الأقباط متحدون | ثورات الرحمة...!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٦ | الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١١ | ٢٢ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثورات الرحمة...!

الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: المحامي نوري إيشوع
منذ أشهر بدأت ثورات الربيع العربي، ولكن بدعم ومساندة الشيطان الأكبر الأجنبي كما يدعي صاحب اللحية الأشهبي, منذ أشهر بدأت ثورات التحرير وممارسة الظلم ضد الآمنين وفك أسر المجرمين من سجون الظالم اللعين, منذ أشهر أطلقنا نداء الحرية, لا قيود لا تفرقة باللون أو الجنس أو العرق ولكن نحاكم باسم الدين لمن لا يؤمن بربنا الأمين و مع كل هذا نناشدهم بالعيش كأخوة في الإنسانية!


بدأنا الثورات العربية ورفعنا رايات الحرية, قانوننا العدالة الأرضية وشعارنا تطبيق الشريعة الربانية التي لا يضاهيها شرائع منذ الأزل وإلى الأبدية, قطع يد السارق الجائع لرغيف الخبز وعيونه عن أولاده الجياع لا تفارق, وتقديم الطاعة للأمير الآمر الناهي مع إن يداه ملطختان بدماء بريئة وفي بحار أموال الشعب غارق, قانوننا رجم الزاني والزانية بالمقالع, ولكن لصاحب الأمر نجثو مع إنه يبدل السرايا والغانيات وللحرام في كل ليلة يعانق!


بدأت ثورات الرحمة ولكنها بلا رحمة! اجتاحت العراق على دبابات الأعداء, دمرت المدنية, قسمت الوطن إلى دويلات حكوماتها مليشيات نذرت نفسها لحرق الأرض وقلع من أرضه كل الأعراق, دكوا البنيان وهدموا الأسواق, زرعوا في الطرقات الأشواك وشكلوا الجماعات باسم الحكومات ويمارسون عنصرية القتل والترهيب ضد المؤمنين وشدوهم بالخناق, شردوا الأبرياء ولا زالوا يعلقون المشانق ويفصلون عن الرقاب الأعناق, نحن محرري بلاد الرافدين, ديدننا العدل و شعارنا الديمقراطية و لكننا لا ننتمي بشيء للإنسانية, عقدنا المحاكم الصورية ونفذنا الإعدامات بهمجية لا تضاهيها حتى الحروب البربرية, رئيس دولة (إنسان دكتاتور) حاكمناه وشنقناه في العتمة فأشبعنا غريزتنا للحقد والنقمة, ضربنا حقوق الإنسان عرض الحائط ومسحنا من كتب التاريخ الأصل ومزقنا كل الخرائط! نحن محرري البلدان, نعلم علم اليقين من هم السكان الأصليين! أحفاد الكلدان والأشوريين والسريان..! لهذا حرقنا كنائسهم وأفرغنا منازلهم وفرضنا عليهم الجزية ودفعناهم للهجرة بعد أن رفعنا عنهم السلامة والأمان وطاردناهم على ظهور البعير لتفريغ الوطن منهم لننام بعدها قريري العيون وننعم بالراحة والاطمئنان.


بدأنا ثورة التحرير في مصر, وتجاوزنا من خلالها وحوش الغابة و صادرنا القرار واعتلينا منابر الأحرار و تربعنا على العرش وأعلنّا النصر, نأمر بأسر السرايا وإجبارهن على تغيير العقيدة بعد ممارساتنا الوحشية ضدهن وبواسطة نصائحنا السمحاء السديدة, ناهيكم عما نتحلى به من أخلاق حميدة, نقرر قتل الأبرياء الذين يشعلون الشمعة وينشرون البخور ويمسحون عن عيون أخوتهم في الوطن الدمعة, نحن الذين أشعلنا الثورة ومعها أشعلنا النيران في كنائس الأقباط وأسكتنا الترانيم والصلاة للرب لنشر خيمة أمنه وسلامه على البلد والعباد.
نحن الثوار, حررنا ليبيا من العقيد المغوار, نحن الثوار طالبي الرحمة ولكننا بدون رحمة! أمسكنا الدكتاتور الجبار, لم يقاوم ولم يحاول حتى إطلاق النار, طلب منا الرحمة ولكننا أطلقنا عليه طلقة الرحمة, وأقمنا له العرس وجريناه مقتولًا ونحن نطلق الزغاريد وسط الزحمة, ليسمع أهل العرس ويشاركوا في الفرحة ويفتحوا في قلب العالم الجرح, جرح قتل الإنسانية وإعدام العدالة من خلال محكمة ميدانية صفق لها العالم المتحضر وأعلن من خلالها التحرير الكامل ورفعوا رايات النصر. نعم دكتاتور (إنسان) و لكن ألا يستحق محاكمة عادلة علنية؟ ولو كانت في العلن صورية!
نحن رواد الثورة, انطلقنا من تونس وتخطينا حدود الديمقراطية لنفوز بالقيادة الحكيمة التي سوف تعيدنا إلى العصور الحجرية، والحلم بسن قوانين, و تشريعات مخملية.


ثورات الرحمة العربية, ولكننا نعلنها منذ الآن بأننا لا نعرف الرحمة لأن القاتل والمقتول يحملان نفس السحنة, ورضعا من نفس الثدي ونهلا من ذات البير (البئر) وتوافدا على نفس الغدير وحمّلا قربتهما من العدالة وارتوى منها الكبير وحتى الصغير!
نحن ضد الطغاة والدكتاتوريات والدليل على ذلك منذ أشهر نشرتُ مقالة تحت عنوان (مجنون يحاكم العالم) و كنتً أقصد بذلك العقيد القذافي, و مقالة أخرى بعنوان تحريض, إبادة جماعية فمحاكمة علنية و كنتُ أعني بذلك كل الذين يحرضون على قتل الأبرياء من الرؤساء و الشيوخ الشرفاء! ولكننا في نفس الوقت ننبذ العنجهية والهمجية التي يسمونها بالثورات ذات الربيع العربي التي لا تحمل إلا القتل والعنف والاضطهاد وعنوانها التمييز العنصري و الديني و التفرقة الإنسانية باسم الديمقراطية!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :