الأقباط متحدون | المجلس العسكري برئاسة طنطاوي يدير مصر بعقلية مبارك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١١ | ١٩ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجلس العسكري برئاسة طنطاوي يدير مصر بعقلية مبارك

الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٣: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
رغم مرور ثلاثة أسابيع على مذبحة ماسبيرو إلا أنني لازلت أعيش في حالة ذهول وحزن شديد لما حدث.. لازلت في حيرة غير مصدق أنه يوجد بلد على وجه الأرض يمكن لقيادتها أن تخطط وتدبر مثل الشياطين لقتل مواطنين لها خرجوا في مظاهرة سلمية برصاص القناصة التابعين لها، ودهسهم بعجلات مدرعات جيشها لكي تسوي أجسادهم بأرض الشارع، ثم إلقاء جثثهم في مياه النهر مثلما حدث في مصر يوم 9 أكتوبر من هذا العام 2011 !!
لازلت في حالة عجز عن الفهم غير مصدق أن تستغل دولة ما إمكانياتها الضخمة، وجيشها وجهاز أمنها ومخابراتها وإعلامها، ليس لحماية مواطنيها والحفاظ على سلامتهم، ولكن لقتلهم عمدًا بدم بارد لم تعرف البشرية مثيلًا له من قبل، ثم إلقاء اللوم ببرود عجيب ووقاحة غريبة على الضحايا المسالمين، وإعادة قتلهم مرة ثانية أخلاقيًا وأدبيًا عبر وسائل الإعلام المملوكة للدولة.
ما حدث يوم 9 أكتوبر لا يمكن ولا يجب أن ينسى أو يمحى من الذاكرة أبدًا، حتى يقف جميع الذين خططوا وأعطوا الأوامر، وشاركوا في تنفيذ الجريمة البشعة أمام العدالة الدولية والإنسانية، لأنها لم تكن فقط جريمة بشعة ضد الشهداء المصريين المسيحيين الأبطال، وإنما ضدنا جميعا كمصريين أولًا وبشر ثانيًا. والمقرف والمثير للغثيان أنه كما جرت العادة أيام الرئيس السابق مبارك، لم نجد المشير طنطاوي يكلف خاطره ويقول كلمتين ونصف لتهدئة الوضع المتوتر، وتطيب خاطر أسر الشهداء الذين طحنت عظامهم مدرعات الجيش المصري، وإنما التزم الصمت التام الذي سوف يدان عليه يومًا ما، سواء على الأرض أو في السماء، وترك بعض أعضاء مجلس العسكر يطلون علينا بوجوهمم المستفزة عبر شاشات التلفزيون المصري والفضائيات، لا لكي يعتذورا عن جريمتهم ويعلنوا بشجاعة الرجال تحملهم مسئولية ما حدث للمتظاهرين، أمام ماسبيرو، أو على الاقل يعدوا بأن تأخذ العدالة مجراها، ولكن لكي يكذبوا ويعطوا مبررات ساذجة ويدعوا عكس ما حدث في محاولة رخيصة للغاية لتبرئة المجرمين القتلة وإدانة الضحايا والأبرياء، وهو نفس ما كان يحدث من مبارك والسفاح العادلي !!
لقد كان واضحًا من البداية عندما قام المشير طنطاوي بإخراج المعتقلين من السجون المصرية من سلفيين وأخوانجية وجهاديين وانتحاريين وغيرهم، وتعويضهم بالملايين من أموال المصريين الغلابة عن السنوات التي قضوها في المعتقلات، ثم اختيار الاخوانجي المعروف صبحي صالح هو والأخوانجي الآخر طارق البشري لكى يكون الأول عضوا في لجنة تعديل الدستور، والثاني رئيسًا لها. إنه -أي المشير- يسير على نفس الطريق الذي كان مبارك يسير عليه، ويتبع نفس النهج والأسلوب في اللعب بورقة الدين، وحكاية المسلم والمسيحي، من أجل تحقيق مكاسب سياسية .
كلنا يذكر للرئيس السابق أنه كان يتمتع بمشاهدة مباراة كرة قدم هو وأولاده مباشرة عقب غرق السفينة التي كانت تحمل المصريين العائدين لوطنهم من السعودية، وموت أكثر من ألف وخمسمائة غرقًا في مياه البحر الأحمر، رغم أنه كان من الواجب عليه ترك كل مشاغله وإلغاء كل مواعيده والتواجد وسط أسر الضحايا، ومشاركتهم في أحزانهم، إلا أنه لم يكترث أو يبالي كأن الذين غرقوا كانوا مجرد حشرات أو مواطنين دولة عدوة لمصر. نفس الشىء تكرر من المشير عندما رأيناه مهمومًا بقضايا الفلسطنيين ومشغولا باللقاءات والمقابلات التي يجريها مع قادتهم لحل مشاكلهم، مباشرة بعد مذبحة ماسبيرو، رغم أنه كان من الواجب عليه تقديم التعازي لأسر الضحايا بصفتهم مواطنين مصريين، هو المسئول الأول والأخير عن أمنهم وسلامتهم، وأي أذى أو ضرر يلحق بهم بحكم موقعه الذي يشغله حاليًا كحاكم مؤقت لمصر، حتى انتخاب رئيس بعد عام أو اثنين ولكنه للأسف لم يكثرث من قريب أو بعيد، كما لو أن الأمر لا يعنيه، لأن من ماتوا لم يكونوا إسرائيليين أو سلفيين أو أخوانجية وإنما مواطنين مصريين مسيحيين.
يؤسفني أن أقول أن مذبحة ماسبيرو كشفت تمامًا الوجه الآخر للمجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوي، وأوضحت بالدليل أن مصر لم تتغير إلى الأفضل بعد إسقاط مبارك وشيطانه المخلص عاشق الدماء السفاح حبيب العادلي، كما كنا نأمل ونحلم، وإنما تغيرت كثيرًا إلى الأسوأ، فبعد أن كان التعصب والتمييز يتم على حياء وفي صمت، أصبح علانية في الشوارع ووسائل المواصلات والصحف والتلفزيون ومكبرات الجوامع.. أما قتل غير المسلمين بدون أي أسباب أو مبررات والاعتداءات المتكررة على دور عبادتهم وأملاكهم، فقد صار في ازدياد مخيف لعدم حيادية الدولة وانحيازها ومشاركتها أحيانًا وتعصبها ضد طرف على حساب الطرف الآخر، طبقًا لهوية المواطن الدينية .
على أي حال نذكر القائمين على الأوضاع في مصر أن البلد لم تعد تحتمل المزيد من التعصب واللعب بورقة الدين، واتباع سياسة فرق تسد، كما كان يحدث أيام السادات ومبارك، لأن معالم نهاية هذا الطريق المظلم المملوء بجثث ودماء الشهداء الأبرياء، أصبحت واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار، وتعني في اختصار شديد إفلاس مصر أخلاقيا وماديا لتوقف حركة السياحة وهروب روؤس الأموال والمستثمرين، وانتشار المجاعة والفوضى الحقيقية وانهيار الدولة وتفككها وصراعات دموية بين الجميع من أجل البقاء والنفوذ..
ونذكرهم أيضًا أن يأخذوا عظة مما حدث لمبارك وصدام حسين ومعمر القذافي وغيرهم، لعل ضمائرهم تستيقظ قبل فوات الأوان وعقولهم تدرك أن العالم شرقًا وغربًا صار يراقب عن كثب ما يحدث في مصر من قتل وسفك دماء وتعصب أعمى ضد الأقليات الدينية.. والأهم من كل هذا وذاك يدركون أن خير الأكثرية المسلمة في مصر هو من خير الأقباط والعكس أيضًا.
ولك الله يا مصر

sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :