وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على علاج جيني جديد لمرضى ضمور العضلات الشوكي الذي يعتبر أحد أكثر أسباب وفاة الأطفال- دون سن الثانية- شيوعًا.
وقال نيد شاربلس المفوض الخاص لإدارة الغذاء والدواء إن الموافقة على العلاج الجديد المسمى "زولج نسما" يعد علامة فارقة على استخدام الجينات في علاج العديد من الأمراض، مضيفًا أنه يمنح الأمل للمرضى في مستقبل أفضل.
ويعتبر مرض ضمور العضلات الشوكي من الأمراض الوراثية، و يظهر بصورة ضعف وضمور العضلات الدّانية بشكل مماثل، في أعقاب تدمير خلايا القرن الأمامي للنّخاع، وضمور النّوى الحركية في الحالات الصعبة، وينتج بالأساس بسبب خلل وراثي متنحّي، في الجين (Survival Motor Neuron 1- SMN 1) الموجود على الكرموسوم الخامس.
ويسبب هذا النوع من المرض مشكلات صحية للمصابين تظهر في صورة مشكلات في رفع الرأس وصعوبات في البلع، والتنفس، وتظهر تلك الأعراض على الأطفال حديثي الولادة، أو بعد 6 أشهر من الولادة.
ويقول الدكتور بيتر ماركس مدير مركز بحوث وتقييم البيولوجي في إدارة الغذاء والدواء إن العلاج الجديد سيساهم في إنقاذ حياة المرضى، وتعزيز فرصهم في التعافي من ضمور العضلات الشوكي.
وتعتمد فكرة العلاج على التأثير على ناقلات الفيروس الخاص بضمور العضلات، عبر إعطاءه عن طريق الحقن الوريدي لمدة مرة واحدة، بحيث يعمل بعدها على تحسين استجابة الخلايا العصبية الحركية للطفل، بينما يتم تحديد باقي جرعات العلاج على أساس وزن المريض.
وأجرى أطباء إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تجاربهم السريرية على عينة مكونة من 36 طفلًا من المصابين بالمرض، تعافى منهم 21 بينما أظهر الـ13 الآخرون استجابة للعلاج تمثلت في تحسن قدرتهم على التحكم في وضعية الرأس والجلوس بشكل طبيعي.
كما كشفت الإدارة عن الآثار الجانبية المتوقعة للعقار الجديد، موضحةً أنه في الغالب يسبب خلل في وظائف الكبد، ويكون الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الكبد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا الخلل، كما عاني بعض الأطفال من القئ بعد تلقيهم للعلاج.
وأكدت إدارة الغذاء والدواء أن الأطفال الذين يتلقون هذا العلاج ينبغي أن يخضعوا للفحص لمتابعة وظائفهم الكبدية لمدة 3 أشهر عقب تلقيهم العلاج.