عبد المنعم بدوى
كانت مصر فى العصر المملوكى يحكمها حكام كاذبون ... وقحون فى كذبهم ، منحوا أنفسهم القاب تدعوا الى الضحك الى حد البكاء ، حيث تتناقض مع واقع وأسلوب حكمهم ، فمنهم من أطلق على نفسه لقب " الملك العادل " وكانت مصر فى عهده لم تر ظلما وفجرا كما رأته فى أيامه ، والأخر سمى نفسه " الملك المظفر " وهو الذى لم ينتصر فى معركه حربيه واحده خاضها ، ومنهم من سمى نفسه " الناصر لدين الله " وهو الذى طبقت شهرته الآفاق فى الفجور واللصوصيه والفساد .
وعندما تولى ـ أسماعيل بن ناصر قلاوون ـ الحكم سمى نفسه " الملك الصالح " وكان من آيات صلاحه أن تفرغ لشئون اللهو والغناء والطرب ، وأحتساء الخمر ومعاشرة النساء ، ومن فرط صلاحه أنتشرت الرشوه فى عهده حتى أصبحت تقليدا رسميا أنشأ لها ديوان أو صندوق سماه " البزل " أو " البرطيل " ... يتبرع فيه أى فرد " بالمعلوم " فتقضى حاجته ، وأذا أمتنع قفلت عليه حنفية الخير ، وكان على الشعب أن يدفع ثمن " صلاح " الملك الصالح ، فالناس يشترون المناصب والمشاريع بالمال ثم يجمعونه بعد أن تسند اليهم الوظائف أو المشاريع من الشعب مرة أخرى ، ليسود البلاد فى عهده الغلاء الفاحش .
لكن هذه الأكاذيب قوضت النظام المملوكى ، حتى تم طردهم والقضاء عليهم " بأكذوبة مذبحة القلعه " التى خدعهم فيها " محمد على " حيث دعاهم للعشاء وقام بقتلهم .
إن الذين يحكمون بالأكذوبه يفقدون السلطه وحياتهم بنفس " الأكذوبه " .