كتبت – أماني موسى
ألتقى الكاتب والباحث إسلام بحيري مع الكاتبة سحر الجعارة، ببرنامجه "جدل" المقدم عبر شاشة TEN، التي أشادت بدورها بما يقدمه بحيري ودوره في التنوير الذي بات ضرورة ملحة يحتاجها المجتمع المصري.
وقالت الجعارة، أنها وجدت أثناء زيارتها لإحدى الدول الدينية المعروفة الكثير من المعاقين بلا أطراف، نتيجة تطبيق الحدود بعد سرقات وخلافه، وأنهم رووا كيف أنهم يعانون، مشددة أنه لا بد من تفعيل القانون الوضعي الذي يقر العقوبات المناسبة للتهم المختلفة.
وتساءلت كيف يكون تارك الصلاة يستتاب ثلاثة أيام، فإن لم يعد للصلاة يُقتَل؟ كيف نتحدث اليوم عن قتل المرتد ونحن في دولة تحمي حرية الفكر والعقيدة وممارسة الشعائر الدينية؟ بما فيهم حق الغير دينيين وإن لم يجاهروا بذلك.
وتابعت، ما هي حكاية تطبيق الحدود وقطع يد السارق برأيك باعتبارك متعمق في دراسة الشريعة الإسلامية، وأجابها بحيري، البعض من المفكرين يستخدم التناظر اللغوي لحل كل مشاكل النص كأنه لا يوجد واقع أو سياق، ويطلع يقول والسارق معناها جرح اليد وليس القطع، وتأويل النص إلى غير معناه، وهذا اتجاه تنويري مُقدر ومحترم لكن مش اتجاهي، وهذه أحد عيوب التيار التراثي أنه يلف الكلام ويدوره وينافق والبهتان كله يطلع منه عشان يثبت أن الحديث دة يشبه الآية القرآنية دي، وهذه الطريقة مضرة أكثر منها مفيدة.
مستطردًا، الحل الأكثر واقعية هو أن نقول سياقات النص وزمنه، ونستخدم فقه المقاصد ومن خلاله يمكن أن نتخطى النص، وهذا لا يعيب النص في شيء ولا يعيبنا، فنحن نؤمن بالنص إيمان كامل.
موضحًا أن فقه المقاصد له أساتذته وعلماءه الكبار، وأن آية قطع يد السارق آية حقيقية وكانت هذه هي العقوبة المتعارف عليها آنذاك في مكة، وهذا طبيعي وقت نزول الآية، فلن تنزل بما يناسب مجتمع بعد ألف عام بعد أن يصبح هناك سجون.
وهذه الآيات نظمت المجتمع بقيمه الحالية وقت نزول الآيات، ثم يضع قيم مطلقة لما بعده من مجتمعات تالية.
وتساءل أحدهم أن هناك بعض الدول الإسلامية مثل موريتانيا وباكستان بها رق، والمذهب الشافعي وأبو حنيفة قالوا بأن عورة الأمة من السرة حتى الركبة، والآن في 2019 إذا قلت لواحدة هذا الكلام سيعد تحرش وخدش للحياء العام، فلماذا لم يعترض أحد على الفقهاء آنذاك، وقياسًا هناك العديد من الأمور التي لو قيلت الآن لاعتبرت فعل فاضح وخدش للحياء.