح و المحبة و هى ما توحدت عليها الديانات السماية جميعها التي أمرت أبنائها على تعمير الأرض بالمحبة والسلام واختتمت الأمسية بكلمة من الأب يوحنا مينا والذي عبر عن أهمية هذه المناسبات التي توحد الصفوف وتأكد على مشاعر المحبة.
كما قامت الكنيسة الإنجيلية بالشرابية بتنظيم حفل افطار الصائمين داخل الكنيسة لتضم أهالي المنطقة و ممثلى القيادات الإسلامية ، و تجسدت المحبة عندما اقامت صلاة المغرب داخل الكنيسة عقبها تناولا الحاضرين الإفطار بمشاركة كل من القس أيمن سامي نائب رئيس مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية وراعي كنيسة الشرابية، فضلًا عن قيادات سنودس النيل الإنجيلي ومجمع القاهرة وأعضاء مجلس النواب عن دائرة الشرابية والزاوية والوايلي.
وأكد القس أيمن سامي خلال كلمته التي ألقاها في هذا اللقاء عن أهمية التعايش والمحبة رغم الاختلافات المذهبية و الجوهرية مشيرًا إلى أن هذا ما يوحد الصفوف المصرية وهو مايميز هذا الشعب.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن تقيم كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بقمولا التابعة للأقباط الأرثوذكس،بمركز القرنة بالأقصر،حفل الإفطار السنوي غدًا الخميس، برعاية و إشراف نيافة الأنبا يوساب أسقف عام الأقصر ،وبمشاركة كل من القس فلوباتير رزق راعي الكنيسة و رفائيل مفيد خادم الكنيسة فضلًا عن حضور لفيف من الآباء الكهنة و أبناء الكنيسة برفقة أهالى المنطقة و الرموز الاسلامية و ممثلي القيادات السياسية في هذه المناسبة، يأتي الحفل تحت شعار آية الكتاب المقدس(مز 133:1) "هوذا ما أحسن و ما أجمل ان يجتمع الإخوة معًا".