"مش هحذرك تاني.. بطل تسقي الزرع لأنه بينزل ميه عليا" عبارة حملت تهديدًا واضحًا من "محمد.ع" لابن شقيقته "محمد مجدي البيومي" بسبب شكواه المستمرة من فائض المياه من "أصيص الزرع" بالشرفة.
لم يلتفت الشاب إلى حديث خاله، ظن أن الأمر محض تهديدات واهية أطلقها في لحظة غضب وأن الموقف سيمر كسابقيه دون أن يدري بما ستؤول إليه الأمور.
انتظر ابن الـ21 ربيعا أذان المغرب، عمد إلى ري الزرع بعد تناول وجبة الإفطار ثم نزل إلى شقة خاله ليخبره بفعلته قائلا "أنا سقيت الزرع وعاوزه ينقط عليك".
استشاط الخال غضبا لاستهزاز ابن أخته به غير ضاربا تحذيره عرض الحائط، فاستل سكينا وسدد له طعنة نافذة في الصدر من الجهة اليسرى.
تجمع قاطنوا شارع إبراهيم الدسوقي المتفرع من مدرسة النجاح على وصت صراخ الشاب الذي سقط على الأرض، وجرى نقله إلى المستشفى المركزي في محاولة لإنقاذه إلا أن محاولة الأطباء باءت بالفشل فاضت روحه إلى بارئها متأثرا بإصابته.
دقائق معدودة تحولت معها المنطقة إلى أشبه بثكنة عسكرية، حضرت قوة من قسم شرطة الوراق يترأسها العميد خالد كامل مأمور القسم الذي وجه بفرض كردون أمني بمحيط مسرح الجريمة تزامنا مع وصول قوة المستشفى للوقوف على تقرير الصفة التشريحية للضحية.
منذ الوهلة الأولى بدت الصورة واضحة لرجال المباحث بقيادة العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع الشمال، وتمكن المقدم أمثل حرحش وكيل القطاع من ضبط المتهم "الخال" الذي أقر بارتكاب الواقعة وأرشد عن أداة الجريمة معلللا السبب" كان بيتحداني ويستهزأ بيا".
وسط حراسة أمنية مشددة اقتادت قوات الشرطة الجاني إلى ديوان القسم تمهيدا لعرضه على النيابة العامة للتحقيق بينما اشتحت المنطقة بالسواد حزنا على مقتل الشاب ليعلق أحدهم "الخال اتسجن وابن أخته مات".