قال علماء، الأربعاء، إنهم اكتشفوا أحافير لأقدم نوع معروف من الفطريات، الأمر الذي قد يعيد تشكيل فهمنا لكيفية وصول الحياة لأول مرة إلى الأرض من المحيطات.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، ظهرت الحفريات الجديدة خلال رحلة استكشافية جيولوجية، عام 2014، إلى حواف جرداء في القطب الشمالي الكندي، حيث لاحظ عالم الأبحاث في هيئة المسح الجيولوجي الكندية روبرت راينبيرد بقعا سوداء على قطعة من الصخر الزيتي.
والفطريات كائنات حية لكنها غير مرئية في عالمنا، فمعظم الناس يرونها فقط في فطر الغاريقون أو فطر المشروم (عيش الغراب) المتناثر على البيتزا.
لكن الحقيقة العلمية تقول إن العلماء توصولوا إلى حوالي 120 ألف، من أصل نحو 3.3 مليون نوع من الفطريات. ويبلغ نصيب جميع الثدييات الحية من هذه الفطريات أقل من 6400 نوع.
وبمقارنة الحمض النووي للأنواع المختلفة المكتشفة حتى الآن، رسم العلماء شجرة تطور سلالات الفطريات.
وكانت حفريات اسكتلندية من بين أوائل أعضاء المملكة الفطرية، إلا أن نتائج الحمض النووي لشجرة التطور دفعت العلماء إلى الاعتقاد بأن فطريات حية سبقت حفريات اسكتلندا.
وفي عام 2014، تعرف العالم الكندي راينبيرد إلى صخر زيتي في القطب الشمالي ببلاده، وأقنعت دراسته للصخر وما وجده فيه من فطريات، بالتعاون مع جامعة بلجيكية، العلماء في محاولاتهم المستميتة لسد الفجوة الزمنية في السجل الأحفوري بين أقدم حفريات عثر عليها في اسكتلندا والحياة التي تواجدت على الأرض قبل هذا الاكتشاف.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة مجهرية لفطر Ourasphaira giraldae. وقالت إنه أقدم حفرية فطرية اكتشفها العلماء حتى الآن، ويعود تاريخه إلى مليار سنة.
ويعتمد نمو الفطريات بشكل كبير على طريقة تغذيتها الفريدة. فبدلا من امتصاص أشعة الشمس مثل النباتات، أو التهام الكائنات الحية الأخرى مثل الحيوانات، تنتشر الفطريات من إنزيمات قوية تحطم وتلتهم الخلايا المحيطة بها، حتى لو كانت صخورا.
وتستخدم الفطريات هذه الاستراتيجية بعدة طرق، فيهاجم البعض أجسامنا، مما يسفر عن مخاطر صحية، بينما هناك أنواع أخرى تنمو على جلود الضفادع والسلمندر، مما يهدد مئات الأنواع منها بالانقراض. ولم تسلم النباتات أيضا، حيث تشكل بعض الفطريات تهديدا كبيرا لمحاصيل العالم.