سليمان شفيق
بدعوة كريمة من المحامية هند جوزيف منسقة ومؤسسة الصالون الثقافي للقوصية ،حضرت ليلة رمضانية الثلاثاء الماضي في ديوان الخواجة جوزيف أمين ، ضمت الليلة نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع ما بين مثقفين ورجال أعمال وموظفين ومزارعين ومهنيين، سياسيين وصحفيين، شيوخ وقساوسة، مسيحيين ومسلمين، شباب وشابات، وقادة احزاب ، اتسع ديوان الخواجة « جوزيف » بما لمحبة وسلام ، ووسط فيض الحفاوة والاستنارة، عاش الحضور فى مودة وتسامح ، فى آداب للحوار يفتقدها أهل العاصمة ، الأمر الذى جعلنى دائما أستمتع بالحوار معهم الذى أكد عراقة القوصية كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر الوسطى.
كل ذلك جعل عميد الصالون الثقافي د اسماعيل كامل يكتب :
" من الليالي الرائعة التي رفرف فيها طائر السلام والمحية والاخاء وحط بجناحيه المباركتين في بيت من بيوت العز والكرم في بيت الخواجة جوزيف امين شحاتة رزق الذي تقيم فيه ابنته المحترمة مدام هند جوزيف امين ليلة رمضانية كل سنة ابتهاجا واحتفالا بشهر رمضان فتستضيف بقلب مملؤء بالود والمحبة تفتح قلبها للجميع قبل ان تفتح بيتها وكان الحضور حضورا عظيما مبارك شمل رجال دين اسلامي ومسيحي وشمل قيادات سياسية بارزة في المجتمع من اول صدفا جنوبا حتي ديروط شمالا شخصيات تؤددي دورا بارزا لمحافظة اسيوط الكل لبي دعوة الفاضلة مدام هند جوزيف امين وشمل الحفل رجالات مركز القوصية قامات سياسية وثقافية ورجال اعمال ومهندسين واطباء وصيادلة ورجال الادب والفن الكل جاء والبهجة تسبقه والفرح يشمله وكان عريس الاحتفال ونوره المشع العلامة الاستاذ الدكتور سليمان شفيق الباحث والاعلامي الاب الروحي لصالون هند الثقافي بالقوصية جاء من القاهرة خصيصا ضارب نصائح الاطباء بعدم السفر عرض الحائط لم يتحمل البعد للاحتفال بهذه الليلة المباركة وسط احبابه وبدات الليله ببعض الكلمات المختصرة والبسيطه من بعض رجال الدين وبعض الضيوف ولكن كان الغالب في هذه الليلة هو ما قدمته الفرقة الموسيقية بقيادة المطرب الرائع طلعت وكان للأغاني الوطنية والدينيه هي الغالب ولعب دور عظيم المحترم روميل صداق للترتيب لهذا الحفل وبذل جهدا فوق العادة كان حفلا رائعا عمت فيه الفرحة والالفه بين الجميع وختمت الفرقة الموسيقية الليلة باغنية ام كلثوم الرائعة للشاعر الرائع بيرم التونسي القلب يعشق كل جميل وحمل كل من حضر هذه الليلة شحنة هائلة من الحب والود والتاخي وحب مصر وحب هذه الارض الطاهرة ارض القوصية التي عاشت عليها اجيالا لم تعرف غير الحب والاخاء وانني نيابة عن كل زملائي اعضاء الصالون الثقافي هند جوزيف بالقوصية اتقدم لمدام هند جوزيف صاحبة الصالون الثقافي هند بالقوصية وامينة امانة العلاقات العامه لحزب مستقبل وطن لمحافظة اسيوط بكل الشكر والامتنان علي هذه الليلة الرائعة وايضا الفاضل روميل صداق علي ما فعلة من اجل ان يجمع هذا العدد الضخم علي الحب والمودة ولا يفوتني شكر العلامة الاب الروحي لنا سليمان بك شفيق وشكرا لكل من حضر واسهم في نجاح ليلة رمضانية راقية وكل سنة وحضراتكم جميعا بخير. "
انتهي كلام الدكتور اسماعيل ، ولكن انغام والطرب الذي عشناة مع الفرقة الموسيقية بقيادة المطرب الرائع طلعت وكان للأغاني الوطنية والدينيه ، وانشاد الشاعر والمنشد فهو علاء عبد الراضي كبير موظفي محكمة القوصية الابتدائية، وكلمات الشيخ فريد سعد امام مسجد الزاوية بالقوصية و الشيخ حجاج صلاح عبد العال مدير الاوقاف فرع القوصية ،والقمص صمؤئيل وكيل مطرانية القوصية والقس اكرام سمير رئيس الكنيسة الانجيلية بالقوصية، اضافت للنغم شجون المحبة .
هؤلاء المجتمعون أجدادهم أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد ، واستقبلوا العائلة المقدسة حينما لاذت بمصر حوالى 185 يوما فى منطقة أنشئ فيها الدير المحرق فى القرن الرابع الميلادى بسفح الجبل الغربى، وسمى بالمحرق بسبب حرق النباتات والحشائش الضارة لاستغلال أراضيها للزراعة، وعندما أنشئ دير العذراء أصبح حاملًا لاسم هذه المنطقة، عندما شيد الأنبا باخوميوس سورًا ارتفاعه 12 مترًا حول الكنيسة، فتحول إلى دير، ليشبه فى طرازه سور كنيسة المهد،
الليلة التي تعد امتدادا للصالون الثقافي تعبر عن نموذج نفتقده فى التآخي والمحبة، منسقة الصالون هند جوزيف تذكرنى بأنها خير خلف لخير سلف، لأن القوصية أنجبت د. حكمت أبوزيد، أول وزيرة للشؤون الاجتماعية فى عهد جمال عبد الناصر، لذلك ليس غريبا أن تكون السيدة هند قائدة سياسية واجتماعية فى القوصية التى كسرت شوكة "الذكورية والتخلف" منذ ما يقارب القرن من الزمان، حينما خرجت من بين بناتها حكمت أبو زيد، نظرة واحدة إلى تلك الكوكبة السابقة من رواد الفكر والسياسة والفلسفة والأدب، تكفى لتقديم جلسات الصالون الثقافى الذى يدعو مفكرين وقادة فكريين وعسكريين سابقين وفنانين لعرض تجاربهم، يختلفون حول الأحداث، ولكنهم لم يختلفوا حول حب الوطن، كنت معهم أشعر دائما بأن الحضور من مختلف الأجيال والآراء يجسد أجدادهم الذين أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد، وحموا المملكة المصرية من الانهيار، وتوجد لوحة تخلد انتصاراتهم فى زرابى القوصية، المنطقة الوحيدة المتبقية من القوصية القديمة، الليلة كانت تجسيد حقيقي لحضور كيفي ونوعي من مختلف الآراء والطبقات، ملامح الكرم فى الديوان والوجوه تؤكد على كرم أهل القوصية ، وتجيب عن سؤال لماذا لجأت العائلة المقدسة الي القوصية ، تحية للأستاذة هند جوزيف ولكل اعضاء الصالون، ولكل من شارك في ليلة الحب والاخاء .