كتب – روماني صبري
قال نيافة الحبر الجليل الأنبا زوسيما أسقف أطفيح ، أن تذكار دخول السيد المسيح له المجد إلى ارض مصر والذي يوافق 24 بشنس وفقا للتاريخ القبطي ، حدث تميزت به مصر عن باقي بلاد العالم ، مشيرا إلى أن مصر البلد الوحيدة التي خرج إليها المسيح من إسرائيل ، ليقضي فيها 3 سنوات ونصف .
وأضاف الأنبا زوسيما خلال برنامج " ساعة على الهواء"، الذي يبث عبر فضائية "مي سات"، القبطية الأرثوذكسية، مجيء المسيح والعذراء ويوسف النجار إلى مصر فخر لكل مصري ، واستطرد :" الرب له المجد اختار ارض أخرى غير ارض ميلاده ليسكن ويستقر فيها ، لذلك وجب على كل مصري أن يشعر بالفخر والسعادة .
ارض الخير والشر
وأشار إلى أن ، مصر يرمز إليها بشيئين عكس بعضهما ..الخير - الشر ، يرمز لها بالخير ، لأنها كانت من البلاد المليئة بالخيرات ، لذلك قيل عنها كجنة الله كأرض مصر ، لما تمتعت به من خيرات وقتها ، وعلى النقيض أيضا تشير إلى الشر عندما كان يحكمها فرعون الذي تصدى له موسى النبي حتى اخرج شعب الله من ارض مصر بعد انتهاء الصراع الطويل بينهما والذي انتهى بنصرة الشعب اليهودي الذي أنقذه الله من شر فرعون .
ارض العبودية
كما عرفت باسم "ارض العبودية"، لان شعب الله استعبد فيها وذل وصار عبدا لفرعون ، لكن بعد ذلك صارت أرضا مباركة ، ويقول سفر اشعياء إصحاح 19 :" "وحي من جهة مصر .. هوذا الرب راكب على سحابة سريعة ، وقادم إلى ارض مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها .
والمقصود بوحي من الله ، هو أن شيئا مقدسا من السماء سيحل بها ، وهو ما تحقق في زيارة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء ويوسف النجار إلى مصر .
خذ الطفل واهرب إلى مصر
وعندما استبد الخوف بقلب هيردوس الملك ، الذي علم من المجوس وقتها أن هناك طفل اسمه يسوع ولد ليكون ملكا على شعبه ، قرر قتل جميع الأطفال في أورشليم من عمر سنتين ، ليتأكد أن الطفل الملك قد تم قتله ، حيث قال الله: "في مدينة يهوذا يخرج مدبر يرعى شعبي" .
وبحسب الإنجيل :" إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا : قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر ، وكن هناك حتى أقول لك . لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه.
فقام يوسف واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرفا إلى مصر ، وكانوا هناك حتى وفاة هيرودس ، كي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : من مصر دعوت ابني .
لماذا هرب المسيح من وجه هيردوس ؟
المسيح لم يكن ضعيفا ، ولا قليل الحيلة ، ليهرب من وجه هيردوس الملك ، لكن أولا كان هناك حكمة من هروبه إلى مصر ، حتى يعلمنا أن نهرب من وجه الشر ، لان شرور الإنسان قد تدفعنا لارتكاب الخطايا والقتل .
وكتب عن المسيح انه سيصلب ويموت وفي اليوم الثالث يقوم ، لذلك هروب المسيح إلى ارض مصر لم يكن بسبب الخوف ، بل لان ساعته لم تكن جاءت حتى يتحقق الفداء فيه .